لإحراز
تقدم ملموس في الصراع التحرري ضروري من نصف المجتمع
عبر
التاريخ النضالي والكفاحي لشعبنا ضد النظام الرجعي القائم، وكيل الإمبريالية والصهيونية،
من أجل التحرر الوطني والاجتماعي، سواء في
مرحلة المقاومة ضد المحتل الفرنسي والإسباني أو بعدها، أبانت المرأة المغربية عن جدارتها وقدرتها على التضحية وخوض غمار التحدي وصنع الأمل وإبداع لوحات الجمال والحياة.. وهذه الحقيقة تأكدت إبان كل المحطات النضالية من مظاهرات ومسيرات وإضرابات واحتجاجات وانتفاضات شعبية ونضالات عائلات المعتقلين السياسيين والشهداء ومجهولي المصير.. والتي سجلت فيها المرأة صمودها البطولي وتقديمها ضريبة النضال والتضحية مثلها مثل الرجل المناضل، سواء في المعارك الميدانية أو داخل مخافر العدو أو في السجون.. وتعد الشهيدة سعيدة المنبهي، التي تحولت الى بوصلة للغيورين على قضايا شعبنا من الشبان والشابات ومن الرجال والنساء، رمزا شامخا يغني عن الجدال ونجمة حمراء تدلنا على طريق النصر والمستقبل السعيد..
مرحلة المقاومة ضد المحتل الفرنسي والإسباني أو بعدها، أبانت المرأة المغربية عن جدارتها وقدرتها على التضحية وخوض غمار التحدي وصنع الأمل وإبداع لوحات الجمال والحياة.. وهذه الحقيقة تأكدت إبان كل المحطات النضالية من مظاهرات ومسيرات وإضرابات واحتجاجات وانتفاضات شعبية ونضالات عائلات المعتقلين السياسيين والشهداء ومجهولي المصير.. والتي سجلت فيها المرأة صمودها البطولي وتقديمها ضريبة النضال والتضحية مثلها مثل الرجل المناضل، سواء في المعارك الميدانية أو داخل مخافر العدو أو في السجون.. وتعد الشهيدة سعيدة المنبهي، التي تحولت الى بوصلة للغيورين على قضايا شعبنا من الشبان والشابات ومن الرجال والنساء، رمزا شامخا يغني عن الجدال ونجمة حمراء تدلنا على طريق النصر والمستقبل السعيد..
لكن
السؤال المطروح بحدة وراهنية هو: هل ما وصلته المرأة المغربية في نضالها يفي بما تتطلبه
معركة التحرر، أي تحررها كامرأة تعاني الاضطهاد المزدوج الذي يكرسه النظام الرأسمالي
التبعي؟ وهل معركتها من أجل التحرر تنفصل عن معركة شعبنا في التحرر من قبضة وكلاء الاستعمار
وكل الأعداء الطبقيين..؟ بالطبع لا، لأن ما وصلته المرأة المغربية لم يزح عنها القيود
ولم يرفع عنها الظلم والاضطهاد. وإن مهمة تحرر المرأة من الاستغلال والاضطهاد ومن مخلفات
عصور البخور والظلام يكمن في تدمير المجتمع الرأسمالي والقضاء على التبعية وتحطيم الفوارق
الطبقية والجنسية.. وهذه المعركة لم تحسم بعد، وهي معركة الجماهير الشعبية التي تتناقض
مصالحها ومصالح النظام وفي مقدمتها الطبقة العاملة التي ليست لها مصلحة في استمرار
الاستغلال والاضطهاد. لهذا، فمعركة المرأة من أجل التحرر هي جزء لا يتجزأ من معركة
شعبنا من أجل الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية في أفق تشييد المجتمع الاشتراكي..
إن تحرر مجتمعنا هو تحرر للمرأة وللرجل معا..
والسؤال
الآخر الذي يفرض نفسه: هل بإمكان، صراع شعبنا من أجل التحرر، التقدم دون أخذ دور المرأة
بعين الاعتبار؟ إن كل الأسئلة السالفة تضعنا أمام حقائق لا يمكن القفز عنها، فالمرأة
لا يمكن أن تواصل معركتها من أجل تحطيم الاضطهاد المزدوج الذي يؤيده المجتمع الرأسمالي
دون حضور الرجل المناضل والمناهض للرأسمالية، وأن تحرر المجتمع لن يكون دون نصفه، أي
المرأة، لهذا فالتحرر المجتمعي وتحرر المرأة لا يمكن الفصل بينهما.. فلا حديث عن تحرر
المرأة دون تحرر المجتمع من قبضة الرأسمالية، كما لا حديث عن تحرر المجتمع دون تحرر
المرأة، لذا فالمرأة لا خلاص لها دون النضال الى جانب من ليست لهم مصلحة في استمرار
نظام يؤبد الاضطهاد والاستغلال والظلم والقمع.. والطبقة الوحيدة التي ستناهض الاستغلال
والاضطهاد وتوابعهما حتي النهاية هي الطبقة العاملة. وما دامت المرأة هي نصف المجتمع،
فهي إذن، نصف العمال ونصف المفقرين ونصف الطلبة ونصف التلاميذ ونصف المعطلين ونصف كل
الكادحين. لهذا، فتنظيم العمال السياسي وكل حلفائهم الموضوعيين لن يتقدم دون نصفهم،
ولنقول أنه من الوهم بناء المجتمع البديل دون نصف المجتمع. وهذا يقود الى القول، إن
المعركة الطبقية من الموقع الثوري الجاد والمسؤول تستدعي مشاركة المرأة في المعركة،
وذلك بتعبئة كل الإمكانيات اللازمة والضرورية لذلك.
إن
موقع المرأة الطبيعي في الصراع ضد الاضطهاد والاستغلال والمعاناة، أي المرأة التي تشكل
نصف العمال ونصف الفقراء ونصف كل المقصيين والمهمشين..، هو في وسط الحركات المناضلة
والحركات الثورية كما في التجربة الحية للمقاومة على أرض كوباني.. بمعنى، مفروض نضاليا
على المرأة أن تأخذ موقعها في المعارك الميدانية والإنتاجية وفي الهياكل والأجهزة التنظيمية
كاستحقاق، بعد تأهيلها، من طرف رفيقاتها ورفاقها، وتطوير أدائها وتأطيرها وتوعيتها
وخلع رداء الجنس اللطيف عنها (التغزل في جسدها بغريزة حيوانية مقيتة تشتم منها رائحة
التشييئ/التسليع البورجوازية...) ونسف وهم استقلال هياكلها الذي ألصقته بها البورجوازية
والقوى الظلامية في تكتيكها المدروس والموجه لإبعادها عن حقول الصراع الفعلية وعن معركتها
الحقيقية، وعن كل ما يهدف الى محاربة تمييع أدوارها الطلائعية والثورية. وهذا لا يعني
إغفال ما أفرزه الواقع المتردي والمتخلف، وما خلفته عصور البخور والظلام، من حالة نفسية
واجتماعية في بلدنا، والمكرسة بتخطيط مدروس وموجه (بالإعلام والبرامج التعليمية والجمعيات
البرجوازية والظلامية والأحزاب والنقابات وكل المؤسسات الدعائية للإيديولوجيا البورجوازية..)
من طرف الرجعية والإمبريالية والصهيونية، وتحويلها الى صعوبات ومتاريس في وجه تقدم
النضال التحرري وسط النساء، والدفع بالمناضل لقبول أن العمل النضالي في حقل النساء
هو من مهام المرأة نفسها يولوحدها، كفهم مغلوط وبرجوازي بامتياز، في حين أن قضية المرأة
هي قضية الثوريين والثوريات الذين واللواتي تعكس وتنسجم ممارستهم/تهن في كل لحظات فهمهم/هن
وتفكيرهم/هن، وهي مهمة تستدعي من المناضلين والمناضلات المنسجمين/ات مع خلق الروابط
وفتح الجسور بذكاء واستثمار وتطوير الموجود على الأرض والمتاح منها في كل حقول تواجد
أبناء شعبنا.. فأينما وجد أبناء شعبنا يوجد نصفهم الثاني (في كل المناطق وفي كل المعامل
والحقول والضيعات والمؤسسات التعليمية والمعاهد والفضاءات النسائية...). وهذه المهمة
الشاقة والمطلوب إنجازها من قبل الثوريين والثوريات لا تتوقف عند حدود وعي المرأة بقضيتها
واستيعابها لواقعها، بل بخلق قناعة وشروط الفعل الذي ستساهم فيه المرأة بجانب الرجل
من أجل التحرر من ظلم واستغلال نظام الرأسمالية التبعية القائم ببلادنا والذي يستعبد
إنسان العصر الراهن ويمتطي رقابه. وإن الوعي بكون الشرط الضروري لإحراز التقدم في انتزاع
حقوق المرأة في المساواة ودحر الاضطهاد المزدوج هو في الكفاح بجانب الطبقة العاملة
وحلفائها الموضوعيين لإحراز النصر على البرجوازية الكبيرة، أي طبقتي الكمبرادور والملاكين
العقاريين، بالإضافة الى أعوانهم وامتداداتهم المتسترة والمكشوفة، وبالتالي بناء السلطة
الوطنية الديمقراطية الشعبية ذات الأفق الاشتراكي. كما أن نجاح الحركة الثورية في توسيع
دائرة انخراط المرأة في النضال من أجل مجتمع خال من الاضطهاد الجنسي والطبقي سيقوي
أكثر فأكثر القطب الثوري ويضع المسار البديل على سكة التقدم الجذري السليم نحو النصر
الحقيقي والفعلي..
شارك هذا الموضوع على: ↓