2015/03/14

حسن أحراث // 25 سنة عن رحيل أم الشهيد الدريدي: ذكرى القوة والشموخ..


كيف لمن تربى على الصدق، ألا يكون صادقا؟
كيف لمن عاش القوة، ألا يكون قويا؟
كيف لمن خبر أدغال الزنازين والكاشوات، أن يهاب زعيق الجبناء؟

وكيف لمن كان زاده الصمود والشموخ، ألا يكون صامدا وشامخا، دوما وأبدا؟
اخترنا الصدق والقوة والصمود والشموخ وفاء لعهد رفاقنا الشهداء ولعهد الأبطال من أبناء شعبنا، داخل السجون وخارجها، الأمس واليوم..
لا نزايد على أحد.. لا نتباهى..
إنها مسؤوليتنا أمام التاريخ (تكليف، وليس تشريفا).. إنه العهد المبدئي أو الجمرة الحارقة، سياسيا وأخلاقيا.. 
إنها الحقيقة الساطعة..
لقد كان لنا شرف التوقيع على عهد مواصلة المشوار النضالي بكل عنفوان، وحتى النهاية.. لم نكن حينها نعرف من سيستشهد ومن سيواصل المشوار.. 
لقد وقعنا بالدم الى جانب الشهيدين بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري، داخل الزنزانة رقم 1، بسجن بولمهارز بمراكش سنة 1984، على مواصلة المعركة حتى النصر..
وقعنا على النضال، واستمرار النضال والتضحية حتى انتصار قضية شعبنا، قضية العمال وعموم المقهورين..
ومن يخون القضية، يخون الدم.. يخون العهد..
هذه رسالتنا وهذه وصيتنا (أحياء أو أمواتا)..
وفيما يلي فقرة حول الأم الشهيدة السعدية الدريدي، مقتطفة من كتاب حسن أحراث "مجموعة مراكش، تجربة اعتقال قاسية" (2012):
أمي السعدية*
صفة الأم هنا ليست مجاملة.
إنها أم حقيقية..
عرفتها قبل الاعتقال؛
عرفت بيتها، عرفت طبخها، عرفت دفئها...
عرفتها بعد الاعتقال؛
عرفت قوتها، عرفت حيويتها، عرفت صمودها...
كانت أمنا جميعا؛
أم المضربين وغير المضربين؛
أم مجموعة مراكش 1984، وباقي المجموعات.
آزرتنا وآزرت عائلاتنا؛
شرفتنا وشرفت عائلاتنا.
أزعجت المجرمين وأربكت حسابات المتخاذلين؛
انتصبت شامخة؛
وماتت شامخة.
لم تنتظر معانقتنا؛
أو الأصح، طال انتظارها، بعدما تأخرنا؛
بعدما تأخر انتصارنا.
إننا نعانق شموخها؛
إننا نحيي انتصارها؛
أمنا السعدية..
* أمي السعدية: السعدية بنرزوق، والدة الشهيد بوبكر الدريدي والمعتقل السياسي السابق الطاهر الدريدي. توفيت يوم 17 مارس 1990.
ملاحظة:
- الصورة الأولى: أمي السعدية، أم كافة ضحايا القمع السياسي بالمغرب، الصرح الشامخ..
- الصورة الثانية: الشهيد الدريدي بوبكر، وفي عمق الصورة أمي السعدية، والدة الشهيد..



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق