22‏/03‏/2015

البديل الجذري // يا عمال المغرب اتحدوا وثواره، ضد رأس المال وضد وكلاء رأس المال..


"يا عمال العالم اتحدوا". ومنه القول: "يا عمال المغرب اتحدوا وثواره ضد رأس المال وضد وكلاء رأس المال..". إنه شعار مؤصل من الشعار الخالد الذي يردده
الثوار عبر العالم، لما يزيد بكثير عن قرن ونصف من الزمن، لكن هل تحقق هذا الشعار؟ وإن لم يتحقق، هل هو دليل على أن الشعار مثالي أو وهم لا زال راسخا في رؤوسنا لا غير؟ صحيح أن هذا لم يتحقق بعد، باستثناء ما جسدته ملحمتا العمال الباريزيين ربيع 1871 والعمال الروس في أكتوبر 1917. لكن بالرغم من ذلك، لازال هذا الشعار بوصلة العمال الثوريين، وبجانبهم كل المناضلين والمثقفين الثوريين، وعنوانا ساطعا لعلمهم، ورمزا لارتباطهم بعلمهم ورسالتهم، علم الثورة والرسالة التاريخية التي يتحملون مسؤولية تحقيقها. وذلك من أجل القضاء على سيطرة طبقات أدخلت حياة الشعوب المضطهدة في عصرنا الراهن الى مصير مجهول مفتوح على مخاطر التدمير والفناء، ومن أجل خلاص الإنسانية من استغلال الإنسان للإنسان، وتشييد مجتمع إنساني حقيقي فعلا على كوكبنا.. إن الطبقة العاملة هي القوة المنتجة فعلا للثروة في كل مجتمعات عصرنا، والتي بدونها لا يمكن للرأسمالية أن تراكم أرباحها. فقوة العامل وجهده هو السلعة التي يشتريها الرأسمالي بأبخس الأثمان لاستغلالها في الإنتاج والاستحواذ على ثروات المجتمع. كما تعد السلعة الوحيدة التي يعجز الرأسمالي استخدامها دون إخضاع العامل واستعباده وسلب حريته لمدة محددة من كل يوم. وتحرير العامل لقوته هو توقف لماكينة الرأسمالية ونهاية محتمة لرأس المال وطبقة الرأسماليين. والمدخل العلمي لتحرير العامل لقوته هو في وحدته مع رفيقه العامل كيفما كانت ظروفه وأينما كان تواجده. وهذه المهمة هي المهمة السياسية التي تستوجب الوعي بها وسط العمال عبر العالم من خلال وحدة عمال كل بلدة من بلدات العالم. إن الرأسمالي في استهدافه جني ومراكمة الأرباح يعمل على استغلال أكبر قدر ممكن لقوة العمال والتحكم في شروط العمل مستغلا سلطته السياسية (المؤسسات والأجهزة القمعية والترسانة القانونية والإيديولوجية...) والمالية، وهو ما تتولد عنه المعاناة والمآسي في صفوف العمال وعموم الكادحين ويتحتم عنه صراع طبقي بين الطرفين يضطر فيه العمال إلى خوض نضال مشترك لتوحيد مقاومتهم لشراسة مالكي وسائل الإنتاج المسيطرين على السلطة ولتحسين شروط العمل. ويفضي ذلك في الغالب الى إنشاء التنظيم الأولي للعمال من قطاع الى آخر. وتعرف هذه التنظيمات العمالية بالنقابات. وهي أبسط شكل تنظيمي عمالي يمكن بسهولة توحيد الطبقة العاملة وبناء أكبر تجمع عمالي. وهذه الحقيقة أدركتها البرجوازية قبل غيرها في مسار الصراع الطبقي الذي تدور رحاه بينها وبين الطبقة العاملة. لذا تجند كل قواها للقبض على النقابات العمالية وإحكام السيطرة عليها، سواء بشراء قياداتها أو بتفتيتها وتفجيرها من الداخل أو تحويلها لأذرع متحكم فيها لكسر نضالات الطبقة العاملة وتحطيم قوتها وتدمير تضامنها. لا جدال في أن مهمة توحيد الطبقة العاملة من أجل إنجاز رسالتها التاريخية هي مهمة الحزب السياسي صاحب البرنامج السياسي المبني على ذات المشروع والذي يعمل تكتيكيا من أجل استراتيجية الوصول إلى السلطة عبر قيادة وتوحيد نضالات الطبقة العاملة وحلفائها الموضوعيين ذوي المصلحة في تغيير النظام القائم، وفي مقدمتهم الفلاحين الفقراء. لأن الوصول الى السلطة هو المفتاح لتحقيق البرنامج السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي البديل. وهذا الحزب لن يكون غير الحزب الماركسي اللينيني، لأنه الحزب الوحيد الذي يتبنى علم الثورة البروليتارية... ولينجح الحزب في السيطرة على السلطة السياسية يحتاج إلى القاعدة الجماهيرية المؤهلة لتحقيق الأهداف والتي تعتبر الطبقة العاملة عمودها الفقري، ودون القاعدة الجماهيرية العمالية الى جانب الجماهير الشعبية الكادحة يستحيل تحقيق المجتمع الذي ينعدم فيه استغلال الإنسان للإنسان. وباعتبار النقابات هي الوعاء التنظيمي الأوسع والأكبر الذي تنضوي تحته الطبقة العاملة، يكون لزاما على الماركسيين اللينينيين خوض الصراع داخل النقابات العمالية من أجل كسب الجيش العمالي إلى جانبهم لممارسة الصراع ضد العدو الطبقي. 

لكن السؤال هو كيف؟ أو هل يكفي ادعاء الماركسيين اللينينيين حمل مشروع الطبقة العاملة، وأنهم هم المعبرون عن مصالحها وأصحاب مشروع القضاء على الاستغلال..، هل يكفي للسيطرة والسيادة داخل المنظمات العمالية وقيادتها؟ وهل من يسيطرون حاليا داخل النقابات ويفرضون قيادتهم على المنظمات العمالية لا يدعون القضاء على الاستغلال وغيرها من الخطابات الفجة السابقة الذكر؟ 
أكيد أن الإدعاء قد يكون مشتركا، كما يمكن أن يكون مختلفا عليه. لكن، لا يشكل أساسا للسيطرة والسيادة داخل القطاعات العمالية وقيادتها، لأن الطبقة العاملة ليست ملكا وذيلا لأي تنظيم بمجرد إدعائه أنه تنظيم الطبقة العاملة. وهذا التفكير قد ساد، ولازال اجتراره وسط الأحزاب والتنظيمات البورجوازية الصغيرة والكبيرة التي تدعي تمثيل العمال، بعدما تم التراجع والانحراف عن العمل القاعدي الدؤوب والمثابر إلى جانب القواعد العمالية لكسب المصداقية النضالية والسياسية وسطها وتعرية وفضح كل الانتهازيين والسماسرة وتجار العمل النقابي ومحاربتهم دون هوادة. وهو ما يبرر تسابق وتنافس اليوم، ممن يدعون "الثورية" و"الماركسية.."، داخل النقابات والمنظمات العمالية والجماهيرية ل"القبض" عليها من فوق بكل الأساليب بما فيها تكتيك قبول الممارسات المفضوحة لأعداء العمل النقابي القاعدي الصحيح من المحاصصة والمناورة والتوافقات.. والتملق للقيادات البيروقراطية المافيوزية المغتصبة والمدمرة للعمل النقابي الصحيح والفاعل والكفاحي، لحد التواطؤ والصمت عن جرائمها وفضائحها المخزية وعن تحالفاتها المكشوفة والمشبوهة مع الأعداء الطبقيين. إن الواقع النقابي في المغرب يشكل إحدى النماذج لهذه الصورة، بحيث أن البيروقراطيات النقابية الفاسدة والعميلة والمعادية لمصالح الشغيلة ولاستقلاليتها عن مستغليها أحكمت قبضتها على المركزيات النقابية ورهنتها للنظام، ممثل الباطرونا، لردع الطبقة العاملة مقابل الحرص على مصالح البيروقراطية وضمان موقعها وعلى حصتها في عملية النهب والسرقة. وجعلت المركزيات مقاولات تراكم من خلالها الثروة على حساب مآسي وآلام العمال وكل الشغيلة، وحولت النقابة داخل القطاعات الإنتاجية إلى عدو ثان من لحم ودم العمال ضد العمال أنفسهم، وكسرت لحمتهم ووحدتهم وشرعت الأبواب للتعدد النقابي الشكلي حتى وسط نفس القطاع وتفتيت الوحدة العمالية التي تعد أساس قوتهم. وتجدد قبضتها بفرض قياداتها من فوق دون اعتبار للقواعد النقابية. ويشعر العمال اليوم في غالب القطاعات أن النقابة ليست نقابتهم. وأكثر من ذلك، يفقدون الثقة في العمل النقابي. إذن، هل لعبة أو تكتيك القبض من فوق على النقابات ولو من طرف الجهات التي تدعي الدفاع عن الطبقة العاملة هو تكتيك سليم، وللدقة في الفترة الراهنة؟ هل الصمت عن ما تقترفه القيادات البيروقراطية، ونخص بالذكر الكنفدرالية الديمقراطية للشغل والإتحاد المغربي للشغل، من إجرام في حق الطبقة العاملة والعمل النقابي مقابل التملق لربح الكراسي القيادية، يعد عملا نقابيا مبدئيا؟ وهل ذلك من التكتيك السليم لربح القاعدة العمالية؟ نقول إنه العبث، إنه الصمت عن الإجرام، إنه إسهام وتواطؤ لقتل العمل النقابي الجاد والمبدئي، العمل النقابي الكفاحي.. فكيف يتملق المناضل البيروقراطية ويتوافق معها للوصول لكراسي القيادية، والقاعدة العمالية والمصداقية تقتلان يوما عن آخر..؟ فمن سيقود إذا افترضنا خطأ أنه قد يصل للقيادة؟ إنه سيقود السراب والفراغ.. سيقود إطارات نقابية فارغة بدون مصداقية.. لأن تكتيكه لا يختلف عما تمارسه البيروقراطية، وطريقته لا تتميز عن طريقة البيروقراطية.. فكيف سيعيد من تواطأ مع البيروقراطية اليوم وصاحبها المصداقية للعمل النقابي وسط القاعدة المتدمرة غدا؟ إنه المستحيل.. بل هو في العمق، تأسيس للانتقال السلس الى صفوف العدو.. إن الصراع مع البيروقراطية النقابية ومحاربتها اليوم كما الأمس بوجوهها القديمة والجديدة هو أحد محاور الصراع مع النظام.. إنه أحد المهمات التي يعد طمسها وعدم تحملها والقيام بها بالطريقة السليمة والعلمية وبكل مبدئية يؤدي لا محالة لإضعاف العمل النقابي وجعله يغرق أكثر في وحل البيروقراطية وشباك النظام. إن المهمة الجوهرية هي أن يكون المناضل المبدئي، فردا أو مجموعة، محكوما بمصالح العمال وعموم المضطهدين وكل المفقرين وبمطالبهم، وأن يكون مدافعا عنيدا وشرسا عنها بعيدا عن تكتيكات الانتهازيين والمتخاذلين والبيروقراطيين، وأن يواصل مشوار الصراع ضدهم وضد النظام في نفس الوقت. إن المناضلين النقابيين الجذريين الفاعلين في مختلف الحقول النقابية مدعوون اليوم أكثر من الأمس الى رفض التموقع والاصطفاف إلى جانب أو وراء البيروقراطية المافيوزية المتربعة على قيادة المركزيات النقابية، هذه الأخيرة التي لا علاقة لها بالعمال غير إحكام القبضة عليهم من فوق وتسييد الفساد والخراب والتدمير داخل الحركة العمالية. وتعد هذه المهمة هي مهمة لوضع الأقدام على الطريق الصحيح، على طريق خدمة وحدة العمال وقوتهم ومصالحهم ومنظماتهم. لأن الحركة العمالية وكل جماهيرنا الكادحة في حاجة لمناضلين شرفاء لم تلطخ أيديهم بالفساد والتواطؤ والخيانة ليعيدوا المصداقية للعمل للسياسي كما للعمل النقابي من أجل التقدم في بناء وحدة حقيقية للعمال ولحلفائهم الحقيقيين الفلاحين الفقراء، وهي الأساس لوحدة حقيقية للمناضلين الماركسيين اللينينيين. فلا ثقة للطبقة العاملة ولشعبنا البطل في كل من يقف إلى جانب النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي، سرا أو علانية، أو يصطف الى جانب الأعداء الطبقيين في مختلف مواقعهم..
تيار البديل الجذري المغربي
C.A.RA.M.



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق