2016/05/31

أحمد بيان// حول الإضراب العام ليوم 31 ماي 2016: هل هو قرار القواعد النقابية أم خطة لضمان "الاستقرار" كما هو مرسوم من طرف النظام؟!!

ماذا ينتظر شعبنا الذي اكتوى بنيران مخططات النظام المجرم من قرارات القيادات النقابية البيروقراطية والنقابات الصفراء ومن خلفها القوى السياسية الإصلاحية
والرجعية؟!! وماذا ينتظر من قرارات وأشكال منزوعة الروح ولا تحتفظ سوى على أسماء أشكال الفعل النضالي لخداع الملايين من الكادحين والمقهورين؟!! وهل يمكن اعتبار دعوة القيادات النقابية البيروقراطية والنقابات الصفراء لإضراب عام بالوظيفة العمومية والجماعات المحلية يوم 31 ماي 2016 شكلا نضاليا بمقدوره زحزحة استقرار نظام النهب وإصابته في عمق مصالحه الحيوية والتقدم في اتجاه قلب الموازين المختلة لصالحه؟!! من بديهيات ممارسة الصراع الطبقي أن كل وضع من أوضاع الصراع يقتضي تدابير وتعاط مناسب.
فالتعامل مع أوضاع الصراع أشبه بالتعامل مع الجسم المريض يستلزم بعد الفحص للمرض أدوية أو عمليات تناسب المرض. وفي المرحلة تستهدف مشاريع ومخططات النظام شعبنا على جميع المستويات وتعرض كل مقومات عيشه للشلل الحقيقي.
 إذن هل المطلوب تقديم الواجب والمستحيل لإنقاذ الملايين من الناس الذين تسوقهم المخططات الإجرامية للنظام القائم للولوج لما تحت عتبة الفقر أم تقديم موضة الفعل "النضالي" المبتذل والمنزوع الروح لاستكمال الأدوار وتأثيث الأرضية لتمرير إملاءات القوى الاستعمارية وتأمين مصالح النظام؟!!
إن هجوم النظام على مكتسبات الجماهير الشعبية وحرب الباطرونا وحرب القوى الاستعمارية التي تريد تمرير مخططاتها وتصريف أزماتها على حساب الشعوب لا يمكن معارضتها موضوعيا من وجهة نظر الطبقة العاملة، الطبقة الطليعية، إلا بالصراع ضد النظام وضد المصالح الطبقية للكمبرادور والملاكين العقاريين الكبار، صراع على كل الواجهات بما فيها الواجهة النقابية.
والنضال النقابي لن تكون له قوة سوى في أشكال فعل بمقدوره شل أرباح البرجوازية في شخص تعطيل عملية الإنتاج, أي في توجيه سهام النضال النقابي لتعطيل وسائل الإنتاج والتي لا يمكن أن تشتغل دون قوة عمل العمال، لأنها الأداة العمالية القوية في المعارك النقابية المترسخة في أعراف العمل النقابي المسؤول والجاد والآلية العمالية التي تربك حسابات مصاصي الدماء، وبدون المساس بالإنتاج لا يمكن التقدم الى الأمام للضغط وقلب موازين القوى. والنقابات الملهمة بروح النضال الجذري الهادف لخدمة مصالح قواعدها تبدي في وجه مخططات العدو مقاومة على درجة كافية من الوضوح وعلى درجة كافية من العناد لكي تجتذب وراءها الجماهير في السبيل الوحيد للخلاص.
إن شل الإنتاج الرأسمالي هو شكل من أشكال الصراع الطبقي الأكثر تأثيرا وقوة، وليس تطرفا ولا تهورا, بل فعل نضالي عمالي مسؤول راسخ في تجربة الحركة العمالية. وهي الأشكال التي تهابها الرأسمالية كما يهابها وكلاؤها البيروقراطيون في المركزيات النقابية وتهابها القوى السياسية الانتهازية بكل تلاوينها وبشكل عام يهابها النظام المجرم الغارق في الرجعية الذي يتسبب في البلايا التي تفوق الوصف. 

والنقابات بإعلانها للإضراب العام في الوظيفة العمومية والجماعات المحلية ليوم الثلاثاء 31 ماي 2016 كشكل يحيد الطبقة العاملة عن معمعان الصراع في أوج المعارك العمالية المتفرقة والمشتعلة هنا وهناك وفي أجواء تصاعد معارك الشوارع بقيادة الطبقة العاملة في البلدان الامبريالية نموذج فرنسا وبلجيكا واليونان، تكون قد حافظت على حروف الأداة العمالية ألا وهي الإضراب العام في خوض الصراع ولكنها في العمق قد خانت روحها وحولتها الى أداة للهزل والميوعة وشلتها من كل عناصر القوة. إنها في العمق وبالخط العريض رسالة الاطمئنان والتأمين الموجهة الى الباطرونا بوضو، رسالة تعلن فيها أنها شديدة الحرص على أرباح ومصالح البرجوازية. وهذا ليس بغريب على حراس رأس المال، حراس يعتبرون من الشرف لهم أن يجعلوا أرباح الرأسماليين أكثر استقرارا. فالبيروقراطية النقابية لم يسبق لها يوما أو تاريخيا أن كانت في صف العمال والجماهير الشعبية، ففي كل المحطات كانت تهرول خلف الفتات والشراكة مع النظام وكل تكتيكاتها كانت تهدف لحماية وصيانة مواقعها ومصالحها الانتهازية. وكل متعاون ومتواطئ معها أو خادم لها، بأي شكل من الأشكال، يعتبر خارج صف الجماهير الشعبية المضطهدة..
إن طبيعة الهجوم والصراع يقتضي في العمق إنتاج أشكال منظمة ومنسجمة وقابلة للتحقيق والنجاح والتأثير الفعال ومتطابقة مع طبيعة المعركة لصد الهجوم وتأثيث الأرضية لمعارك في صالح الطبقة العاملة والجماهير الشعبية وليس إنتاج أشكال محببة لدى "الموظفين" والبرجوازيين الصغار، أشكال بلا حماسة ولا روح نضالية ولا جرأة وبلا تهور (وهي الكلمة المحببة للرد على خصومهم / أعدائهم) تعتمد التلاعب بأرقام وإحصاءات "المضربين" ولا هدف لها غير الاتفاقات الحبية والشراكة مع النظام وتأكيد ولائها وعمالتها والتنفيذ بكل إخلاص للخطة المبرمة خلف ظهر الجماهير والمناضلين لضمان سير الأمور كما هو مرسوم لها من طرف النظام.

ولهذا نعيد مرة أخرى القول أن لا أفق حقيقي يمكن تمثيله للجماهير، أو انتظاره اليوم من دعوة القيادات النقابية البيروقراطية والنقابات الصفراء للإضراب العام ليوم 31 ماي 2016 الذي لا يهمهم سوى تنفيذ إشارات النظام وهمساته (فهي أكثر خوفا من غيرها من "غضبته") والعمل على "تجديد المصداقية المفقودة بعدما عرتها شهرتهم وفضائحهم في المتاجرة بمصالح العمال والسمسرة فيها وبطولاتهم في اقتراف جرائم الخيانة في حق نضالات شعبنا وفي حق عماله وفلاحيه الفقراء وشهدائه وكل مضطهديه، وفي حماية قوى الفساد والاستغلال، وغدا في أشكال أخرى على أرضية تكتيكات ومؤامرات وتطلعات انتهازية مقيتة وماكرة . "والمسؤولية والواجب النضاليان يقتضيان فضح البيروقراطية بلا هوادة، بخوض حرب ضروس ضدها بدون رحمة، من أجل إزاحة كراسيها المرفوعة فوق كاهل الحركة العمالية واستئصال هذا المرض الخبيث من الحركة العمالية والذي لا يمكن استئصاله إلا بالحضور بجانب الجماهير وقيادة نضالاتها والرفع من وعيها السياسي وتوجيه نضالها بهدف إزاحة البرجوازية باعتبارها الأساس الذي يغذي البيروقراطية ويؤجل موتها ونهايتها. فالمعركة ضد البيروقراطية هي معركة ضد النظام لأن البيروقراطية من أنصار النظام وحماته وعملائه. إنها ضمن الخطوط الحمراء التي تفصل بين المناضل الفذ والبيروقراطي الحقير.

   31 ماي 2016



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق