تعود ذكرى انتفاضة 20 فبراير وشعبنا يرزح تحت نير الاستغلال والاضطهاد. يقدم التضحيات تلو التضحيات (الشهداء والمعتقلون السياسيون والمشردون...) لتستمر
مسيرته الكفاحية نحو التحرر والانعتاق من قبضة نظام لا وطني لاديمقراطي لا شعبي يتغذى على دم وعرق الكادحين من عمال وفلاحين فقراء وعموم المحرومين بمختلف مناطق بلادنا. فالجماهير الشعبية بمنطقة الحسيمة تقدم الدروس في رفض الولاء والذل والقبول بواقع البؤس والتهميش المفروضين على مدى سنين طويلة. ودروس أخرى تقدم بمنطقة أزيلال المعزولة والتي تفتقد بدورها لأبسط شروط العيش الكريم. وهناك نضالات يومية (مسيرات ووقفات وإضرابات...) يقودها الطلبة والمعطلون والمحرومون من السكن والأرض وفئات عديدة من الموظفين (التعليم، الصحة...)، تؤكد أن شعبنا وفي طليعته الطبقة العاملة يصنع مستقبله بكل إصرار ويعبد طريق ثورته الوطنية الديمقراطية الشعبية القادمة لا محالة.
تعود ذكرى انتفاضة 20 فبراير والنظام القائم مستمر في مسلسل نهب واستنزاف خيرات بلادنا وتسويقها بما يخدم مصالحه الطبقية وولاءه وعمالته للامبريالية والصهيونية. فكل الثروات البحرية والمنجمية والفلاحية تستفرد بها البورجوازية الكبيرة في مشاريعها داخل المغرب وخارجه لتنمية أرصدتها وتوفير آليات القمع والقهر للتحكم في رقاب شعبناومصيره.
تعود ذكرى انتفاضة 20 فبراير ونحن نتخبط في سلاسل عجزنا الذاتي الفظيع، وهي قيود جند النظام أزلامه المندسة لإتمام إحكامها على معاصمنا. فإلى جانب الحروب الهامشية المدمرة التي تعيق تطوير ذواتنا نعاني طعنات أزلام النظام المبثوثة في كل الجبهات لتفجيرها من الداخل والتشويش عليها بغية توظيفها وامتطائها واستثمار نتائجها. ولنا العبرة في العديد من التجارب، ومن ضمنها تجربة 20 فبراير. كفى من تسويق الأوهام والتعلق بها وصنع الأصنام و"الأبطال" الورقية التي تبيعنا في أول منعطف وتتاجر في قضية شعبنا بكل سخاء. وليتحمل المناضلون الحقيقيون مسؤوليتهم في كنس هذه العناصر المشبوهة من صفوفهم.
فللنظام جيوش على الأرض وحتى في العالم الافتراضي.. دورهم البغيض والحقير هو تسميم العلاقات الرفاقية والافتراء على المناضلين القابضين على الجمر وتمرير المغالطات باسم مختلف الشعارات والوصفات المستهلكة والبعيدة عن سياقاتها التاريخية، فعيونهم الجاحظة لا تعرف النوم أو الراحة تزلفا وطمعا في الرضا والفتات.. إنه من البلادة التي تضر بقضية شعبنا الانصياع لا فخاخ ومنقلبات المرتزقة المجندة والمؤطرة بعناية لأداء وظيفة "أرانب النضال".
إن أيادي المناضلين ممدودة للأيادي النظيفة التي تعي ضرورة -التي يهمها بالدرجة الأولى- بناء الأداة الثورية الشرط الحاسم المفتقد الآن لصنع الفارق في خضم الصراع الطبقي الضاري الذي تخوضه الطبقة العاملة المغربية وحلفاؤها.
وأمام الهيمنة المطلقة للإمبريالية بقراراتها ومواقفها الصادمة والمخجلة، تجاه القضايا المصيرية للشعوب والتي تخدم اهداف ومشاريع الصهيونية والرجعيات المحلية.
ومع استفحال وتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لأوسع الجماهير الشعبية ببلادنا، واستمرار القمع والتضييق واشتداد الخناق على أي فعل احتجاجي، فإننا في تيار البديل الجذري المغربي، وبكل مسؤولية نضالية ونضج ثوري:
- نجدد العهد لشعبنا وشهدائه ومناضليه داخل السجون وخارجهاعلى مواصلة المسير بعنفوان نضالي على طريق ثورة شعبنا مهما كلفنا ذلك من ثمن؛
- نجدد التشبث بأولوية بناء الحزب الثوري، حزب الطبقة العاملة الذي بدونه ستضيع الجهود وتهدر التضحيات ويستمر نزيفنا القاتل؛
- نؤكد على تضامننا مع نضالات أبناء شعبنا بمختلف مواقعهم، ومن بينهم المعتقلين السياسيين وعائلاتهم، وندعو كل المناضلين الى الانخراط في معاركهم والوقوف من خلال كافة الأشكال النضالية من أجل مؤازرتهم وإطلاق سراحهم؛
- ندين إجرام النظام الدموي ومختلف أذنابه البغيضة من قوى ظلامية وشوفينية؛
- نجدد فضحنا للأحزاب السياسية والقيادات النقابية المتواطئة مع النظام، والمساهمة في إفشال معارك العمال والشغيلة والتآمر عليها وبالتالي تأبيد معاناة ومحن شعبنا. وما تعرفه الساحة السياسية الآن، أي ما يسمى ب"البلوكاج" أو "حكومة تصريف الأعمال" يثبت للقاصي والداني أن هذه الأحزاب المفبركة والطيعة، ومنها الإصلاحية بدون شك، كراكيز تؤثث، بل تنشط اللعبة السياسية وتخدم أجندات النظام الداخلية والخارجية لا غير؛ وخاصة التي تدعي خدمة مصالح شعبنا؛
- رفضنا لأي شكل من أشكال التحالف أو التنسيق أو التطبيع مع القوى الظلامية أو القوى الشوفينية كقوى رجعية ذات مصالح طبقية مرتبطة بمصالح النظام وقاعدته الطبقية ومورطة في العديد من الجرائم في حق رفاقنا وأبناء شعبنا...
C.A.RA.M
20فبراير2017
شارك هذا الموضوع على: ↓