2017/04/30

البديل الجذري// كم خلدنا من فاتح ماي؟ أو ما معنى تخليد فاتح ماي (2017) ؟

خلدنا فاتح ماي لسنوات، بل لعقود عديدة. وما هي النتيجة يا ترى؟

لن نغرق في جلد الذات أو في نفي الكثير من المكتسبات التي تحققت بفضل تضحيات العمال وعموم الجماهير الشعبية الى جانب الشهداء والمعتقلين السياسيين والمناضلين المخلصين القابضين على الجمر. إلا أننا وأمام طموحات شعبنا في التغيير الجذري، بما يعنيه ذلك من تحرر وانعتاق سياسيين واقتصاديين واجتماعيين وثقافيين، وأمام إصرارنا على مواصلة المعركة ورفع التحدي الطبقي غير المساوم، نرى أن طريق الثورة، وأوله الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، طويل وشاق ويستلزم مواصلة الكفاح والتضحية بكل ثبات على الموقف وبكل وعي ونضج ومسؤولية. فبعد تقييم مسارنا والوقوف عند سلبياته وإيجابياته، تأكد لنا أن حرب الاستئصال التي استهدفتنا بشراسة ميدانيا وإعلاميا، كتيار سياسي ماركسي لينيني (تيار البديل الجذري المغربي C.A.RA.M.)، تخدم النظام القائم وعملاءه بشكل ممنهج ومدروس. وقد جند النظام لذلك كل جيوشه وبيادقه لعرقلة مسار التيار وشده الى الهامش والتشويش على مواقفه الثورية. علما أن عدم انسياق مناضلي التيار وراء التفاهات والافتراءات قد فوت على النظام تحقيق مبتغاه المتمثل بالأساس في إرباك عملنا وشل قدراتنا وإضعافها. 
إن النظام القائم لا يتواني في حماية مصالحه وفي خدمة أسياده وفي ضمان استمراريته، سواء بالقمع الدموي أو بواسطة المناورة وتدجين القوى السياسية والنقابية والجمعوية. وكنظام لاوطني لاديمقراطي لاشعبي، لا يمكن أن ننتظر منه ومن الإجماع المتواطئ معه إلا تعميق جراح شعبنا وتأبيد معاناته. ولا يمكن أن ننخدع لشعاراته وادعاءاته، فلا شيء غير تكريس أساليب القهر والاضطهاد من اغتيال واعتقال وتشريد وحرمان...
لقد تأكد للجميع في الآونة الأخيرة (فترة الفراغ السياسي الطويلة والمفضوحة) أن النظام وحده، وتحت الوصاية الامبريالية من خلال البنك العالمي وصندوق النقد الدولي، يدير دواليب الحياة العامة بالبلاد، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. فكل الهياكل والأجهزة المعلومة، من وزارات وإدارات ومؤسسات، لا تقوم سوى بتنفيذ التعليمات والأوامر، وكذلك الأفراد والزعامات الكارطونية المصنوعة من طرف الإعلام المملوك، سواء السمعي أو المرئي أو المكتوب. 
فبعد أن تفرغ النظام، بكل هدوء وطمأنينة، عبر رموزه وأزلامه في تأمين مصالحه السياسية والاقتصادية بإفريقيا ومصالح أسياده كذلك، وبعد ترتيب أوراقه في ظل مستجدات الخريطة السياسية العالمية، الأوربية والأمريكية (بالخصوص)، عاد الى آخر انشغالاته بالداخل ليثبت الثابت وليفضح المفضوح، حيث كل الأحزاب السياسية منفذة للتعليمات الحرفية وكل النقابات موالية وراكعة. 
تشكلت الحكومة الرجعية بجرة قلم وبلغة ومنطق "كن، فيكون". فلا مجال (كما دائما) للحديث عن نتائج "صناديق الاقتراع"، ولا مجال (كما دائما) لتناول البرامج السياسية، ولا مجال (كما دائما) للتفكير في التحالفات.. فليصمت الآن من يتحدث عن حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" كحزب يساري، شأنه شأن حزب "التقدم والاشتراكية".
وليصمت كذلك من يتحدث عن "النضال من داخل المؤسسات". فهذا الواقع المر يفضح صورية هذه المؤسسات، بل إجرامها. وركوب منصاتها وتلاوة الخطابات المكرورة الغارقة في الشكليات الخادعة (فيدرالية اليسار الديمقراطي) يدين دعاة "نضال المؤسسات"، ويدين كذلك المتحالفين معهم والمناصرين والمشجعين لهم. فهل ننسى خطابات زعماء حزب "الاتحاد الاشتراكي" قبل مؤامرة "التناوب الديمقراطي" الدنيئة؟!! 
هل "البرنامج" الحكومي الذي قدمه الإمعة العثماني (رئيس الحكومة) يعتد به؟!! هل نصدق أرقامه؟!! هل نثق بمزاعمه أو نصدقها؟!!
إن مجرد مناقشة تلك "الخربشة" جريمة. فهل ننسى سياق إنتاجها وإعدادها؟!! أليست لدينا ذاكرة؟!! كيف يهينوننا الى هذه الدرجة؟!!
أن يهيننا النظام، كمناضلين وكشعب وكعمال، فالأمر بسيط ومفهوم، لأن الصراع الطبقي لا يرحم؛ لكن أن نهان من طرف أحزاب تدعي "اليسارية" و"الديمقراطية" و"التقدمية" ومن طرف نقابات تدعي "الدفاع عن العمال"، فتلك فضيحة مجلجلة تفرض الرد عليها بما يليق بها والتصدي لها على كافة المستويات. وهنا تكمن مسؤولية رفاقنا ومسؤولية كافة المناضلين داخل هذه النقابات.. إننا نلح ونتشبث بالموقف السديد الداعي الى إسقاط القيادات النقابية البيروقراطية الجاثمة على صدر النقابات.. إنها مهمة ضمن مهمات رفاقنا الآنية خدمة لقضية الطبقة العاملة. وكل من يغني ويرقص للقيادات النقابية المافيوزية الحالية يخون الطبقة العاملة ويعمل ضد مصالحها. كفى من اللغط والبهرجة والخنوع!! إنها ساعة الحسم/الفرز.. إنها ساعة الحقيقة.. 
وإننا أمام هذا الحراك السياسي أو ذاك، ندعو المناضلين الى تبين الحقيقة الثورية وسياقاتها. فلا نقبل أن نتورط، بوعي أو بدونه، في خدمة مخططات النظام أو أجندة هذه القوى الشوفينية أو الظلامية أو في أجندة غيرها من القوى الرجعية. إننا مع كل القضايا العادلة داخل المغرب وخارجه، من موقعنا كمناضلين ثوريين أمميين. فنحن مع "حراك" منطقة الحسيمة ومع ملحمة إيمضر ومع كل نضالات شعبنا في قوتها وفي ضعفها، بما تعنيه كانتفاضات شعبية وتراكم نضالي وزخم ثوري لشعبنا الواحد. ونحن مع المناضلين الذين مستهم و"طحنتهم" الآلة القمعية داخل السجون وخارجها. وكما نعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية، نعتبر كذلك كل قضايا الشعوب المقهورة المعنية بالتحرر والانعتاق قضايا وطنية. إننا ضد كل الأنظمة الرجعية والعميلة، من سوريا الى فنزويلا، ومع كل الشعوب المضطهدة المكافحة من سوريا الى فنزويلا..
وإننا، في تيار البديل الجذري المغربي (C.A.RA.M.)، وبمناسبة فاتح ماي 2017، عيد العمال الأممي الخالد، وفي أجواء المعركة البطولية التي يخوضها عمال منجم جبل عوام بكل فخر واعتزاز في ظل الصمت المطبق والجبان الذي أخرس ألسنة دعاة النضال وحقوق الإنسان والديمقراطية، والمتحمسين لتشكيل لجن الدعم لفائدة الأشخاص والجماعات والهواة المشبوهين المسكونين بتنظيم القوافل جنوبا وشمالا وشرقا وغربا، ندعو كافة المناضلين المبدئيين والمخلصين حقا لقضية الشعب المغربي المكافح، مضاعفة الجهود، إبداعا (نظريا وميدانيا) وتنظيما وتنسيقا، من أجل:
- بناء الأداة الثورية المنظمة للفعل الثوري على الصعيد الوطني، مستلهمين من الشعار الأممي "يا عمال العالم اتحدوا"، صيغة "يا مناضلي المغرب اتحدوا"؛
- إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين بسجون الذل والعار؛
- التجذر الفعلي وسط العمال والفلاحين الفقراء وفي صفوف أوسع الجماهير الشعبية الكادحة؛
- المساهمة في تأطير العمال وتنظيمهم وتطوير أدائهم السياسي، وكذلك تعميق وعيهم الطبقي؛ 
- مناصرة المعارك المتفجرة من طرف العمال والفلاحين الفقراء والطلبة والمعطلين وغيرهم، والمساهمة في إنجاحها وفي تحقيقها لأهدافها؛
- مواصلة المعركة ضد مخططات النظام الطبقية في مجالات التعليم والصحة والتشغيل والسكن... فلن نقبل بما يسمى ب"الإصلاحات" المملاة ضدا عنا وضدا عن مصالحنا، سوى فيما يخص رفع "الدعم" عن المواد الأساسية أو فيما يتعلق بالتقاعد أو التوظيف بالعقدة أو غيرهما..؛
- الوقوف الصارم والحازم أمام جر الحركة النضالية لمستنقعات المهادنة والانبطاح وتمهيد الطريق أمام القوى الإصلاحية وحتى الرجعية لاختراق مواقع الفعل النضالي المتقدم وتدنيسه وبالتالي الانقضاض عليها وتدميرها، وبالمقابل محاصرة أشكال الفعل النضالي المحرجة لآليات "النضال" البورجوازي الصغير القائم على البهرجة والواجهة والمنسباتية؛ 
- فضح كل محاولات تبييض ماضي القوى الظلامية الإجرامي وفتح الأبواب أمامها لتلويث المعارك والحركات الاحتجاجية؛ 
- التصدي لكافة أشكال التطبيع مع الصهيونية والكيان الصهيوني، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الفني...

عاشت الطبقة العاملة المغربية في عيدها الأممي
وعاش النضال الثوري، وليتحد عمال العالم..
ولنتحد ونتوحد، كمناضلين من مختلف مواقعنا، من أجل قضية شعبنا

تيار البديل الجذري المغربي
C.A.RA.M.




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق