2018/01/15

يوسف وهبي// ملاحظات لا بد منها..

أولا، يجب التمييز بين مفهومين اثنين: 1- مفهوم الجدل المادي، 2- مفهوم المادية الجدلية. ومن باب التدقيق، أن أس الماركسية أو الطريقة التي تعتمدها الماركسية كنظرية للمعرفة، هي المادية الجدلية. 

فالأول أي الجدل المادي، هو الجدل القائم في الواقع، اما بالنسبة للمادية الجدلية، فهي الانعكاس الصحيح للجدل المادي في ذهن الإنسان أي النظرية المعبرة عن الجدل الحاصل في الواقع المادي، لذا فالمادية الجدلية هي طريقة للبحث في أي ميدان من ميادين البحث العلمي، وقد تبنتها الماركسية واعتمدتها كأساس منهجي علمي.

صحيح، الماركسية مرشد للعمل، وليست قوالب جامدة لكن ماذا تعني لنا "الماركسية مرشد عمل"؟ إن الماركسية تعني لنا البحث عن قانون أي ظاهرة من ظواهر الوجود مطروحة للبحث في تطورها وتغيرها، فمثلا ماركس ورفيق دربه إنجلز درسا حركة المجتمع الرأسمالي ولامسا تناقضاته والقوى المؤثرة فيه، ليتوصلا لضبط الاتجاهالحتمي لحركته، أي حركة المجتمع الرأسمالي وليستنتجا أن وجود الطبقات مقرون بوجود مراحل تاريخية محددة لتطور نمط الإنتاج وان النضال الطبقي في المرحلة الرأسمالية يفضي بالضرورة الى ديكتاتورية البروليتارية، لأجل تحقيق الثورة الاشتراكية والاطاحة بالطبقة الرأسمالية، لخلق علاقات ملائمة لمستوى تطور قوى الإنتاج وهي نفس الطريقة التي سلكها كل الماركسيين الذين قادوا الثورات العظمى في التاريخ، وأذكر بالخصوص الثورة البلشفية أي ان طريق الثورات هي طريقة علم المادية الديالكتيكية الذي اتخذه ماركس وكل الماركسيين دليلا للعمل.

الرأسمالية من وجهة نظر ماركسية، مرحلة تاريخية من تطور أنماط الإنتاج والتشكيلات الاجتماعية الاقتصادية للمجتمعات البشرية، كما أن واقع مجتمعات الأنظمة التبعية لا ينفي عنها ضرورة الانتقال نحو المجتمع الاشتراكي ثم الشيوعي بنهاية المطاف.

الحزب البروليتاري هو طليعة الطبقة العاملة، بحيث هو القادر على رفع التحديات في وجه البورجوازية وكل العالقين بمسارها، إن على المستوى الاقتصادي بوضوح الرؤية من خلال القيادة نحو الانتقال الي المجتمع الاشتراكي، وكذلك سياسيا بقيادة الطبقة العاملة والفلاحين وعموم المفقرين نحو حسم السلطة السياسية لصالح الطبقة العاملة عن طريق ديكتاتورية الطبقة العاملة، وكذلك باعتباره الموجه الايديولوجي بتربية الطبقة العاملة، بالانسلاخ كلية عن الوعي البورجوازي والملكية الخاصة، والتزاما بالأخلاق البروليتارية.




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق