15‏/09‏/2019

عز الدين اباسيدي// حتى لاننسى انتفاضة 23 شتنبر الانتفاضة التي أدخلت جماهير صفرو إلى التاريخ من بابه الواسع وألقت بعملاء النظام وازلامه إلى مزبلة التاريخ

في ذكرى الانتفاضة الشعبية لمدينة صفرو ما أحوجنا خصوصا في هذه الظرفية الدقيقة من تطور الصراع واحتداده حيث أزمة النظام مشتدة وطريقة تصريفها على كاهل الجماهير الشعبية أصبحت سافرة وفجة انكشفت معها كل المساحيق
والشعارات التي تزين تلك السياسة الطبقية وما القوانين المصادق عليها مؤخرا (قانون الإضراب -قانون التعاقد- نظام التقاعد -إلزامية التصويت ) إلى تلك الحماسة والهمة والاستعداد والقتالية التي ابدتها الجماهير الشعبية والتي أرعبت الأجهزة القمعية في ذلك اليوم التاريخي المشهود لغاية إعادة الصدق والمصداقية للممارسة النضالية وتكنيس مرة أخرى عملاء النظام وازلامه وبلطجيته وأشباه المناضلين مرتزقة العمل السياسي والحقوقي والنقابي والجمعوي المدسوسين الذين يلوثون الميدان ويشوهون النضال بعد أن عبد لهم النظام الطريق في محاولة منه لتشويه مسار التغيير الثوري للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، الذي انخرطت فيه الجماهير الشعبية الكادحة من خلال انتفاضتها يوم 20 فبراير واستمرارها باعلانها أن طريق الخلاص من حكم المستعمرين الجدد عملاء ووكلاء الاستعمار لن يكون إلا بإسقاط النظام عبر التغيير الثوري لقيادة ثورية ماركسية -لينينية، بإعلانه في خطاب 09 مارس لاصلاحات دستورية وتحديد تاريخ الإنتخابات. هذا الإعلان الذي كان أرضية تأسيسية أولا لإجهاض المسار الثوري وثانيا لإنزال كل المخططات الطبقية ولاغراق البلاد في المديونية نتيجة النهب لخيراتها وثرواتها ومداخيلها بعد أن انخرطت كل القوى السياسية والنقابية وأشباه المثقفين في الدعاية والتهيء لتمرير الخطة عبر صياغة شعارات مغرب الاستثناء بينما بقيت الجماهير الشعبية الكادحة وحدها في الميدان.
وما أحوجنا ثانيا لمثل تلك التضحية والشجاعة والهمة النضالية وإلى تلك المؤشرات والعلامات الدالة والمعبرة عن الرفض والسخط والتذمر من سياسة الغلاء والزيادات المهولة في اسعار كل المواد الأساسية وفواتير الماء والكهرباء التي تستهدف ضرب القدرة الشرائية للجماهير وسياسة تدمير كل ممتلكاته العمومية من صحة وتعليم وسكن وشغل التي أرسلتها الجماهير الشعبية قبل تاريخ 23 شتنبر وبالضبط في 26 أكتوبر 2006 وفي 14 دجنبر 2006 أثناء تخليدنا لذكرى إنتفاضة الجماهير الشعبية بفاس وفي المقاطعة الشاملة لمسرحية الانتخابات. تلك الإشارات التي كانت تحمل بذور الانتفاض على السياسة القمعية والتفقيرية للنظام والتي اينعت في 23 شتنبر 2007 بتحويل شوارع المدينة إلى ميدان مواجهة الأجهزة القمعية للنظام الرجعي وفرضت عليه التراجع عن الزيادات في أسعار الخبز والماء والكهرباء وتبرئة معتقلي الانتفاضة.
ما أحوجنا لتلك الهمة العالية وذلك التنظيم الذي أنتجته الجماهير في الميدان لتاجيج نار الانتفاضة من أجل احداث الرجة وايقاظ المناضلين من سباتهم العميق الذين لم يعد يستفزهم واقع قتل المواطنين في المستشفيات أو اهانتهم أو اعتقال المحتجين على الإهمال ولا واقع المدرسة العمومية ولا الإقصاء الذي تتعرض له المدينة واحياءها ولا مصير الملايير المرصودة ولا الفوضى التي يشرف عليها ممثلو النظام القائم ولا سياسة التهريج والتعويم التي تخفي الاستهتار بمصالح الجماهير الشعبية التي تنهجها مكونات المجلس البلدي معارضة وأغلبية وما مسرحية الانسحاب الأخيرة للأحزاب المشكلة للاغلبية تحت مبرر انفراد الرئيس باتخاذ القرارات إلا خير دليل على ذلك. فلماذا السكوت والصمت عن هذا الواقع وأين كل من يدعي الدفاع عن المدينة ويتذمر مما وصلت إليه .
أخيرا أن تخليد ذكرى 23 شتنبر ضرورة تفرضها المهمة النضالية الملقاة علينا وهي إبراز التاريخ النضالي المشرق الذي يتم استهدافه وقبره لتسييد ثقافة رجعية مائعة في مقابل طمس ثقافة الشعب المبنية على رفض الذل والمهانة والركوع.
- لما تشكله انتفاضة 23 شتنبر من فخر واعتزاز لجماهير مدينة صفرو وماتستبطنه هاته الأخيرة من عطف وحنين لهذا التاريخ باعتباره محط عزتها وكرامتها كما هو يوم 20 فبراير الذي قدمت فيه الشهيد كريم الشايب مثالا للتضحية وعربونا على العطاء تسترجع من خلاله قدرتها على المقاومة والمواجهة ورفض كل أشكال الذل والإهانة والمعاناة المسلطة عليها.
- لاستمرار نفس الواقع بل تعمق أكثر الواقع الذي أخرج الجماهير الشعبية إلى الشارع يوم 23 شتنبر 2007 لمواجهة الظلم و التفقير والتشريد ومن أجل النهوض بالمدينة والاقليم ضد تكريس سياسة المغرب غير النافع وضد سياسة الانتقام من تاريخ المنطقة النضالي المشرق.
إذن وبالنظر إلى هذا الواقع المعاناة اليومية للجماهير الكادحة بصفرو سواء العاملات بالحي الصناعي والعمال الزراعيين بالضيعات وسياسة تهميش أغلب أحياء المدينة (الرفايف-لالة يزة-مولاي إسماعيل -الخاينة -الرشاد - بودرهم. ..) حيث انعدام الطرقات وهشاشة البنيات التحتية وغياب تام الإنارة العمومية في مجمل أزقة وشوارع المدينة وضد الفوضى المقصودة في إحتلال فضاءات المدينة وساحاتها وعلى نفس أرضية 20 فبراير أي من أجل العيش الكريم وضد الظلم والقهر والاستعباد والاضطهاد ومن أجل التحرر والانعتاق من نير الاستثمار والقهر ولأجل الخلاص لما لا نجعل من تخليد ذكرى 23 شتنبر مناسبة لمحاكمة ومحاسبة وفضح السياسة الإجرامية التي خربت كل الخدمات الاجتماعية خاصة الصحة والتعليم.



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق