رحل الأب شعول يوم 11 يناير 2020 دون أن يحظى بمعانقة فلذتي كبده الغارقين في سلاسل عشر (10) سنوات سجنا نافذا لكل منهما بسجن عين عائشة بتاونات.
بدون شك، كان الأب شعول يحتضر وصورة عبد النبي ومصطفى لا تفارق عينيه.
بدون شك، تساءل: كيف يرحل ودون حتى وداع وردتين جميلتين من دمه ولحمه؟!!
بدون شك، تساءل أيضا: كيف يرحل ويترك الغربان تستلذ رحيق وردتيه الجميلتين وتقتل وهجهما وراء القضبان الصدئة وفي ظلام الزنزانة الدامس؟!!
بدورهما المناضلان مصطفى وعبد النبي يحترقان في صمت وبعيدا عن الأعين، ولا يملكان غير قلبيهما وصمودهما وقضيتهما.
من تمثل/يتمثل معاناة مصطفى وعبد النبي داخل الزنزانة البئيسة؟!!
إنها ضريبة القضية التي يؤديها المناضل، شهيدا أو معتقلا سياسيا أو طريدا...
إنها محنة الانتماء الى القضية؛
إنها ثمن الجهر بالحقيقة المرة؛
إنها ثمن "التغريد" خارج السرب المتواطئ..
من يتملك مقاومة تلك الأم الصامدة والمصدومة التي فقدت الى حين مصطفى وعبد النبي، والزوج شعول الى الأبد؟!!
الأب شعول مات، " لا طنطنة ولا شنشنة ولا اعلامات واستعلامات" (عن أغنية الشيخ إمام).
إن النظام لا يرحم. وفعلا، فمن رحم/يرحم مصطفى وعبد النبي والأب الفقيد والأم والعائلة والأصدقاء والرفاق؟!!
إن صمودكما يهزم الجلاد ويلقن الأقزام دروس النضال من أجل القضايا العادلة..
سيذكر التاريخ محنتكما كوصمة عار على جبين السجان وعلى جباه المتخاذلين والمهرولين نحو الفتات..
إنكما، كما الشهداء وباقي المعتقلين السياسيين، ترسمان ملحمة خالدة في التحدي والصلابة...
عزاؤنا في فقدان الأب شعول شموخ مناضلين يؤديان ضريبة الانتماء الى قضية شعبهما. عزاؤنا انتصار قضية شعبنا...
عزاؤنا واحد
شارك هذا الموضوع على: ↓