19‏/04‏/2020

Kamal El Abdellaoui//إستلاب العمال أو إغتراب العمال

من بين نظريات الفيلسوف كارل ماركس عن علاقة العمال بما ينتجونه من خيرات ، نجد نظرية الاستلاب. التي سأحاول شرحها بشكل مبسط.

فالعامل داخل الوحدة الانتاجية، يتحول في ظل علاقات الانتاج الرأسمالية الى مجرد ألة، يخضع نفسه كباقي آلات الانتاج لروتين محدد، يندرج في إطار ما عبر عنه مؤسس الفكر الليبرالي آدم سميث بتقسيم العمل، فالعامل يجب أن يزاول مهمة محددة داخل العملية الانتاجية، مما يكسبه مهارة فائقة في تنفيذها، وهكذا بتخصص كل عامل بمهارة محددة، سيتمكن البورجوازي من رفع الانتاجية la productivité والرفع من مردودية العامل la rentabilité .
مثلا وحدة لإنتاج الاحذية.
- عامل ينتج الفرشة السفلى للحذاء مهمته الوحيدة في العملية الانتاجية
- عامل يهيء مادة الجلد لتغطية القدم
- عامل ينتج خيوط شد طرفي الحذاء
- عامل يخيط الفرشة مع غطائها الجلدي
- عامل يهتم بصباغة الحذاء
- عامل يزين الواجهة الخارجية
- عامل يشحن الاحذية في علب كارطونية.
أصبح المنتوج جاهزا للاستهلاك ( الحذاء) وطبعا من إنتاج العمال بمهاراتهم التي اكتسبوها في العملية الانتاجية.
وبعد أسبوع سنجد العمال وهم يتجولون بشوارع المدينة، يقفون منبهرين أما حذاء جذاب، مرفوف بعناية على زجاج الواجهة الامامية لتاجر الأحذية، فكل منهم يريد الحذاء ولا يستطيع شراءه، بدا وكأنه منتوج لم يصنعوه بأيديهم، منتوج غريب عليهم. مشهد العمال أمام واجهة المتجر، هو نفسه واقعهم داخل الوحدة الانتاجية ، فهم مجرد آلات أفرغت من محتواها الاجتماعي، فالرأسمالي يحول قوة الانتاج الانسانية، إلى قوة بكماء مجردة من صفاتها الاجتماعية.
فالبغل كقوة انتاجية هو من درس الشعير في البيدر، وعندما يأتيه ربه ليلا بعلف الشعير، تجده يدق الارض بحافريه ويحرك رأسه مرحا ويحنحن، وكأنه يقدم الشكر لصاحبه على تقديمه له العلف، في حين أنه هو من أنتج ذلك العلف.



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق