يستمر النضال، والاستثناء لا ينفي القاعدة. فرغم الشوك والأسلاك،
ورغم القمع والحصار والوباء/المشجب، ورغم الانشغالات والإكراهات، نقوم بالواجب ولو في حدوده الدنيا ونسجل الحضور النضالي كلما استطعنا الى ذلك سبيلا. لم ننس يوما ذكرى شهيد أو شهيدة، ونبذل كل الجهد لنعبر بهذه الوسيلة النضالية أو تلك عن وفائنا الدائم لكافة شهيدات وشهداء شعبنا. ويبقى هذا الوفاء ميثاقا يجسد مدى إخلاص المناضل والمناضلة لقضيتنا الواحدة، موقفا وممارسة.
وقفت اليوم، في الذكرى السادسة لاستشهادك رفيقي مصطفى، 13 غشت 2020، لأستمد منك القوة الهاربة منا في زمن التيه. وقفت على قبرك لأعانقك وأستمد منك الدفء النادر اليوم في صفوف الرفيقات والرفاق. وقفت على قبرك لأبوح لك بضعف أدائنا وتراجع وتيرة سير مشاريعنا. وقفت على باب عائلتك المناضلة ببلدة تنديت لعلي أعوض بعض "الغياب"، فوجدت الإنسان الشامخ با محمد في الموعد كما دائما. وجدت روعة الاحتضان والصدق والوفاء لرفاق الدرب...
مرت ست سنوات على غيابك القسري رفيقي مصطفى...
راح من راح، وصمد من صمد...
والمهمات الصعبة ما فتئت تنادي...
وإن "غبت" رفيقي الشهيد، فلم يغب كل رفاقك ولم تغب كل رفيقاتك. فتضحيتك عنوان قضية عادلة ومسار كفاح مرير. ستظل وكافة شهداء شعبنا نبراسنا وبوصلتنا والمرآة التي نرى من خلالها جمالنا أو قبحنا. ستظل منارة بنات وأبناء شعبك والشعلة الخالدة التي لا تنطفئ...
عذرا رفيقي الشهيد، لم نرق بعد الى درجة طموحك، طموح الشهيدات والشهداء، لم نتقدم كثيرا. لكننا على العهد باقون، وما انهزم من يقاوم. وأحيي بالمناسبة كافة الشهداء وعائلاتهم، وكافة المعتقلين السياسيين وعائلاتهم. وأذكر أننا لن نستكين أو نتوقف ومعتقل سياسي واحد وراء القضبان.
سنستمر، والاستثناء لا ينفي القاعدة.
لك ألف تحية... لك المجد ولك الشموخ..
شارك هذا الموضوع على: ↓