"طار الزواق" عن مدينة مراكش، مدينة "ألف ليلة وليلة"، مدينة الشمس
والنخيل والتاريخ. ظهرت مراكش اليوم على حقيقتها، انفجر بؤسها وفقرها في وجه العالم وليس فقط في وجه أهلها. صار جامع الفناء فضاء قفرا، وصارت النكتة المراكشية دمعة...
قتلوا البسمة والبهجة في سماء مراكش...
كانت مراكش جميلة أيام "النشاط"، كانت مدينة عالمية في "السراء". كانت قبلة "النجوم" والمهووسين بالجنس (السياحة الجنسية) وعاشقي الريع وتبييض الأموال..
تفحم لونك (VILLE OCRE) أيتها الحمراء، وسكن الرعب والموت كل الأحياء المهمشة...
بات مستشفى المامونية (ابن زهر) "حائط" حسرة وألم ووجع، بل مقبرة...
إنه عنوان انهيار منظومة؛
إنها مسؤولية النظام...
غاب عنك السماسرة ومصاصو دمائك. رحلوا وتركوا المدينة/السفينة تغرق في "الضراء".
غاب العالم، عالم الفساد والرياء..
غاب السياسيون والنقابيون والحيتان الكبيرة...
غاب البرلمانيون وباقي الطيف الانتهازي..
غاب الحب والشعر..
سقطت الشعارات والأقنعة..
تجندوا لضمان الربح السريع وخدمة مصالحهم، وتجاهلوا الصحة والخدمات الصحية...
لأنهم لا يعالجون بمراكش، ولا حتى بالمغرب، ما كان يهمهم بناء المستشفيات ولا تجهيزها.. ما كان يهمهم تكوين الأطر الصحية ولا توفير شروط الولوج الى العلاج..
حصنوا فنادقهم المصنفة ومطاعمهم وحاناتهم وملاهيهم وعلب المجون؛
تضامنوا لحماية مشاريعهم (السياحة والعقار)، وراحوا يراقبون من بعيد كيف تحترق مراكش..
أغلقوا أبواب مصحاتهم الخاصة وفضاءاتهم الجميلة، وألقوا بأهلك الفقراء ليموتوا ببيوتهم، ولينشروا الوباء في صفوف أطفالهم وشبابهم وشيوخهم...
طعنوك من الخلف يا مراكش الفاتنة؛
غابوا كلهم، ولم يبق غير بناتك المخلصات وأبنائك المخلصين على خط الوباء، وفي مقدمتهم الأطقم الطبية التي تواجه التهميش والحرمان بالصدر العاري...
كلهم غابوا (الأسد الورقية)، ولم يبق غير الأنين والمعاناة والسكون...
تذكري يا مراكش التليدة شهداءك وشهيداتك، تذكري المقاومات والمقاومين، تذكري المناضلات والمناضلين.. تذكري مجدك وشموخك...
لم يعد مقبولا بعد الآن الخضوع للذل والهوان. لتكن هذه المحنة درسا لفرز الأصدقاء من الأعداء...
كم من "نيرون" تربص بك أيتها الرائعة، يا مدينة التضحية والرفض والصمود...!!!
سيموتون، ولن تموتي يا مراكش...
إضافات:
- مراكش صورة لحال الكثير من مدننا وقرانا ومداشرنا؛
- أصيب أصدقائي ورفاقي بمراكش، ومنهم من فارق الحياة؛
- أصيب أفراد من عائلتي بمراكش، ومنهم أختي (مينة أحراث) في حالة حرجة، تعاني بمنزلها بعد رفض استشفائها بالمامونية، وكذلك ابن أختي (السعدية أحراث)...
شارك هذا الموضوع على: ↓