يتعلق الموضوع بتوجيه بعض تلميذات وتلاميذ السنة السادسة ابتدائي الى
قد يُطرح سؤال مشروع: ما هو معيار اختيار هذا المسار؟ وربما السؤال الأكثر أهمية/مشروعية: من يُوجَه الى هذا المسار؟
أولا، المهمة بعيدة عن مسؤولية أطر التوجيه التربوي. لأنهم ببساطة لا يُشاركون فيها ولا يُستشارون أو يُقررون بشأنها. وتجد هذه الأطر نفسها في آخر المطاف أمام الأمر الواقع.
كيف؟
تلاميذ/ات يرغبون في أعادة التوجيه الى التعليم العام، أي مغادرة "المسار المهني" الذي يُصرح بعضُهم/هن أنه فُرض عليهم/هن فرضا، وبدون علمهم/هن.
كيف مرة أخرى؟
كثيرا ما يتم اللجوء الإداري (الفوقي) عبر الهاتف الى هذه الجهة أو تلك (الإدارة التربوية "المغلوبة" عن أمرها) بنبرة "نريد العدد X من التلاميذ/ات"..
وتحت ضغط التعليمات/الأوامر في الزمن الخاطئ، تُنجز المهمة؛ وتستهدف في كثير من الأحيان بنات وأبناء "بني تحت".. المهم أن تبتعد عن أبناء وبنات "بني فوق" أو "بني وسط" الذين فُرضت عليهم المدرسة العمومية لسبب من الأسباب..
لا مجال للحديث عن الجوانب أو المرتكزات التربوية والنفسية للتلاميذ/ات (الضحايا الأبرياء). إنها عملية تقنية "خارج الزمان والمكان" لا تخضع لأي معيار علمي أو تربوي. ونتساءل ببراءة، هل توجد تقارير توثق هذا المسمى "توجيه الى المسار المهني"؟
وقبل ذلك، وبهم وصدق تربويين، هل هناك تعبئة أو تواصل مع المعنيين/ات وأوليائهم/هن بهذا الصدد؟
إنه التوجيه "التربوي" القسري "الصامت"!!
من يتحمل المسؤولية؟
لتتأكدوا، اسألوا المدرسة الخصوصية، المقدسة "تربويا" (إداريا). ما هي نسبة التلاميذ/ات بهذه الأخيرة الذين يُوجهون الى "المسار المهني"؟
ونفس الشيء بالنسبة للبكالوريا المهنية. ما الغاية من التوجيه الى هذه الأخيرة؟ ومن يُوجَه اليها؟ ما هي نسبة التلاميذ/ات الموجهين/ات الى البكالوريا المهنية؟ هل تُوجَه المدرسة الخصوصية الى البكالوريا المهنية؟
ما هي الشعب أو التخصصات المتاحة بكل مديرية إقليمية أو أكاديمية جهوية؟ هل الشعب/التخصصات المطلوبة متاحة (القرب، الداخلية...)؟
ما هي حدود تدخل السلطة الوصية؟
أيُ تنسيق فعلي بين مسؤولي التكوين المهني (العلبة السوداء) ومسؤولي التربية الوطنية؟ فعلا، هناك لقاءات واجتماعات ونقاشات وتبادل الأفكار وتقاسمها، لكن القرارات في أغلب الأحيان تكون منفردة ولا تعير أي اهتمام للالتزامات المشتركة السابقة.
ماذا عن نسب النجاح، وعن معدلات النجاح؟ ماذا بالأساس عن نسب الاندماج بعد البكالوريا، سواء بسوق الشغل أو بمواصلة الدراسات العليا؟
من المسؤول عن توفير هذه المعطيات القيمة؟
هل يتوفر أطر التوجيه التربوي على هذه العدة التربوية لتجويد ممارسة التوجيه التربوي؟
إن بعض الإحصائيات خادعة، لأنها تخفي بعض الحقائق. وإن بعض النوايا "الحسنة" قاتلة. فلننصت الى الواقع المر وكما هو..
رجاء، ارحموا أطفالنا الأبرياء. إن "الضعفاء" منهم في حاجة الى دعمنا ومتابعتنا وليس الى سيفنا أو قراراتنا المجحفة (القرارات الطبقية)..
رجاء لا تقتلوا نبوغ أطفالنا، فمن العار أن نلقي بهم الى نيران المجهول..
نريد مواطنين/ات بكامل الحقوق، السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ ولا نريد عبيدا أو إماء (بدون حقوق)...
لا أتوجه بالرجاء أو الاستعطاف الى المسؤولين عن صناع معاناتنا (المجرمون)، لأنهم لا يرحمون، وهو منطق الصراع؛ بل الى أطر التوجيه التربوي والى الأطر الإدارية والتربوية والى كل الفاعلين والمتتبعين للشأن التربوي من موقع "أهل تحت" بالخصوص..
الخلاصة: المسار المهني أو البكالوريا المهنية فُصلا على مقاس "بني تحت" ليخدموا ظلما وجورا "بني فوق" (إعادة الإنتاج الطبقي المفضوح).
ليستيقظ "بني تحت"، أكانوا أطر توجيه تربوي أو أطرا إدارية أو تربوية أو متدخلين بالمجال (أسرا/عائلات أو شركاء...)!!
إنها صورة من صور الصراع الطبقي بحقل التربية والتكوين، وهو الفضاء الحيوي الذي يدَعون فيه سياسيا ومكرا "الاستقلالية" و"النجاح"..
نحن، نقولها للمستقبل الإنساني وبخلفية طبقية منحازة وبافتخار الى "بني تحت":
المسار المهني طريق مسدود أمام "بني تحت"، وكذلك صنوه أو توأمه البكالوريا المهنية..
إننا قد بلغنا.. لنفتح أمام أبنائنا/بناتنا أبواب الإبداع والحياة (النجاح في الحياة)..
كفى ظلما جاهزا وإهانة/إدانة مسبقة ل"بني تحت"..
نحن بني تحت، وبامتياز...