11‏/11‏/2020

نعيمة البحاري // دماء الشهيد ليست لعبة..


متى ينتصر المبدأ على الحسابات "القبلية" وعلى اللعبة السياسية؟ 

ما الفرق بين "الجمر والرصاص" و"الطحن  والدهس" و"الاغتيال"؟! 

هل من فرق بين قتل وقتل، واغتيال واغتيال.. وبين الإجرام والإجرام ..؟!

ما الفرق بين احزاب وجمعيات "المسلسل" و"الاجماع" وبين احزاب وجمعيات "الانتقال الديموقراطي"؟!.. 

ما الفرق بين الإعلام المملوك في عهد ديكتاتورية "الجمر والرصاص"  والإعلام المملوك في عهد ديكتاتورية "العهد الجديد"؟!..

 ما الفرق بين "نخبة" الأمس و"مفكري" وإعلاميي اليوم؟!.. 

في الامس كان "الجمر والرصاص" ولكن الجلاد لا يتجرأ ان يكون على رأس جنازة الضحية.. ولا يتجرأ تجار الدم وأدوات الإطفاء وصحافة السوق أن تقدم العزاء أو تدنس تربة قبر الشهيد..

اليوم نقر بالجهر أننا تراجعنا وتقدم القتلة والمجرمون.. 

والأوضاع لم تبق في حدود تلك الاوضاع.. العدو واصل ويواصل الهجوم على ماتبقى من مكتسبات شعبنا.. والفاعلون في تكريس النظام انضاف لهم العديد ممن رددوا "بالروح بالدم نفديك يا شهيد" و"الشهيد خل وصية لا تنازل على القضية".. وممن حملوا صور الشهيد.. وبقي النظام هو نفسه النظام.. وازلامه تنتشي بالمكر والخداع.. 

انه زمن التردي.. زمن الجزر.. زمن يلعب فيه بعض "الحقوقيون" تحت اسم المقربين من الشهيد دورا فى بلبلة الرأى العام،.. بخطابات زئبقية يدوب فيها الأبيض بالأسود لرسم صورة ضبابية، ويشرعوا ويسلموا لمحترفي الإجرام صلاحية "الكشف" عن خيوط الجريمة.. 

ايها السادة، الحارسون على جناب الطبقة العليا، إنّ اغتيال حسن الطاهري هو اغتيال الجرءة في قول الحقيقة كما هي.. هو اغتيال الحماس والاندفاع في الجهر بالفساد والظلم والاحتقار.. والسؤال هو: من ترهبه الحقيقة؟! من يحمي الفساد؟! من يمارس الظلم والاحتقار؟!.. ألا يمارس الإجرام باسم القضاء والعدل؟!.. 

من يصدر أحكام جزرية في حق الأصوات الحرة؟!.. 

هل قضاء الراشدية غير قضاء الدار البيضاء أو وجدة أو بوعرفة أو فاس أو مكناس..؟!.. 

أيها "الحقوقيون" يا "أصحاب الضمائر" انظروا ابعد ولو قليلا للحقيقة التي لا تريدون أن تروها.. الحقيقة هي أن الإجرام والاغتيالات والسجون هي دروع الفساد والنهب والظلم والاحتقار.. هي دروع النظام.. هي أدوات الرعب والإرهاب لحماية جيوب سادة النهب والاستغلال.. وان نهب الثروة وتشريد وتفقير الشعب لن ولا يكون دون الإجرام والقمع والقتل والإرهاب.. لا يكون دون النظام.. 

  لكن المؤسف هو لماذا بحت الاصوات الحقوقية "الجادة"؟! لماذا غاب المناضل؟!وكيف تطلع صيحات حقوق الإنسان اليوم حين يتعلق الأمر بالفرق الحقوقية، وقبيلة هذا الفريق أو ذاك، أو بمن لهم مكانة "اعتبارية"؟!.. وكيف يلزم الصمت حين يتعلق الأمر بمن هم خارج الدائرة؟!.. وهو نفس الحال سار عليه المناضل.. 

انه وضع مؤلم.. 

مؤلم في الفكر والسياسة والاقتصاد والثقافة والأخلاق.. 

إنه انحطاط وتردي وانبطاح مكشوف.. 

كفى من التشدق، ومن الشعارات الرنانة.. 

إن منطقا يعتمد ساند أخاك وأهل عشيرتك وفقط، هو منطق يسلم بممارسة الظلم والاستبداد..  فكل مساحيق الديموقراطية وشعارات العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والثورية.. تحت هذا المسلك هي مجرد مكياج لتزيين الحقيقة البشعة لدعاة العمل السياسي والجمعوي والحقوقي.. هي مجرد أقنعة للخداع.. إنها واجهات مصطنعة لإخفاء القبح والإجرام وتلطيف الصراع.. 

إنها، في الاخير، خدمة للعدو الطبقي.. 

إنها ممارسة تستند وتتقن السياسة كلعبة.. عكس الشهداء الذين دفعوا حياتهم ثمنا لصدقهم السياسي ولممارستهم سياسة الحقيقة بأخلاق، سياسة نظيفة سياسة الوضوح.. سياسة لا تقبل التلاعب ولا اللعب ولا الغموض ولا المراوغات.. فطريق الشهداء هو طريق الصدق وقول الحقيقة كما هي في وجه الأعداء.




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق