28‏/12‏/2020

حسن أحراث // في الذكرى 12 للشهيد عبد الرزاق الكاديري .. طعنة أخرى تدمي صدرنا العاري..


ونحن نتحسر على فقدانك رفيقنا الشهيد عبد الرزاق، حيث لا نملك الآن لسوء
حظنا وحظ شهدائنا وحظ شعبنا غير الأسى والحسرة وقليل من التحدي والشهامة، وكما في كل ذكرى شهيد، نتلقى طعنة مباشرة وعلنية في الصدر انضافت الى الطعنات الطبقية التي مزقت أجشاء الجماهير الشعبية المضطهدة، وفي مقدمتها الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء. إنها جريمة التطبيع مع الكيان الصهيوني المفروضة بآلية الترهيب والترغيب والتضليل..

لك شرف الاستشهاد من أجل فلسطين وقضية فلسطين، لك شرف المجد والخلود، كما الشهداء محمد كرينة وزبيدة خليفة وعادل أجراوي وكثير من الشهداء المغاربة الذين استرخصوا دماءهم من أجل نفس القضية. قتلوك أنت المغربي/الفلسطيني وأنت الفلسطيني/المغربي.. العار والخزي لمن طبع ولمن بارك المجازر الصهيونية والرجعية والامبريالية ولمن يتلذذ معاناة الفلسطينيين أطفالا وشيوخا، نساء ورجالا، ليلا ونهارا.. 

إنها "الصدف" السيئة التي صنعها النظام القائم.. إعلان التطبيع وإشهاره في اليوم العالمي لحقوق الإنسان (10 دجنبر 2020) وعشية محطات نضالية عزيزة، ذكرى استشهاد الرفيقة سعيدة المنبهي (11 دجنبر 1977) والرفيق عمر بنجلون (18 دجنبر 1975) والرفيق عبد الرزاق الكاديري (28 دجنبر 2008)...

نتحسر شهيدنا، لأننا نخلف الموعد مرة أخرى مع التاريخ..

نتحسر، لأننا لم نتقدم كثيرا في درب الشهداء والمعتقلين السياسيين ورفاقنا الذين رحلوا..

لا نلوم أهل المستنقع ولا المستحمين فيه في السر أو العلن. ولا نشكك في وفائنا لقضايانا العادلة ولا في مرجعيتنا السياسية والإيديولوجية، ولا نجلد ذاتنا؛ بل نلح على رفع إيقاع مقاومتنا وتطوير أساليب نضالنا. فصمودنا الكبير اليوم، وفي ظل هذه الشروط التاريخية الصعبة حيث تقدم النظام في تمتين جبهته الداخلية والخارجية وبالمقابل "تفكك"/إجهاض جبهتنا التي لم تولد بعد، لا توازيه مقاومتنا وأشكال فعلنا النضالي، تماما كما مجهوداتنا وتضحيات أبناء شعبنا..

كفانا حسرة وتحسرا.. كفانا خرسا.. كفانا تباكيا..

لا نقول، ولن نقول كفانا "شعرا"، لأننا نحب الحياة ونعشق الجمال. فقط نؤكد على أننا نريد أيضا "نترا" فوق الأرض يعزز إنجازات شعبنا ويغديها..

ولتأكيد انسجامنا وإخلاصنا لقضية شهدائنا، قضية شعبنا، أعيد نشر عمل سابق في الذكرى 11 لاستشهاد رفيقنا عبد الرزاق الكاديري:

"الشهيد الكاديري.. لن ننساك..

11 سنة مرت على جريمة اغتيالك..

الشهيد عبد الرزاق.. قد ننساك في خضم "انشغالاتنا" أو "خياناتنا". لكن شعبك لن ينساك، ولن تنساك قضيتك.. إنك شهيد قضيتين، قضيتي شعبين مناضلين، الشعب المغربي والشعب الفلسطيني. إنك أدرى بأعداد الشهداء الذين سقطوا من بعدك في سبيل قضيتيك وكل قضايا الشعوب المضطهدة...

إن لشعبك المكافح ذاكرة كما باقي الشعوب.. ستبقى حيا دوما وأبدا..

لتفتخر أغمات (أم مدينة مراكش) بابنها البار/الشهيد..

لنعتز بك شهيدنا البطل الذي يذكرنا "بجبننا" و"تخاذلنا"، والذي يشحذ في نفس الآن هممنا لمواصلة النضال ورفع التحدي...

"يوم 28 دجنبر 2008 خرجت الجماهير الطلابية بموقع مراكش في مظاهرة عارمة خارج أسوار جامعة القاضي عياض، اعترضت سبيلها ترسانة مشكلة من أغلب فرق القمع التي شنت هجوما وحشيا باستعمال الغازات المسيلة للدموع والكلاب المدربة والهراوات، وكانت الحصيلة العشرات من المصابين والمعتقلين فيما أنياب الخسة والدناءة، للنظام العميل، النظام الملتحف بالسواد والجريمة كانت تخبئ شهادة ميلاد الشهيد عبد الرزاق الكاديري" (عن مدونة النضال والصمود).

سقط عبد الرزاق الكاديري شهيدا في 29 دجنبر 2008 كما سقطت زبيدة وعادل في يناير 1988..

"التحق الشهيد بقافلة الشهداء الذين سقطوا وهم يناصرون الشعب الفلسطيني مجسدين الموقف التاريخي للاتحاد الوطني لطلبة المغرب من القضية الفلسطينية باعتبارها قضية وطنية. وكانت شهادة ميلاده اسما مكتوبا على لائحة، لا زالت مفتوحة، قادمة من عواصم الصهيونية والإمبريالية والرجعية تأمر باغتيال أصحاب المواقف الشامخة التي لا تقبل الركوع. وكتب الشهيد شهادة ميلاده في حفلة عرس فلسطيني خلده شعبنا وهو يطالب بحناجر أبنائه الحرية والحياة لفلسطين ويعلم أن ثمنها واحد أحمر بلون الدم وزهر الشهداء في حدائق الشهداء" (عن مدونة النضال والصمود).

لك شرف النضال رفيقي الى جانب بنات وأبناء شعبك، ولك شرف الاستشهاد في سبيل الشعب الفلسطيني البطل..

شعبك رفيقي لا يعرف الانتقاء، سواء في التضامن مع المعتقلين السياسيين أو في تخليد محطات الشهداء..

لنترك العادات السيئة للسيئين، باسم النضال وحقوق الإنسان...

إنه زمن الكيل بمكيالين وزيادة!!

وا أسفاه!!

المجد والخلود لك شهيدنا البطل.."




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق