توصلت عشية 2020 بعمل من طرف رفيق عزيز بعنوان "على رؤوس الأشهاد".
حقا، وبوحا نضاليا، نشرت أعمالا باسمي من إبداع وإنتاج وجهد رفاقي وبطلب منهم وبكل شرف نضالي. ونشر رفاقي بعض أعمالي باسمهم أو بأسماء مستعارة.
يهمنا بالدرجة الأولى تسجيل الموقف المناسب في الزمن المناسب، كتعبير عن الذات المناضلة الواحدة وخدمة لقضية شعبنا.
وما جعلني مترددا هذه المرة في التبني الصامت لهذا العمل الجميل هو التهم المجانية التي تلاحقنا باستمرار، بل وتستفزنا. واعترف أن هذه التهم رغم خلفياتها الخبيثة والمشبوهة تتضمن بعض "حقيقتنا"، وأقصد التكرار (تكرار أنفسنا) والسطحية والكثير من الشاعرية (المباشرة) وغياب التعاطي السياسي والتنظيمي المباشرين والميدانيين مع القضايا الملحة المطروحة..
أولا، لا نخجل من أنفسنا. لأن لنا تاريخ ناصع البياض ورصيد نضالي نحترمهما ونقدرهما..
ثانيا، نبذل كل جهدنا لنرقى على مستوى مجابهة متطلبات هذه المرحلة الصعبة تحليلا ودراسة، كمنعطف تاريخي حاسم..
ثالثا، أنشر/ننشر هذا العمل (ولو متأخرا عن مناسبته) لما يحمله من دلالات نضالية عميقة (السهل الممتنع). إنه عمل إبداعي "بسيط" يعبر عن همومنا المشتركة وعن طموحاتنا جميعا..
" على رؤوس الأشهاد وللتاريخ...
نعم للوضوح... لا للغموض...
أخاطب هنا المناضلين الحقيقيين...
أخاطب هنا المناضلين المبدئيين...
كيف نناصر "زيد" ونصمت عن "عمرو"؟!!
هل نحن مناضلون حقا!!؟
قد أحيا أو أموت (2021)... سنة سعيدة أو غير سعيدة، لا يهم... خوض الصراع الطبقي "فرض عين"...
النظام الرجعي القائم نظام رجعي...
القوى السياسية الرجعية قوى رجعية...
القوى السياسية "الإصلاحية" قوى غير إصلاحية، مع بعض الاستثناء...
القوى السياسية "الثورية" قوى غير ثورية، مع بعض الاستثناء...
القيادات النقابية متواطئة، بدون استثناء...
"المثقفون" (جل المثقفين) منبطحون...
الخونة خونة...
المتخاذلون متخاذلون...
الانتهازيون انتهازيون...
الصورة واضحة... لا مجال للغموض... لا مجال للتضليل أو المجاملة...
لا مجال للتنقيب عن المبررات...
وماذا بعد؟
ماذا ننتظر من نظام رجعي!!؟
ماذا ننتظر من القوى الرجعية!!؟
ماذا ننتظر من القوى غير الإصلاحية!!؟
ماذا ننتظر من القوى غير الثورية!!؟
ماذا ننتظر من القيادات النقابية المتواطئة!!؟
ماذا ننتظر من المثقفين المنبطحين!!؟
ماذا ننتظر من الخونة!!؟
ماذا ننتظر من المتخاذلين!!؟
ماذا ننتظر من الانتهازيين!!؟
كفى... لنتحمل مسؤولياتنا...
نحن الثوار...
نحن فعلا ضد، لنعلن ذلك ونمارسه...
لنصنع الفارق... لنكن المعارضة الحقيقية...
لنفضح الرجعيين والإصلاحيين والمتواطئين والمنبطحين والخونة والمتخاذلين والانتهازيين...
لا أقول/أكتب شعرا ولا نترا...
لا أجامل أحدا... لا أحقد على أحد...
أحاسب نفسي ورفاقي قبل أن أحاسب غيري...
أضع النقط على الحروف وأسطر على الكلمات...
لا أمارس السياسة بالمعنى القدحي...
لدي قلب أحمر وليس قلم أحمر....
لا أمارس الميوعة السياسية...
أمارس حقي ومسؤوليتي النضالية من موقع المضطهدين والمقهورين...
أنتمي للعمال والفلاحين الفقراء...
أنا المثقف الثوري بكل تواضع...
أنا المثقف المزعج...
أنا المثقف المنسي من طرف أعدائي و"أصدقائي"
أنا المثقف المحاصر من طرف "اليمين" و"اليسار"...
أنا المتعقب لفضائح "اليمين" و"اليسار"...
أنا المناضل الفاعل والمتضامن... أنا المناضل المبدئي...
أنا المناضل "الأناني" في حب قضية شعبي...
أنا المناضل "المنحاز" الى الحقيقة...
أنا المناضل المناصر للثورة والمنخرط فيها...
أنا صاحب اليد النظيفة الممدودة للأيادي النظيفة...
أنا التحدي الصادق... أنا التحدي الموضوعي وبدون أنانية...
أنا ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني... أنا ضد الفساد بجميع المجالات... أنا ضد الإجرام والقمع... أنا ضد الاعتقال السياسي...
أنا من أكل لحمي الجبناء، الرجعيون والإصلاحيون والمتواطئون والمنبطحون والخونة والمتخاذلون والانتهازيون...
لست المثقف الوحيد، ولست المناضل الوحيد...
لست الثوري الوحيد...
نعم، لست الثوري الوحيد...
لكن، أين باقي الثوار... !!؟"