19‏/12‏/2020

حسن أحراث// في الذكرى 45 لاغتيال الشهيد عمر بنجلون: مبدئية أم سذاجة؟!!


تابعت عبر وسائل الإعلام، وتوصلت عبر "المسنجر" (Messenger) بخبر تنظيم "وقفة الشموع المضيئة" بساحة البريد بالرباط، الساعة السادسة مساء، يوم الجمعة 18 دجنبر 2020، تخليدا للذكرى 45 لاغتيال شهيد الشعب المغربي عمر بنجلون.

بدون تردد، وبمبدئية ثابتة وصادقة، حضرت في الزمن المذكور، بل قبله بحين. لكن الولوج الى المكان المحدد لوقفة الشموع المضيئة كان ممنوعا على جميع المارة، وللدقة كان مُسيجا. 

مرة أخرى أغلقت كل الأزقة المؤدية الى مكان الوقفة، أي ساحة البريد، تماما كما أغلقت ساحة البرلمان إبان وقفة مناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني يوم 14 دجنبر 2020.

الغريب أني لم أصادف في "تسكعي" المتكرر حول المكان الممنوع وجوه الرفاق كما يوم 14 دجنبر. استبد بي الشك، وراجعت مرجعي؛ فتأكد لي الخبر (الملصق رفقته).. 

أخذت ألف وأدور حول المكان الممنوع دون جدوى، فعدت الى حالي بخفي حنين..

وفي طريق العودة حزينا، استبد بي الشك مرة أخرى. واشتعلت الأسئلة في ذهني..

تريثت حتى تتضح الصورة، لكن لا أثر للمتابعة أو التوضيح حتى لحظة هذا البوح المؤلم.. غريب حقا!!

لا أثر للموضوع بالفايسبوك أو بالواتساب أو بالمسنجر أو بالمواقع الالكترونية..

هل تذكرون يوم 14 دجنبر 2020، تاريخ وقفة مناهضة التطبيع الممنوعة؟ لقد علمنا عبر مختلف الوسائط الإعلامية بتفاصيل الحصار وتمركز أجهزة القمع قبل موعد الوقفة..

وماذا عن واقع "وقفة الشموع المضيئة"؟

اعتدنا على السبق (الصحافي/الإعلامي) في نشر بعض الصور والفيديوهات وإخفاء أخرى.. لكن لا أثر للحدث.. 

أعتذر إذا فاتني أمر رغما عني (تأجيل، إخبار بالمنع، التزام بالمنع...). فما يهمني بالدرجة الأولى هو فضح الديمقراطية الشكلية للنظام القائم وشعاراته الزائفة التي تدعي احترام حقوق الإنسان "كما هي متعارف عليها عالميا"، وبالتالي التنديد بالحصار والقمع اللذين يطالان أي فعل نضالي يخدم قضية شعبنا وشهدائنا سواء بالرباط وبعيدا عن الرباط، بتواطؤ القوى السياسية "الإصلاحية" والرجعية ومنها القوى الظلامية والشوفينية، والقيادات النقابية البيروقراطية.. 

والسؤال الجارح والحارق: هل حضوري بالمكان وفي الزمان المعلنين مبدئي أم ساذج؟!!

ولتأكيد مبدئيتي الثابتة والصادقة، أعيد نشر مقالي لراهنيته حول الشهيد عمر سنة 2018:

"في ذكرى اغتيال الشهيد عمر بنجلون

 أنا بريء منكم..

الشهيد عمر ليس صورة على جدار أو على ورق.. الشهيد عمر ليس أبياتا شعرية.. الشهيد عمر ليس شعارا يردد في القاعات العمومية أو في الوقفات والمسيرات...

الشهيد عمر قضية. الشهيد عمر، كباقي الشهداء، ماضي وحاضر ومستقبل شعب...

الشهيد عمر التزام ومواجهة مستمرة.. 

الشهيد عمر بريء من المتخاذلين الذين يساومون بقضيته..

الشهيد عمر بريء من المعانقين لقتلته والمتصالحين معهم..

دم الشهيد في عنق رفاقه الأوفياء وكل المناضلين الثابتين على المبادئ والقابضين على الجمر..

دم الشهيد وكافة الشهداء أنهار فاصلة بين الوفاء والخيانة..

غاب الشهيد عمر، بل غيبوه، غيبه النظام بعد طعنات غدر ظلامية...

غاب الشهيد مكرها، كباقي الشهداء.. لكنه حاضر، كباقي الشهداء، ليس بقوة القانون أو باستقلال القضاء أو نزاهته..

إنه حاضر بقوة رفاقه وبإخلاصهم...

إنه حاضر بقوة قضيته، قضية الشهداء، قضية شعب...

إنه حاضر ضدا على تجار القضية في الحزب والنقابة...، ضدا على الانتهازيين/المرتبكين، ضدا على الغربان "البيضاء" التي تقتات على الفتات، فتات النظام من أجل قتل الضحايا والتشويش على قضاياهم... 

لستم رفاقي، إن اخترتم تبرئة قتلتي... إني بريء منكم...

القاتل قاتل، بالأمس واليوم.. لا تبحثوا عن الأعذار..

اتركوا مصيرنا وقضيتنا لأبناء شعبنا المخلصين، وتنحوا جانبا.. 

لستم منا، ولسنا منكم..."




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق