أولا يجب التأكيد على أن النظام القائم في سياسته لا يتوانى، و لا يتراجع ،و لا يتهاون،
فهل تخليد دكرى انتفاضة 20 فبراير يمكن الإقتصار على احياءها ،و التحضير لها، بدعوات مشروطة للحضور في وقفاتها ، و اختزال طموح شعب في التغيير عبر عنه من خلال الإنتفاضة الشعبية ، باصرار و عزيمة و إرادة لا تقهر للوصول إلى أهدافه ، بهدا الشكل المبتدل و الممسوخ، الدي يعبر عن كره، و احتقار ،و استصغار الجماهير، و دورها و تضحياتها و بطولاتها و دماء شهداءها ، رغم ما رافق الإعلان عن هده الوقفات من منع و قمع كان ضروريا لإخفاء خيوط الاتفاق القبلي السري بينهم و بين النظام في الظلام ،و للتغطية على مهمة يراد الوصول إليها و تحقيقها ، و هدف يجب تحقيقه من هدا التخليد ،بهده الطريقة البعيدة كل البعد عن المغزى و المعنى المقصود من التخليد، بمضمونه الحقيقي ، هده المهمة التي يعملون على اخفائها بالتاكي و بصياغة بيانات الإدانة ، و هي المتمتلة في أولا : ارجاع هبة النظام ، و جبروته و سلطته ،و قوته ،و قدسيته ، و شرعنة قمعه و اعتقاله و اغتياله ، التي أسقطتها الجماهير الشعبية في انتفاضة 20 فبراير ، و ما بعدها من انتفاضات شعبية هي استمرار لها ، انتفاضة تازة الأولى و التانية انتفاضة الريف انتفاضة جرادة ، زاݣورة و أخيرا تطوان و هرممو و باقي الأشكال النضالية من اعتصامات و تظاهرات للفلاحين، و العمال، و المعطلين، و الطلاب، و باقي فئات الشعب الكادح . و الهدف التاني: هو تكريس الخوف الدي تخلصت منه الجماهير الشعبية و أسقطته ، بعد أن حولت الشوارع و الساحات إلى ميادين للتظاهر و النقاشات ، و محاكم شعبية لمحاكمة و إدانة النظام ، على فساده و تأمره ، بعد كشف دمقراطيته و شعاراته المزيفة ، متجاوزة بدلك أشكال دمقراطية الواجهة من مجالس و برلمان . و ثالثا :لتبرير الدفاع عن أطروحة المشكلين للمجلس القديم الجديد أي الجبهة الاجتماعية ، التي تسقط عجزها و ضعفها ، على الجماهير التي تتهمها باللامبالاة ، و العديمة الفائدة ، الفاقدة الوعي الجاهلة بمطالبها ، و بالتالي فما الغاية من تعبئتها أو الارتباط بها و الدفاع عنها. خامسا :لا يمكنها افساد ترتيبات عرس النظام و أحزابه أي ترتيبات مسرحية و لعبة الإنتخابات ، في ذكرى انتفاضة شعبية يجب دفن و قتل مكتسباتها و ليس احيائها .
و لتعليل ما سبق لابد من الرجوع إلى ظرفية 20 فبراير لتسجيل بعض الملاحظات دعما لما سبق دكره .
لم يكن خروج الجماهير الشعبية يوم 20 فبراير من سنة 2011 للنزهة، أو للإستجمام ، أو الاصطياف ، في الشوارع و الساحات و الميادين ، بل خرجت للإنتفاض على الواقع المزري لأجل تغييره بإسقاط نظام الإستغلال و الاستبداد و الفساد ، نظام العمالة و التبعية للدوائر الإمبريالية و الصهيونية، المسؤول عن كل المئاسي التي تعاني منها الجماهير الشعبية .بل خرجت و هي تعرف مسبقا أن تمردها على هدا الواقع و انتفاضها ضد النظام يوم 20فبراير سيواجه بالقمع و الإعتقال و الإغتيال و القتل، خصوصا و الترتيبات قد وضعت سلفا للمواجهة بعد استفادة النظام من تجربة تونس و مصر .
من ينفي أو ينكر أنها تحدت الترسانة القمعية للنظام القمعي الدكتاتوري و لا زالت مستعدة لتحطيم و مجابهة السماء حتى تحقيق التغيير .
من ينكر أنها قدمت الشهداء في سبيل دلك شهداء الحسيمة و صفرو و بني بوعياش و سوق السبت و بركان و القصر الكبير الخ و عدة معتقلين و معطوبين و جرحى و مطاردين.
من ينكر أنها بقية متشبتة و مستمرة في الإنتفاض بعد 20فبراير ببطولة فاقت المتوقع و على نفس الدرب درب التغيير كما كان الشأن عليه في تازة بالرغم من القمع الدي وصل إلى حد القتل بطريقة همجية في حق الشهيد نبيل الزهري ، الدي تم اعتقال الشاهد الوحيد على هده الجريمة البشعة التي اقترفتها أجهزة النظام القمعية، لتنضاف إلى جريمة الإحراق في حق شهداء الحسيمة ، و جريمة القتل أمام الملاء بالهراوات في حق الشهيد كريم الشايب.
من ينكر أن النظام العميل المدعوم و المحمي من الإمبريالية و الصهيونية ،التي أخرجت و وضعت له الخطة و الطريقة التي رتب أوراقه على أرضيتها للخروج و بأقل الخسائر من أزمته و لمواجهة الوضعية الحرجة التي أنتجتها الإنتفاضة الشعبية ،التي كادت أن تعصف به كما عصفت برأس النظام الرجعي العميل انتفاضة الجماهير في تونس و مصر ، قد نظم جلسات و لقاءات مع كل الأحزاب السياسية يمينها و يسارها على أرضية الخطة الموضوعة من أسياده و بدون معارضة من هده الآخيرة ، هدفها العمل على كبح و لجم الجماهير و اجهاض الحلم و الطموح في التغيير الجدري للأوضاع الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية ، و قد كانت علاماتها البارزة ،هي اعطاء النظام القائم إشارة الإنطلاق و البدء في الهجوم على الأشكال النضالية التأطيرية و التعبوية التي كان ينظمها المناضلون الجدريون وسط الجماهير الكادحة في الأحياء الشعبية ، للبلطجية وطنيا قبل يوم 20 فبراير ،و هو ما تم تسجيله في فاس و صفرو ،و مجموعة من المواقع التي كانت تشهد دينامية نضالية ،خصوصا لما تأكد النظام و ظهر و توضح له إجماع و موافقة من جلس معهم ، من خلال تلك اللقاءات، و الأرضيات التي وضعت السقف و الحدود، و خلقت لتلك الغاية، الآداة التنظيمية أي ما يسمى المجلس الوطني لدعم حركة 20 فبراير .
من ينكر أن الجماهير الشعبية و في كل الأشكال النضالية قبل 20 فبراير كانت ترفع شعار الشعب يريد اسقاط النظام ، و كل الشعارات التورية التي وقف ضدها كل مكونات المجلس المشئوم ، و التي استعملها كشماعة للهجوم على المناضلين الجدريين من جهة و لتبرير عجزه من جهة أخرى و تبرير تحالفاته المشبوهة مع القوى الظلامية الرجعية .
الحرية لكل المعتقلين السياسيين المجد و الخلود لشهداء الشعب المغربي.