تزامن مسيرة الجماهير الشعبية بمدينة أهرمومو مع ذكرى اغتيال الشهيد كريم الشايب يوم 23فبراير و مع دكرى انتفاضة 20فبراير جعله حاضرا بقوة مساهما في صمود الجماهير و تحديها و مواجهتها الحصار القمعي الدي جوبهت به .
لأن انتفاضة 20فبراير أرعبت و أربكت النظام القائم، فدكراها لازالت كدلك تشكل مصدر قلق و إزعاج له و لأزلامه، لدلك نجده يتعاطى و يتعامل مع أي شكل نضالي متزامن و لو بالصدفة مع هده الدكرى بارتياب و بحيطة و حدر ، حيت استحضار قوة المواجهة و الصمود التي سجلتها الجماهير الشعبية أثناء انتفاضتها في دلك اليوم لازالت تقض مضجعه ، كما محاولاتها التي كانت ترمي إلى تتبيت الإعتصامات في الميدان ، لدلك لا يغيب هدا المعطى ، حتى ولو غابت الدكرى عن بال المنظمين أو تم تغييبها عمدا و قصدا ،و حتى لو لم ترفع صور الشهيد و شعارات 20فبراير بعد أن حولوها إلى مصدر فتنة، و إلى بعبع يتم التخويف به المنظمين و المشاركين ، و لأنه يمارس الصراع و لا ينسى و لا يتخلف في تفويت أي فرصة للهجوم ، و لا يترك أي صغيرة إلا و وظفها دفاعا عن مصالحه ، فالنظام دائما يقول أن تلك الوقفة أو المسيرة ممكن أن تتطور إلى شكل نضالي آخر متقدم، فكيف لا يقمع و لا يعتقل ولا يناور ولا يحاور و لا يوضف أزلامه و أحزابه، و جمعياته، و لجانه، ليجهضوا، و يلتفوا على المطالب ، و يدينوا عبر البيانات، كما آدانوا الريف، و جرادة، و يحدروا من الفتنة، و ممن يحاول استغلالها حسب منطقهم .
فالجماهير الشعبية في مدينة أهرمومو ، و تطوان و وجدة قد خرجت مستلهمة و مسترشدة بروح انتفاضة 20فبراير و شهدائها ،بعد أن ملت، و تعبت، و تحملت كثيرا ، و هي تراقب تلاعب ممتلي النظام القائم، في صفرو بمصالحها، من خلال سياسة التهميش، و الإقصاء و الفساد من جهة ، و اطلاق العنان و تشجيع من يسمون أنفسهم ممثلين للساكنة ،سواء في المجالس الجماعية الحضرية، أو القروية ،أو المجالس الإقليمية ،أو البرلمان، لإنتاج المسرحيات المخدومة ، إطفاءا للشرعية على سياسة النظام الإنتقامية ،في حق الجماهير الشعبية، في مقابل غض الطرف عن فسادهم و نهبهم كرشوة ، عبر ما يسمى لعبة إما الإنسحاب من الأغلبية المسيرة ،و الإنضمام للمعارضة، و ما إلى دلك من حيل و أساليب المسخ الإنتخابي ، خصوصا و أن ظرفية موسم الحركة الإنتخابية قد انطلق ، و بدأت الترتيبات توضع ،و السباقات قد حدد ملعبها ،و الخيول سرجت للسباق ، و دلك في تعطيل و دون اعتبار لمصالح الجماهير المغيبة، لأجل غير مسمى ، و باقبار ما يقتضيه النهوض بالمدينة من تعبيد للطرقات ،و التزويد بالماء الصالح للشرب، و الإنارة، و المدارس، و المستوصفات ، و السهر على حسن سير المشاريع ، بدل استعمالها كمصدر نهب الميزانيات المرصودة من طرفهم ، و هدا نفسه هو الواقع الدي تعاني منه الجماهير الشعبية بصفرو ، حيت الأحياء كلها أصبحت تنعدم فيها التجهيزات التي من المفترض توفرها ،من طرقات معبدة ، و إنارة كافية ، و أزقة مبلطة، و مدارس ،و مستوصفات مجهزة ، فمثلا تلاميذ و طلبة التكوين المهني الساكنين بحي الرفايف ،و بو درهم، و الشعبة، و سيدي بومدين ، ليصلوا إلى مؤسساتهم التعليمية الموجودة ،في حي بن صفار، يستلزمهم الأمر ركوب الجرار ،و خصوصا في فصل الشتاء ، فكيف لطريق تجمع أربع أحياء هي مخربة، و غارقة في الحفر ،و خالية من الإنارة ، و هي نفسها الوضعية في باقي الأحياء ، و مع دلك تجد تجار الإنتخابات و مسوقي و بائعي الوهم و بدون حياء، لا يفوتون أي فرصة الإشادة بمنجزاتهم ، خصوصا و موسم الكدب و الوعود و السمسرة و المتاجرة قد انطلق ، متجاهلين هدا الواقع الدي يشكل إدانة و محاكمة لهم على فسادهم، و تأمرهم ، و على نهبهم ،و اغتناءهم ،من خلال تفويت الصفقات لشركات ، لا تقدم سوى الغطاء على عملية التبدير و سرقة و نهب أموال الشعب . هدا هو الواقع الدي تشهد عليه و تدينه الإحتجاجات المتكررة، للساكنة في صفرو ،التي تعاني الأمرين جراء وضعية أبنائها في التعليم بعد إغلاق بعض المؤسسات التعليمية الإبتدائية، و لا في ما يخص الوضعية في قطاع الصحة ،حيت غياب التجهيزات ، أو في ما يخص التشغيل خصوصا مع انعدام فرص العمل و أمام التسريح للعمال ، المشرعن بحيل الإغلاق للوحدات الصناعية، نتيجة العجز ، أو معاناتها في ما يخص قضية السكن ، حيت لازال ساكنة الكهوف المقصيين من الإستفادة بكل من حي للايزة، و كاف المومن، و القلعة ، و ساكنة المنازل الآيلة للسقوط بغابة بلحمر ، و ساكنة المدينة القديمة المصنفة منازلهم بالخطيرة ، هده الإحتجاجات التي تقابل بلامبالاة ،و بالقمع ،و الإعتقال، و المحاكمات من جهة، كما تشهد على دلك محاكمة حمودة الضروج، الدي اعتقل ،و سجن على ٱتر مواجهته للهدم، الدي تعرض له منزله لتبقى عائلته بدون معيل ، و هو نفس المآل الدي تعرضت له عائلة البوشبتي، حيت وجدت احدى بناتها نفسها في الشارع، بعد أن تم طردها من العمل بإيعاز من ممثلي النظام، و تعرضت أختها للمحاكمة ،و دلك على إثر مطالبتها بسكن لائق، إلى جانب ساكنة الكهوف بللايزة ( في صفرو تحول ملف السكن إلى ملف مقدس خطير لا يمكن الإقتراب منه ، و من تجرأ مصيره مجهول لأنه الملف الدي يكشف عن تورط و مسؤولية النظام القائم في صفرو و أجهزته و موظفي مؤسساته و أزلامه و لجانه ) .
هدا هو الواقع الدي شكل أرضية انتفاض ساكنة أهرمومو يوم 23 شتنبر يوم دكرى استشهاد الشهيد كريم الشايب ، و هو نفسه الواقع الدي أخرج الجماهير الفقيرة بوجدة ،و تطوان ، بعد أن عرى إغلاق المعبر الحدودي الدي كان يشكل ملادا للجماهير ،لكسب الرزق في ظل أي عمل قار ،أو مشاريع تستوعب العاطلين عن العمل ،حقيقة سياسة النظام المبنية على التجهيل ،و التفقير، و التشريد ،و التجويع ،و في غياب كل مقومات العيش الكريم، من سكن ،و تعليم، و شغل، و صحة ،في مقابل سياسة تكريس الفساد ،و الاستبداد، و القمع، و الإعتقال، و الإغتيال .
على هده الأرضية تشكل و تأسس وعي سبيل ،و طريق الخلاص لدى فئات الشعب الكادح ، من عمال و فلاحين و طلبة و معطلين و حرفيين و باقي الفئات المتضررة ، فكانت انتفاضة 20 فبراير 2011 التي لازالت مستمرة ،في كل الأشكال النضالية للجماهير الشعبية، لتحقيق التغيير الجدري الأوضاع الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية بإسقاط نظام المعمرين الجدد ، نظام الإستغلال و العمالة و التبعية المتسبب و المسؤول عن المأسي التي يعاني منها الإنسان الكادح في هده البلاد .
أخيرا فالمطلوب من كل مناضل و حتى يكون فعله و ممارسته ترجمة حقيقية لما يقوله، و يدعيه، الإنخراط و التبني الفعلي، لمعارك الشعب، بالتعبئة ،و التوعية، و التنظيم، و توجيهها في المسار الصحيح الدي يعكس طموح الشعب في التحرر و الإنعتاق مسار الثورة و التغيير .