2021/03/01

أحمد بيان // ضد التطبيع ومع ما يخدم التطبيع.


"التئم صبيحة اليوم الأحد 28 فبراير 2021 ممثلو هيئات مغربية متعددة رافضة للتطبيع بالمقر المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وعقدوا الجمع العام التأسيسي "للجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع". ننشر لاحقا البلاغ والأرضية التأسيسية للجبهة".

الفقرة أعلاه تغطية مختصرة منقولة حرفيا، بما في ذلك الخطأ "التئم" (الصحيح "التأم")، عن الموقع الالكتروني لجماعة العدل والإحسان. وحدث تأسيس هذه الجبهة يستدعي تسجيل الملاحظات التالية:

1-  لماذا عقد الجمع العام التأسيسي بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان؟ هل الهيئات المشاركة لا تتوفر على مقرات، وخاصة الأحزاب السياسية؟ لماذا مقر الجمعية، ومعلوم أن مناضلين في صفوفها يرفضون "التطبيع" مع جماعة العدل والإحسان؟

2-  لماذا جبهة جديدة دون الوقوف عند مآل ومواقف الإطارات السابقة التي جعلت من القضية الفلسطينية "حصانها" لقضاء مآربها وصنع مستقبلها السياسي والاقتصادي (التجاري)، مثل الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين؟ أين "الرموز" الورقية التي اغتنت على حساب فلسطين ممتطية الشعارات "القومية" لدغدغة العواطف؟ ماذا عن "الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب"؟ ماذا عن "الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان"؟ أم أن هذا الأخير يضم "منتدى الكرامة" الذراع "الحقوقي" لحزب العدالة والتنمية المتورط في التطبيع مع الكيان الصهيوني حتى أخمص قدميه؟

3-  لماذا حضور جماعة العدل والإحسان في صفوف الجبهة علما أن العديد من الهيئات المحسوبة على اليسار تدعي رفض التنسيق معها؟ طبعا، دعم فلسطين أو رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني لا يتوقف على هيئة أو أخرى، إلا أن خلط الأوراق وتبييض سجل القوى الظلامية المتورطة في اغتيال المناضلين الذين ناضلوا حقا من أجل فلسطين (عمر وايت الجيد والمعطي)، لا يخدم القضية الفلسطينية ولا القضية المغربية. وليتأكد "يساريونا"، عشاق الجبهات والائتلافات والتحالفات الفجة، أن "جنود" الجماعة في خدمة النظام الرجعي القائم وباقي الأنظمة الرجعية والصهيونية والامبريالية. وما المسيرات "المليونية" التي تبهر "يساريينا" والتي يتطلعون الى واحدة قريبة بشغف المتيم الولهان إلا فقاعات زائلة لاستعراض العضلات. ولو كانت تلك الاحتفالية الموسمية تنفع في شيء لنفعتنا في التصدي للتردي الاقتصادي والاجتماعي الفظيع الذي يعانيه شعبنا، ولوقفت ضد تمرير صفقات التقاعد والتعاقد... وحتى لا نذهب بعيدا، أين اختفت جنود الجماعة في الذكرى العاشرة لانتفاضة 20 فبراير، والأوضاع المزرية ببلادنا لا تزداد إلا استفحالا؟

4-  وبالنسبة لرفض التطبيع، كيف تقبل بعض الهيئات في صفوف الجبهة التطبيع مع النظام؟ إن التطبيع مع النظام تعبير عن قبول التطبيع مع الكيان الصهيوني. الرفض الحقيقي للتطبيع يبتدئ برفض التطبيع مع المتورطين فيه، أنظمة وهيئات سواء سياسية أو نقابية أو جمعوية. وتعتبر المشاركة في "اللعبة الديمقراطية" (الانتخابات) وتزكيتها شكلا من أشكال التطبيع. 

5-  هل عجز "اليسار" عن بلورة أشكال تضامنية فعلية مع القضية الفلسطينية دون هذه الخلطة "اللخبطة" العجيبة؟ هل نسي أم تناسى "اليسار" أنه مبدع شعار "القضية الفلسطينية قضية وطنية" وأن لهذه الأخيرة حيز، بل مساحات في قلب المناضلين وفي أشكالهم النضالية. هل ذهبت سدى دماء الشهيد كرينة والشهيدة زبيدة والشهيد الاجراوي والشهيد الكاديري وشهداء آخرين...؟

للحديث بقية...

الصورتان المرفقتان من نفس الموقع الالكتروني لجماعة العدل والإحسان.




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق