2021/03/02

أحمد بيان// ماذا تريد الجبهة المغربية؟


بديهي أن يطرح السؤال من طرف الكثيرين، أسياد هذا الزمن من الدرجة الثانية (إنهم يعرفون أسياد الدرجة الأولى، أسيادهم)، عن أي جبهة يتحدث "صاحبنا" المزعج القادم من خارج التاريخ، "صاحبنا" الذي لا وجود له بالواقع، "صاحبنا" الذي يقض مضاجعنا ويشوش على أحلامنا الجميلة؟

أولا أيها السادة من الدرجة الثانية، أنا أقرب اليكم من أنفاسكم. أنا "طائر فينيق" أولد من رمادي، لسوء حظكم، أنا المجهول المعلوم، أنا ابن الشعب المغربي البار، يشرفني أن أكون مزعجا لمن يستحق الإزعاج... وتستطيعون تبين ذلك من خلال متابعة خطواتكم المرتبكة. لا شك أن النظام القائم يعرفكم أكثر مني، وأنتم أدرى بذلك. أعترف أني أخطأت في كثير من الأحيان بسبب غياب المعلومة الدقيقة، فالتحليل الملموس (التحليل العلمي) في حاجة الى المعلومة الصحيحة، أي الواقع الملموس. لكن النظام لا يخطئ تجاهكم وتجاهنا..

نعم، عن أي جبهة أتحدث؟

يقول المثل: "اللبيب بالإشارة يفهم". لكن السؤال مرة أخرى: هل اللبيب سيغرق في متاهات الجبهات التي لا تملك زمام أمرها ولا تستطيع "تنوض دجاجة على بيضها"...؟

معذرة إذا بالغت، ولا أظن ذلك. فمتى وقفت الجبهات السابقة واللاحقة الند للند في وجه النظام؟ أبدا، حقيقة مؤلمة، بل مفجعة...

حتى لا أطيل، رأفة بالمناضلين الصادقين، المقصود "الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع"، الإطار ذي خمسة عشر هيئة "سياسية ونقابية وحقوقية وشبابية ونسائية وجمعوية مغربية" (عن بلاغ سكرتارية الجبهة). 

"مشات فيها" فلسطين...!! 

كيف لمن لا يستطيع أن يدعم نفسه أن يدعم فلسطين؟ فلسطين أكبر من "دعم" المنهزمين والمترددين...

وحتى لا أطيل مرة أخرى، ودائما رأفة بالمناضلين الصادقين، أسباب النزول هي إعلان هذه الجبهة "المصطنعة" عن عقد ندوة صحافية يوم الخميس 04 مارس 2021 من أجل "تقديم نتائج جمعها العام التأسيسي".

"أخشى ما أخشاه أن تصير الخيانة وجهة نظر" حسب الشهيد ناجي العلي، ونحن "نخشى ما نخشاه" أن تعلن "جبهتنا" عن تنظيم مسيرة "مليونية" (آنا أو بعدا) لاستعراض العضلات كما دائما وتقدم الصفوف الأمامية وارتداء الكوفية الفلسطينية التي "بهدلها" المتطفلون، علما أن المسيرات "المليونية" تغيب عن التصدي لإجرام النظام لتمر مخططاته الطبقية بقليل من "الشوشرة"، وغير ذلك فليس للزعيق حدود...

هل ستعلن "جبهتنا" عن قيادتها، بل عن منسقها "غير السياسي" السيد مضماض الطيب؟

لماذا توارت الأحزاب السياسية الى الخلف؟ جمع عام بمقر جمعية مدنية وقيادة في شخص "مستقل" (لا يخفي تعاطفه/انتماءه الى حزب النهج الديمقراطي)...

إنه سيناريو تدمير حركة 20 فبراير التي نسبت الى انتفاضة 20 فبراير المجيدة. إنه الركون الى الوراء وتمرير المواقف المتخاذلة... أسلوب مكشوف ومرفوض...

"للي تيشطح ما تيخبي لحيتو". إن النظام يعرف "خروب بلادو"، لماذا هذه التقية الموروثة عن القوى الظلامية؟

يوجد ضمن نائبي المنسق "المستقلين" أحد مسؤولي جماعة العدل والإحسان (عبد الصمد فتحي). هل ستفسر لنا معنى ذلك "جبهتنا" لحظة ندوتها الصحافية؟

هل ستخبرنا "جبهتنا" بحقيقة واقع التطبيع، أي من المسؤول الأول عن التطبيع؟ هل تملك الجرأة لتسمي الأشياء بمسمياتها أم ستغرق في دوامة لوم حزب العدالة والتنمية كشماعة للمزيد من التضليل؟

الكل يعرف أن حزب العدالة والتنمية الرجعي والظلامي كباقي الأحزاب السياسية الشرعية ينفذ أوامر النظام، لكن هل لدى "جبهتنا" الجرأة لوضع النقط على الأحرف وتحديد "من يحكم فعلا" ومن المسؤول فعلا عن التطبيع، بما أنها تدعي أنها ضد التطبيع؟

كيف لمن يصطف ضد التطبيع أن يخفي حقيقة التطبيع والمتورطين فيه؟

هل ستفضح "جبهتنا" المؤامرات التي حيكت ضد فلسطين سابقا ولاحقا؟

هل ستعلن الجبهة مقاطعتها لكل ما يخدم التطبيع، وفي مقدمته ما يسمى ب"الاستحقاقات"؟

هل ستعلن الجبهة الحصيلة المذلة للرموز الورقية ولباقي الجبهات تحت العديد من المسميات التي "أكلت حتى التخمة" باسم فلسطين والقضية الفلسطينية؟

بدون شك سيكون برنامج "جبهتنا" الفتية أو الشمطاء، الأمر سيان، على "قد المقاس"... وبذلك سندعم فلسطين ونرفض التطبيع!!

وليعلم أي مطبل للجبهة أنه لا يخدم القضية الفلسطينية، إنه يخدم مكونات الجبهة ومشاريع مكونات الجبهة...

من حق أي حزب سياسي أن يخدم مصالحه ومن الموقع الطبقي الذي ينتمي اليه، لكن ليترك القضية الفلسطينية بعيدا. وأي توظيف لهذه الأخيرة جريمة في حق الشعب الفلسطيني...

و"أخشى ما أخشاه" (نقلا عن الشهيد ناجي) أن تصير القضية الفلسطينية "حصان طروادة" باسم دعم فلسطين ومناهضة التطبيع...

القضية الفلسطينية خط أحمر...

بيان يؤرخ لميلاد جبهة ...






شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق