كان الأعيان (قواد وتجار وكبار الجيش...) فيما مضى (أواخر القرن التاسع
وحتى الآن، نعيش هذا الاحتماء الجبان في صيغه الجديدة والحقيرة. فكثير من الوزراء و"الأعيان" و"الزعماء" من مختلف المواقع السياسية والنقابية والجمعوية يلجأ الى حضن النظام القائم أو الى جبة "المستعمر" (الامبريالية) أو اليهما معا. ويتجلى ذلك في امتلاك (الحصول) على الجنسية الأجنبية (الفرنسية أو الأمريكية أو الهولندية أو البلجيكية أو الاسبانية...). ونعرف تفاصيل حكاية أحمد الطويل والإخوة بوريكات رغم جحيم تازمامارت...
المشكل حقيقة ليس في احتماء الوزراء و"الأعيان" و"الزعماء" و"الجنرالات" وحتى الأحزاب السياسية والقيادات النقابية والجمعوية...، سواء بالنظام أو بالخارج والاستفادة من نفوذ الخارج وجنة الخارج (إنها قوانين الصراع، أي أن تكون أو لا تكون)، المشكل العويص هو لجوء أسماء معروفة تدعي النضال والمعارضة الى الاحتماء بالنظام سرا أو علانية أو بالخارج (الحصول على الجنسية). وهناك أسماء أخفت وأخرى تخفي جنسياتها الجديدة وتشوش على المناضلين المبدئيين، المناضلين الحقيقيين...
كم تساءلنا لماذا اهتمام الإعلام المأجور بالداخل والخارج بفلان وعلان...
كم تساءلنا عن "الجرأة" الزائدة لدى هذا الاسم (النكرة) أو ذاك...
كم تساءلنا عن الإمكانيات المادية المتوفرة لدى عمرو ولدى زيد...
كم تساءلنا عن حقيقة المشاريع "الناجحة" بين عشية وضحاها...
كم تساءلنا عن مصادر تمويل مجلات أنيقة وشهادات عليا من جامعات ومعاهد دولية مرموقة...
كم تساءلنا عن خلفيات تشكيل لجن الدعم والائتلافات والترشيحات للجوائز الدولية...
كم تساءلنا عن فرص العمل المتاحة بسخاء أمام بعض الأسماء المحظوظة (الصحافة، الجامعة، المقاولة...)...
الآن (وحقيقة حتى قبل الآن بالنسبة للمناضلين المواكبين مشكورين، نعتذر-نقد ذاتي- عن عدم الإنصات الى تجاربهم وتوجيهاتهم الدقيقة والعميقة)، انكشفت الصورة، على الأقل بالنسبة الينا نحن الطيبين (الأغبياء) ذوي النيات الحسنة (آخر من يعلم). فعندما تحين ساعة تصفية الحسابات بين النظام الذي "لا تأخذه سنة ولا نوم" وحواريه ومن بينهم "أصحابنا" المحميين المتواطئين تظهر الحقيقة عارية...
الآن (وحقيقة حتى قبل...) "ظهر الحق وزهق الباطل". فليتحمل المناضلون الحقيقيون مسؤولياتهم. فلا مجال للتشكي أو التباكي بعد فوات الأوان (أنا/نحن العبرة)...
الآن (وحقيقة حتى قبل...) نعلم لماذا الاهتمام بهذا المعتقل دون الآخر...
الآن (وحقيقة حتى قبل...) نعلم لماذا تشكيل لجنة التضامن مع هذا المعتقل دون الآخر، هذا الآخر الذي قضى سنوات من المعاناة وعائلته أيضا في صمت...
الآن (وحقيقة حتى قبل...) نعلم لماذا دعم هذه العائلة (الأسرة) دون أخرى. إنها جرائم مفضوحة (حتى بالمعنى الأخلاقي) يتحمل مسؤوليتها كل من يدعي الدفاع عن المظلومين (الجماهير الشعبية الكادحة) وعن حقوق الإنسان، من أفراد وأحزاب ونقابات وجمعيات...
الآن (وحقيقة حتى قبل...) نعلم لماذا تسليط الضوء (الكاميرات) على هذا الاسم دون الآخر...
الآن (وحقيقة حتى قبل...) نعلم لماذا الاحتفاء (تكريم) والإشادة بهذا الاسم دون الآخر...
الآن (وحقيقة حتى قبل...) نعلم لماذا وضع "الميكروفون" بيد هذا الاسم دون الآخر...
الآن (وحقيقة حتى قبل...) نعلم لماذا محاصرة هذا المناضل وذاك والافتراء عليه والعمل على تشويهه حتى من طرف "رفاقه" داخل السجن أو خارجه...
الآن (وحقيقة حتى قبل...) نعلم لماذا انهيار بعض المناضلين داخل السجن والتحاقهم بجوقة النظام...
الآن (وحقيقة حتى قبل...) نعلم أن النظام يوظف كل امكانياته وكذلك حواري النظام وحتى بعض "أعداء" النظام (في إطار تصفية الحسابات والضرب تحت الحزام، حالة "الأمير" هشام) لتدمير المناضل الحقيقي (الماركسي اللينيني)، أي العدو الحقيقي...
الآن (وحقيقة حتى قبل...) نعلم أننا وجها لوجه أمام عدونا الطبقي وعملائه يمينا و"يسارا". لنشمر على سواعدنا ونعتمد على بعضنا البعض وعلى شعبنا وأبناء شعبنا المخلصين...
الآن (وحقيقة حتى قبل...) نعلم أنه "ما حك جلدك مثل ظفرك"...
لنكن رفاقنا ظفر بعضنا البعض من أجل انتصار قضية شعبنا، قضية العمال والفلاحين الفقراء وباقي المضطهدين..