يوم النضال يختزل معنى التاريخ باعتباره تاريخ الصراع الطبقي ، لم يكن فاتح ماي يوما عيدا للبهرجة أو الاحتفال بل كان محطة في سيرورة الصراع يعكس هزائمنا تارة و انتصاراتنا الهزيلة تارة أخرى . كان و مازال حق العمال في رسم ذاكرة النضال و الوحدة العمالية الأممية رغم عن أنف الامبريالية و عملائها .
تأتي هذه المحطة في ظروف سياسية عالمية و محلية تتسم باحتدام الصراع و انفراد الامبريالية و حلفائها بالوضع سياسيا و اقتصاديا رغم المقاومة الباهتة هنا وهناك . فاتح ماي آخر شاهد على تفنن البرجوازية في حل ازمتها الخانقة على كاهل الشعوب و خير دليل على ذلك هو السياسة الاقتصادية للقاح كورونا حيث أثبتت أن الامبريالية و المعنى الإنساني حتى في مضمونه البرجوازي متناقضان , حين تُلعب الصفقات المتتالية للقاح في المضاربات المالية و الاقتصادية ضاربة عرض الحائط بأرواح الملايين من الناس , ليصبح التسابق حوله هدفا للأبناك المركزية لتعزيز موقع عملاتها المحلية أكثر منه اهتماما بصحة الانسان .
أما محليا لا يخفى على أحد أن النظام القائم "كيبوس يديه ظهر ووجه" لأن الظروف صنعت فيروسا هيأ له وضعية سياسية لم يكن يحلم بها حيث هو الناهي و الآمر بدون أن يحتاج لمساحيق ليجمل بها بشاعته . فالبشاعة و الإجرام الذي يميزه أصبح في مكانة الافتخار .
يشهد فاتح ماي اليوم حجم الهجوم الشرس على مكتسبات الشعب الفقير و يزداد الهجوم مع انبطاح الجميع ...لقد أصيب الجميع بعمى الألوان لكن دائما في العتمة هناك نور... ستُطالُ العتمة و يمتد الليل لكن لابد للفجر أن ينبثق و هو فجر العمال و للفجر شروط و عوامل أولها القطع مع الإنتهازية و البيروقراطية التي تتربع على تنظيماتنا و القطع مع عارها و آخرها انبطاحها المطلق لقرار النظام بعدم تخليد فاتح ماي .
عاشت الطبقة العاملة .
عاشت الثورة .