2021/05/30

حسن أحراث // احذروا التنمية.. احذروا العدالة!!


كثيرا ما انبهرنا/ننبهر بالشعارات اللامعة والمزايدات الماكرة، وانخدعنا/ننخدع بالخطابات الجميلة والبراقة، وسقطنا/نسقط/نخر صرعى أمام المصطلحات المختارة بعناية..

كثيرا ما سُحرنا/نُسحر بالخُطب المُنمقة، وتهنا/نتيه أو نغرق في "مستنقعات" الأحلام؛ علما أن التيه في الدروب "السوداء" أرحم أحيانا كثيرة من التيه في الأزقة "الوردية". وذلك قياسا على المثل السائر "يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر" أو "دروس الفشل أقوى من دروس النجاح"...

كثيرا ما "قدسنا"/"نُقدس" بعض الأسماء التافهة (معتقلون حاليا أو سابقا وحقوقيون وجمعويون ونقابيون...) أو العناوين الخاطئة (أحزاب ونقابات وجمعيات...)؛ وذلك بسبب ضعفنا/عجزنا أمام الآلة الجهنمية للإعلام المملوك المكتوب والمسموع والمرئي والافتراضي، سواء الرسمي أو غير الرسمي..

وبمناسبة تقديم تقرير النموذج التنموي "السحري"، نُكرر أسطواتنا "المشروخة": احذروا الشعارات والخطب والأسماء والعناوين..  واحذروا أيضا التنمية المفترى عليها. وتذكروا "العدالة والتنمية".. فلم نر عدالة ولا تنمية.. وعكس ذلك، توالت المآسي تباعا...

وبالمناسبة أو بدونها، احذروا "اللاحزبية" و"اللانقابية" و"اللاجمعية"، وعموما "اللاتنظيم"، كشكل من أشكال الفوضوية الانتهازية.. لكن، احذروا أيضا وبنفس الدرجة أو أكثر، "الحزبية" و"النقابية" و"الجمعية"، فما كل ما يلمع ذهبا...

وبمناسبة الحدث "الجديد"/القديم (التقرير التنموي)، من أنجز التقرير؟ من قدم التقرير؟

من سيُنزل التقرير؟

إنها فعلا متاهة.. والانشغال بها تعبير عن الانخراط في دواليبها أو في "سحرها". والاشتغال عليها كالاشتغال من داخل "المؤسسات".. وطبيعي أن ينشغل بها وأن يشتغل عليها دعاة "النضال" من داخل "المؤسسات" ورفاقهم المتورطين في تزكية المآسي التي يُعانيها شعبنا..

إنها متاهة تكريس الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية القائمة.. إنها المتاهة "السحرية" لإعادة إنتاج المعاناة و"الزعيق" الشكلي وغير المؤثر...

لنكن إيجابيين ولو مرة واحدة في عمرنا..

احذروا العدالة..

احذروا العدل 

احذروا الإحسان

احذروا الأصالة

احذروا المعاصرة

احذروا الحرية

احذروا الديمقراطية

احذروا الاشتراكية

وسيقول قائل، احذروا الكل..

نعم، صحيح.. لنحذر الكل، ولنحتكم للممارسة والاستمرارية..

لنتذكر مناضلين رموزا، قدموا الغالي والنفيس.. لكن خواتمهم (الأمور بخواتمها) كانت مأساوية..

صحيح، لنكن حذرين مع أنفسنا ومع غيرنا.. فقضية شعبنا أولا وأخيرا.. ومن يتستر عن "عشيرته" باسم "الرفاقية" ليس مناضلا، ولا يستحق الاحترام. 

نحن مع المناضل مناضلا، وليس اسما تافها أو مرتزقا أو منبطحا..

لنكن مناضلين دوما وأبدا، الأمس واليوم والغد، وحتى آخر رمق.. فما عاش غير الشهداء والمناضلين الحقيقيين، "عمال وفلاحين وطلبة، دقت ساعتنا وابتداينا" (فؤاد نجم والشيخ إمام)...

لنكن مناضلين عظماء داخل السجون وخارجها، وفوق الأرض وتحتها.. فلا يستجدي أو يستعطف غير الجبناء..

بئس الجبناء..

نحن مع "الصح" (ما يدوم غير الصح).. 

نحن اشتراكيون بالمضمون العلمي للكلمة وما يستتبعها من ديكتاتورية البروليتاريا وشيوعية...

نحن "عدميون" بلغة المرتدين والانتهازيين والرجعيين..

بئس المُرتدين ولو كانوا أبطالا أو فقط حالمين بورجوازيين في زمن ما، في زمن غابر/عابر..

بئس الأيقونات المُزيفات والمُتشبهات والمُتشبهين على قياس "شُبه/شُبهت لهم"..

بئس "المُتحورين/المُتحورات" بلغة زمن "كورونا" الفاضح/الجديد والمفضوح/المتجدد...

بئس "المتحورين/المتحورات" بلغة كل الأزمنة..

بئس المنظرين للخيانة والتواطؤ والانبطاح، رموز الرجعية الشوفينية والظلامية..

لننخرط في الصراع (أقصد الصراع الطبقي) من أبوابه الواسعة، مُناصرين للطبقة العاملة وحلفائها، الطبقة الثورية حتى النهاية؛ ضد البورجوازية الكبيرة، الكومبرادور والملاكين العقاريين، وأذيالها..

لنُناهض/نُقاوم الرجعية والصهيونية والامبريالية..

لنبدأ/نتعلم، حيث المُبتدأ والخبر أيضا...

ملاحظة: صورتا الشهيدين الدريدي وبلهواري عنوان وفاء لعهد في الزنزانة رقم واحد بسجن بولمهارز بمراكش سنة 1984..





شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق