إن الأمر، أولا وأخيرا، لا يعدو كونه ممارسة سياسية تضفي المشروعية على لعبة عبثية وبدون مصداقية و"تنفخ" أرصدة البيروقراطية وترفع قيمة أسهمها في بورصة استغلال واضطهاد أبناء شعبنا. فأساليب النظام القائم مفضوحة، وهذه الآلية "الديمقراطية" تسعى الى التدجين وتسويق الأوهام. ويؤلمنا أن "تنطلي" هذه "الحيلة" المكشوفة على الكثير من المناضلين الذين نحترمهم. إن صناديق الاقتراع واحدة، وإن تعددت ألوانها ومسمياتها...
نسمع أن الانخراط في هذه "اللعبة" يسمح بالتواصل مع الشغيلة والإنصات اليها والدفاع عن مصالحها، وأكثر من ذلك يعد فرصة "لاستقطابها" (تأطيرها وتنظيمها) وهلم جرا...
لنطرح هنا سؤالين اثنين فقط:
السؤال الأول: أليس "منطق" التواصل والإنصات والحماية و(...) هو نفسه "المنطق" المعتمد من طرف القوى السياسية، ومنها من يدعي "الديمقراطية" و"اليسارية"، التي تشارك وتدعو الى المشاركة في "اللعبة الديمقراطية" في ظل الدستور الممنوح والقوانين المجحفة والإملاءات الامبريالية التي تعمق تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لأوسع الجماهير الشعبية، وخاصة الطبقة العاملة، وأمام اكتظاظ السجون بالمعتقلين السياسيين؟
السؤال الثاني: ماذا عن حصيلة تزكية التجربة السابقة والانخراط فيها، من حيث التنظيم والتأطير وصيانة المكتسبات الثابتة وانتزاع أخرى؟
يبدو للعيان أن العجز عن خوض غمار الحملة الانتخابية الكبيرة الى جانب الحيتان الضخمة (التمويل التعجيزي) يقود الى خوض غمار الحملة الانتخابية الصغيرة الى جانب الحيتان الهزيلة (كابايلا وسْردين وشْرْن...).
"اللّي فْراس جْمل، فْراس جْمّالة"...
حذاري، النظام يدجن ويستقطب، ترهيبا وترغيبا وتكريسا لهيمنته وسيطرته الطبقية...
لنستيقظ جميعا... الصراع الطبقي مرآتنا...
بناء الذات المناضلة، الذات الثورية مهمتنا الأولى الى جانب العمال والفلاحين الفراء...