15‏/02‏/2022

حسن أحراث// تخليد ذكرى انتفاضة 20 فبراير أم ذكرى حركة 20 فبراير...؟


إنها الذكرى الحادية عشرة (20 فبراير 2011). نعم، لكن أي ذكرى؟

إننا كما نُحيي ونُخلد كافة المحطات النضالية لشعبنا، ومنها بالخصوص الانتفاضات الشعبية، نحيي ونخلد انتفاضة (أُلح، انتفاضة) 20 فبراير 2011 البطولية في ذكراها الحادية عشرة ونُمجد شهداءها ونشد على أيدي أبطالها ممن ذاقوا الاعتقال والتشريد والتضييق. والحديث عن الانتفاضة المشهودة كما باقي الانتفاضات الشعبية يهم ما قبلها وما بعدها. إننا معنيون بسيرورة هذه الأشكال النضالية المتقدمة وصلة بعضها ببعض في خضم الصراع الطبقي (العُرس العمالي) الذي لا ينتهي. إن الانتفاضات الشعبية لا تنبع من الفراغ أو تسقط من "السماء"، خاصة وتفاقُم التردي الاقتصادي والاجتماعي بعنوانه العريض "الارتفاع الصاروخي في أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية والمحروقات وتدهور الخدمات الاجتماعية..." واستمرار الاعتقال السياسي والمحاكمات الصورية والتهم المفبركة... إنها الملاحم الخالدة والصور النضالية لكفاح بنات وأبناء شعبنا وتضحياته وإبداعاته من أجل كرامته وتحرره وانعتاقه..

إننا نخلد الذكرى الحادية عشرة لانتفاضة 20 فبراير 2011، وليس شيئا آخرا بديلا عنها للتمويه والتضليل، أي "حركة 20 فبراير". إنه خط فاصل بين "الانتفاضة" و"الحركة"، خاصة وأن الأمر يحتاج الى نقاش وتقييم عميقين، واستحضارا للدور التخريبي للقوى الظلامية في صفوف "الحركة".

 فماذا قدمت ما يسمى "حركة 20 فبراير" بمجلس "دعمها" الهجين الذي جمع ما لا يُجمع (حوالي مئة حزب ونقابة وجمعية...) وقتل شعارات المرحلة كما بتونس ومصر، مقارنة بانتفاضة 20 فبراير بالمغرب وتضحيات شهدائها ومعتقليها ومشرديها...؟؟!!

إنه بدل الدعوة الى تخليد ذكرى "حركة" 20 فبراير، يجب مساءلة/محاكمة هذه "الحركة" و"زعمائها" و"شبابها" المتورطين في تلطيف الأجواء وتهدئتها (تبراد الطرح، كما جاء على لسان نادية ياسين، نجلة عبد السلام ياسين)...

تبخر "مجلس الدعم" دون تقييم أو محاسبة، كما تبخرت مجالس أخرى وتنسيقيات وجبهات ولجن.. والخطير، ميلاد جبهات جديدة ولجن جديدة وتحالفات جديدة، دون نتائج تُذكر أو إضافات ملموسة... 

إن السؤال المؤرق بالنسبة الينا هو كيف نتقدم في تخليد المحطات الكفاحية لبنات وأبناء شعبنا وجعلها نبراسا يساهم في تطوير أساليبنا النضالية بما يُعجل بإنجاز الأهداف السياسية لهذه المحطات، أي التغيير الجذري، وللدقة الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية.

فكم يُخجلنا العجز عن الرقي الى مستوى التخليد المناسب لهذه الإنجازات البطولية!! وكم يُسعدنا في نفس الآن (أضعف الواجب) الاعتراف بها وتثمينها وصيانتها كذاكرة حية ومُحفزة تُلهمنا والأجيال القادمة وتحثنا على مواصلة معركة مستقبل شعبنا وفي مقدمته الطبقة العاملة، الطبقة الثورية حتى النهاية..

قد يُطرح سؤال مشروع: ماذا قدمتم أو تقدمون في هذه المحطة أو في المحطات الأخرى؟

بتواضع ثوري، وللحقيقة، لم نُقدم الشيء الكثير في ظل إجرام النظام القائم وتخاذل الأحزاب السياسية وتواطؤ القيادات النقابية والجمعوية. ونُعاهد رفاقنا والمناضلين وشهداء شعبنا على مواصلة المسير في درب الثورة المغربية بكل ما يستدعيه الأمر من تكلُفة، وبارتباط بالدرجة الأولى ببناء الذات المناضلة، أي الأداة الثورية، "تحت نيران العدو". لكننا، وهو ما يجب الانتباه اليه بقوة وأخذه بعين الاعتبار، نتصدى بفخر واعتزاز لكل مؤامرات الطمس والتشويه التي تستهدف تضحيات شعبنا بعماله وفلاحيه الفقراء وأوسع الجماهير الشعبية المضطهدة من طلبة ومعطلين ومشردين...

إننا بهذه الكلمات البسيطة في شكلها والمُعبرة في مضمونها التي تضع النقط على حروفها الصحيحة بصدق نضالي نادر (ضمير مرحلة تاريخية صعبة وإنذار منعطف تاريخي فارق) نفضح المتاجرين برصيد شعبنا والمتعاونين مع النظام لقتل الأصوات الجريئة التي تصدح بالحقيقة أو على الأقل محاصرتها وعزلها وتهميشها. إننا نكشف مخططات المتواطئين، سياسيا ونقابيا وجمعويا، الذين يطعنون في الصميم إنجازات أبناء وبنات شعبنا.. 

لندعُ الى تخليد ذكرى انتفاضة 20 فبراير 2011 المجيدة (أُلح، انتفاضة 20 فبراير 2011). ومن حق الجميع، التداول فيما يراه مهما ومناسبا حسب تقديره السياسي الإصلاحي (الانتهازي) أو الثوري ومصالحه الطبقية. لكن أن نطمس "الانتفاضة" ونُبرز "الحركة"، ففي ذلك "إن" اللعينة...




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق