2022/03/08

زينة أوبيهي // اليوم العالمي للمرأة (08 مارس): أين المرأة؟


أين المرأة؟

إنه سؤال مرحلة جديدة ومتجددة، مرحلة "هيمنة" رجعية وصهيونية وامبريالية ضاغطة، ومرحلة مقاومة وطنية وديمقراطية وشعبية من أجل تحرر وانعتاق الشعوب المضطهدة بقيادة الطبقة العاملة. وشعبنا الفلسطيني بنسائه ورجاله نموذجنا في الصمود والتحدي. وكذلك شعبنا المغربي المكافح، بنسائه ورجاله، يعلمنا "آيات" النهوض المبدع من أجل غدنا المشرق...

أليست لديهم أعين أو آذان أو قلوب وعقول، رفاقي ورفيقاتي...؟

 أيريدون سجن المرأة في أقبية الزمن الغابر أو في جلباب الرجل "الشرقي" المريض...؟ 

توجد المرأة بكل مكان. توجد بالمنزل وخارج المنزل، توجد بالمعمل/المصنع، توجد بالحقل، توجد بالجامعة، توجد بالروض، توجد بالشارع، توجد بالسجن، توجد على خشبة المسرح والسينما وعلى موائد مختلف وسائل الإعلام والثقافة، توجد بالسماء كما توجد بالأرض، توجد واقعا وافتراضا، توجد معك (الى جانبك) وتوجد ضدك...

المرأة اليوم لم تعد جسدا فقط أو مربية أطفال أو "بطلة" المطبخ، المرأة ليست دمية بعد الآن...

المرأة لا تعني الجمال ولا ترمز الى العاطفة والنعومة دائما، كما لا تعني الضعف دائما أو الخشونة أو القبح...

انتهى زمن التمييز والتشييء...

انتهى زمن الشفقة المبتذلة والتعاطف المزيف أو حتى الإيثار...

لسنا، كنساء، وخاصة كمناضلات، في حاجة الى "أياديكم" الخشنة، أي الى حمايتكم. لسنا أيادي/أجساد ناعمة، أي ضعيفة، بعد الآن وكما تعتقدون... 

"أينما وليت وجهك" الآن تجد المرأة، المناضلة الثورية، المرأة القوية والضعيفة، الطيبة والشريرة، العفيفة والفاسقة (معذرة على "إقحام" القاموس الأخلاقي). تماما كما الرجل، المناضل الثوري حقيقة، الرجل القوي والضعيف، الطيب والشرير، العفيف والفاسق. تجد المرأة بالبار وبالمقهى وبالمطعم وبالشاطئ وبالمسجد... لا يمكن أن تفتح عينيك دون أن ترى المرأة... 

هنيئا للمرأة، وخاصة المرأة المناضلة (العاملة والفلاحة والطالبة والمعطلة والمشردة...) التي يهمها تحرر شعبها وانعتاقه تحت قيادة الطبقة العاملة وتنظيمها الثوري. والحال أن الرجل كذلك، مما يفرض مراجعة فكرة "اليوم العالمي للمرأة"، إلا إذا صار مقبولا أو واقعا تخليد "اليوم العالمي للرجل"... 

ليس في الأمر تنافسا مع الرجل أو تجاوزا رجعيا أو إهانة، بل دعوة للإقرار الفعلي بالمساواة، فلا تحرر للمرأة دون تحرر الرجل (تحرر المرأة رهين بتحررها والرجل معا، أي تحرر المجتمع)، إنها المعاناة الواحدة رفاقي ورفيقاتي. ولعل "اجتهاد" ما يسمى ب"التمييز الإيجابي" البورجوازي، أي اعتماد "الكوطا النسائية" يكرس دونية المرأة ويقلص "هامش" إبداعها ونضالها وتضحيتها. وآن أوان حذفه من القاموس النضالي... فلا معنى بعد الآن أن "يمنح" أحد (كيفما كان ومن أي موقع) للمرأة ريعا يهينها ويبوؤها مكانة قد لا تستحقها. إن المرأة أجدر باحترامنا وتقديرنا، إنها أقدر على انتزاع حقوقها وصيانة كرامتها والدفاع عن نفسها وعن الرجل أيضا...

أليست الشهيدة سعيدة المنبهي الماركسية اللينينية (الاشتراكية/الشيوعية) أجرأ من الجرأة...؟

أليست تضحية الشهيدة سعيدة هي عينها تضحية الشهيد زروال ورحال وباقي رفاقها بالأمس واليوم...؟

أليست الشهيدة زبيدة خليفة أشجع من الشجاعة...؟

أليست نجية أدايا صورة من صور التضحية من أجلنا...؟

أليست إفلين السرفاتي أقوى من الجلاد (الرجل) الجبان...؟ 

أليست أمهات الشهداء أيقونات فاضحة لأيقونات زمننا الموبوء المزيفة...؟

من التفت أو يلتفت اليوم (بنسبية) الى إنجازات وتضحيات أمهات ورفيقات وأخوات وطفلات المعتقلين السياسيين...؟

هل يكفي تنظيم الوقفات تلو الوقفات هنا أو هناك احتفاء ب"اليوم العالمي للمرأة"...؟

هل يكفي نشر المقالات والتعليقات الممجدة للمرأة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، كما أفعل أنا الآن (بكامل الاعتذار)...؟

هل يكفي ويكفي...؟

لا يكفي بدون شك، دون الإقرار الفعلي، أي على أرض الواقع، بالمساواة. والبداية برفض ما يسمى ب"التمييز الإيجابي" (الكوطا النسائية)، والاعتراف برمزية "اليوم العالمي للمرأة" احتراما لتضحيات نساء العالم، وليس قدرا مفروضا على المرأة...

أين المرأة...؟

نعم، المرأة المناضلة موجودة، من أجل جميع النساء وجميع الرجال، بل من أجل شعب بكامل نسائه ورجاله وشبابه وشيوخه. 

إنها قضية طبقية في آخر المطاف...

وهنا يسعدني ويشرفني تقاسم عمل نضالي للرفيقة نعيمة البحاري بمناسبة هذا اليوم (08 مارس) الذي يسمى "اليوم العالمي للمرأة":

" كلارا زتكين في اليوم الأممي للمرأة

كلارا زتكين انت عنوان 8 مارس الحقيقي

من لا يعرف كلارا لا يعرف تاريخ حركة النساء العاملات، ولا يعرف معنى 8 مارس ولا يعرف معنى اليوم الأممي للمرأة، ولا يعرف معنى تحرر المرأة..

كلارا رفيقة العمال في كل مكان

كلارا رفيقة النساء، كل نساء الكون

كلارا رفيقة الثوار

 كلارا رمز التحرر..

كلارا يا رفيقة، أي ثقل هذا من تاريخ خلفت، واي مشعل هذا، واي توهج هذا منذ 8 مارس 1910.. 

كلارا ورفيقاتها ورفاقها صنعوا 8 مارس واسسوه، ورسموا خطه، خط التحرر والانعتاق. لم يقبلوا الظلام، لم يكن نضالهم في الصالونات، كانوا ضد الظلام والظلاميين، كانوا ضد الاستغلال، كانوا ضد الرأسمالية.. اختاروا التضحية من أجل صنع المساواة بين النساء والرجال وبين كل البشر لبتر استغلال الإنسان لأخيه الإنسان وإزالة الاضطهاد الطبقي والجنسي من كل مكان على هذا الكوكب الجميل.

كان ظلاميو زمانك، يا كلارا، يا رفيقة النساء والعمال، يعتبرونكم انت ورفيقاتك ورفاقك مجنونون، واعداء، لأنكم كنتم ترون الأشياء بشكل مختلف وتخالفون قواعدهم وقوانينهم، ولم تخضعوا لإرادتهم، ولا قبلتم بأوضاعهم، ولم تساوموا، ولم تتاجروا في التضحيات، ولم تصمتوا على الظلم.. ولم يجدوا من سلاح لوقف زحفكم سوى القتل، والدبح، والشنق، والسجون، والتشويه..، ولا زالوا يقتلون ويشنقون ويسجنون، ويشوهون،..

يا رفيقة النساء 

يا رفيقة العمال

يا رفيقة الثوار

يا رفيقة الامميين

يا كلارا

كل مارس نتذكرك، يتذكرك التاريخ الحقيقي، يتذكرك الثوار.. وبالمناسبة نخبرك ان الورود اغتصبت، وتغتصب، وانها تقطف وتداس..، 

اقتلعت روزا هناك وسعيدة هنا وبين سعيدة وروزا وبعدهما بترت حدائق من انوار شعبك، وشعبنا، وشعوب عدة وعلى رأسها شعب فلسطين الصامد بنسائه وأطفاله ورجاله وشيوخه.. ولازال الظلام يصرخ.. يقتل ويصرخ.. يغتصب ويصرخ..، يصرخ في المناسبات ويقتل المناسبات، يصرخ في فاتح ماي، ويقتل الحركة العمالية، ويقتل العمال، يصرخ في 8 مارس، ويقتل تاريخ الحركة النسائية، ويقتل المرأة،.. يبيح كل شيء ويحرم كل شيء.. ينتقي التاريخ، ويقتل التاريخ..، ويصرخ ويقتل لحد السعار لأنه عاجز عن إيقاف ما زرعتموه انت ورفاقك ورفيقاتك من عشب يزهر في كل الفصول..

الصورة هي ل"كلارا زتكين" المناضلة الأممية، الألمانية الاصول، التي انجبتها وسقلتها الحركة الاشتراكية وحركة النساء العاملات.. وهي أول مناضلة اقترحت فكرة تخليد 8 مارس كيوم أممي للمرأة".

المجد والخلود للشهيدات سعيدة وزبيدة وأدايا، وكافة شهيدات شعبنا المنسيات...

المجد والخلود لكافة شهداء شعبنا...

الحرية الفورية لكافة المعتقلين السياسيين، وبدون استثناء...

كل التضامن مع المعتقلين السياسيين وعائلاتهم...

كل التضامن مع كافة ضحايا القمع السياسي السابقين واللاحقين...




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق