27‏/07‏/2023

نعيمة البحاري // خميس آيت عميرة: اسم على مسمع الشياطين ... ازيد من ثمانين يوما والصراخ يتواصل


سوس ماسة منطقة الشرايين الخضراء الممدودة عبر البحر للضفة الاخرى لتتراكم النعم في مراكز الرأسمال الاستعماري ولا تبق منها سوى مجرى النفايات..

ماتزال هذه المنطقة، منذ الاستقلال الشكلي، تمارس دور الخادمة، وهي تعمل على تلبية حاجيات الضفة الاخرى للبحر الابيض المتوسط من الخضر والفواكه.. خادمة لمن اختصوا في الربح والرفاهية من قوى الاستعمار وعملائهم المحليين..

كل شيء يتحول عبر البحر إلى الرأسمالية الاستعمارية.. تتمركز الفوائد هناك ويتمركز الشقاء والفقر هنا.. فالمهمة المسنودة للكادح هنا هو أن يكون في الخدمة لتوفير الأمن الغذائي لبلدان الاستعمار.. 

يربحون كل شيء هناك لأننا نخسر هنا كل شيء..

فتاريخ الكدح في المنطقة يوازيه تاريخ غنى العملاء والمعمرين.. فما تنتجه جهود العمال الزراعيين من ثروة يتولد عنها الفقر.. وكلما زاد إنتاجهم للثروة كلما زاد وتعمق فقرهم.. وزاد البؤس أكثر واكثر،.. وزادت الاوحال والقادورات والنفايات في مدنهم.. وقد اقول ثروة المنطقة بسواعد الكادحين، خلفت لها الفقر والاوساخ..

هنا في هذه المنطقة مدينة عمالية بامتياز اسمها "خميس آيت عميرة"..

هنا، ب"خميس آيت عميرة"، يعيش السكان حالة حرب دون هلع.. 

هنا الخراب ومخلفات الدمار دون طلقات المدافع.. 

الأكياس تلف المدينة،.. 

لا زجاج على الواجهات ولا على النوافذ، 

كل شيء متروك للعراء، 

كل الخدوش مستمرة، 

كل شيء فيها يشيخ، 

أطفال وشباب، وبيوت وآثاث، شوارع وأزقة،.. 

كل شيء يحكي البؤس والظلم وكوابيس الموت،.. وأسرار عدة مدفونة في تنهيدات الأمهات العاملات وسط سموم المبيدات، 

وأخرى في شقوق الجدران..  

مدينة غادرتها الاحلام.. 

منظرها مقسوم على تنوع النفايات، 

وكأنها لوحة لفنان يهوى ألوان الجفاف المستخلصة من حروق الشمس.. 

هل اسمك يا "خميس آيت عميرة" على مسمع الشياطين.. أم أرادوك معلمة على جرف النفايات؟! 

هل تتنكر السفن لثرواتك المستخلصة من دماء أبنائك البؤساء والمحمولة لاغناء من غرسوا انيابهم في وطننا..

لماذا أسندت الخسارة لمن ينتج في وطنه، وينعم بالربح من باعوا البلد؟!..

يا تجار المآسي.. 

يا منافقون.. 

تذلون حياة العمال والعاملات، 

تذلون حياة مدينة عن آخرها بعد أن بعتم الوطن..

نعلم أنكم معجبون بأنفسكم،

بتجارتكم، 

باجرامكم،

وانكم راضون بما تجعلونه من شعبنا ومن عمالنا.. 

ونعرف أنكم تنتشون، جماعة، بجعل الكادحين جزء من النفايات،.. لنموذج حياة أقل من البشر،.. 

إن شعبنا لن يصمت،

إن شعبنا سيصرخ كما صرخ ويصرخ اليوم وغدا..

إن شعبنا يصرخ هنا وهناك اليوم.

يصرخ ب"مكناس" اليوم..

يصرخ ب"خميس آيت عميرة" اليوم.. ويناشد كل من يريد أن يعيش كإنسان في هذه المدينة، أن يخرج للشوارع، وأن يصرخ، ويصرخ لحد أن يتحول نزيف شفاهه إلى أصوات يفسد الظلم والطغيان،.. ويشعل النيران في الفساد.. 

فكل من يريد العيش كانسان في هذا الوطن يجب عليه أن يخرج الى الشوارع ويصرخ ولا يتراجع إلى الوراء.. هذا إن كنا نريد ان نتذكر الاطفال وننظر إليهم، غدا، يلعبون في هذا الوطن، كأبسط حلم، فلا يجب أن نترك لقرص الشمس فرصة الغروب دون احتجاج..   

لا خيار عن التضحية إن كنا نريد العيش حياة إنسان هنا على هذه الأرض..





شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق