شهدت معركة عاملات وعمال سيكوميك مكناس في الآونة الأخيرة مجموعة من
أمام الصمود البطولي من طرف عاملات وعمال سيكوميك، والنفس الطويل، وبدعم ومساندة كل المناضلين والمناضلات المبدءيين، انكشف العديد من الاعداء المتسترين والمختفين، لم يبقى امامهم غير الانتقال إلى الأسلوب الذي يحترفونه، ويعرفون كيف يهندسون له، وذلك عبر محورة المعركة من مواجهة أعدائها الحقيقيين ووضعها في مسار التدمير الذاتي من اجل النيل منها، ومن تم القضاء عليها بشكل نهائي.
وهي المعركة التي لم تنكسر امام التجاهل التام منذ بدايتها، ولم تستسلم امام كل اساليب التهديد كالقمع والاعتقال وفبركة الملفات الجاهزة كالعادة .
كذلك واعتبارا للمسار النضالي الذي دشنه المعتصمون، ومدة الاعتصام الطويلة والتي تجاوزت السنتين، وتصاعد حدة التظاهرات والمسيرات التي عرفتها المدينة والتي لم تتوقف لحدود الان، وهي في تصاعد وتطور مستمر، ويتمثل ذلك في الحضور المتميز لعاملات وعمال سيكوميك في كافة الأشكال النضالية التي شهدتها المدينة؛ حضور متميز ومؤثر على صعيد الشكل والمضمون؛ تطور ملحوظ في الوعي السياسي والنضالي لدى العمال في فهم معاناتهم كجزء لا يتجزء من معاناة وآلام الطبقة العاملة، وعموم الطبقات الشعبية الكادحة.
ان التاثير الإيجابي الذي مارسته المعركة سواء بدورها البارز على صعيد الاتحاد المحلي، ونضالات الطبقة العاملة ، وسواء الحضور المؤثر في كل المناسبات والاشكال النضالية من داخل النقابة ، فبدون مبالغة ،يمكن القول بأنه طيلة هذه المدة قد ظلت الوقود الذي يعتمد عليه الاتحاد المحلي في انجاح أشكاله وضمان استمراريته.
وبالمناسبة نسجل للتاريخ أن حضور عمال وعاملات سيكوميك القوي في كافة الأنشطة والاشكال النضالية التي عرفتها، وتعرفها المدينة، ابرزها التضامن مع الشعب الفلسطيني ومناهضة التطبيع، مناهضة غلاء الاسعار، ذكرى الإنتفاضات الشعبية ، والنضال من اجل اطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وما يمكن ان نسجله هنا هو انه في الوقت الذي يتخلف فيه الاتحاد المحلي عن الحضور في أغلب هذه المناسبات بالرغم من انه ممثلا داخل مجموعة من الاطارات والجهات الداعية إلى هذه التظاهرات ،بمعنى ان الحضور في هذه الأشكال النضالية كان قرارا من طرف العاملات والعمال ومكتبهم النقابي، وكان ضد إرادة وقرار الاتحاد المحلي، وضد قرار المركزية النقابة.
فكل متتبع لتطورات المعركة وامام هذا المسار النوعي الذي ميزها كان على وعي بان هناك شيئا ما يحاك من طرف الاتحاد المحلي لإيقاف هذا المسار الذي اصبح ينحو نحو تحطيم حواجز ومؤامرات قيادة الاتحاد المحلي، وخاصة فيما يتعلق برسم الخط النضالي الذي يجب اتخاده. بالنسبة للاتحاد المحلي كانت المعركة مجرد وقود لاستمراره، اي تاثيث بيته الداخلي كالعادة والتغطية على ازماته وازمة المركزية النقابية.
-اعتبار المعركة مجرد وسيلة ضغط في الحوارات والمفاوضات لتحقيق رهاناتهم من داخل الموسسات الرسمية(تحسين موقعه فيما يسمى بالحوار الاجتماعي).
هذا الرهان اصطدم مع رهان العاملات والعمال باعتبار معركتهم هي معركة مصيرية تتعلق بوجودهم و وجود عائلاتهم.
فالاختلافات، بل والتناقضات، اصبحت جد واضحة مابين مسار المعركة الذي يراهن على القوة الفعلية للعمال وابناء الشعب المغربي، وما بين رهان الاتحاد المحلي في صيانة وتحقيق مصالحه الخاصة ومصالح القيادة بشكل عام بما هي خدمة مصالح اصحاب الرساميل ومناهضة مصالح العمال، وخاصة إذا استحضرنا ان مسلسل الحوارات لم يتوقف مابين الاتحاد المحلي والجهات الرسمية طيلة هذا المسار، والتي تبقى نتائجها في أغلب الأحيان سرية ولا يضطلع عليها الا من هم في القيادة واسيادهم.
لكن عجلة التصعيد كانت تسحق كل متآمر وتخرج كل ما تم رسمه والتخطيط له للعلن.
فكل تصعيد واستمرار للمعركة هو اقتراب في الآن نفسه من سحق كل متخاذل ومتآمر على مصالح العاملات والعمال.
وامام عجز الاتحاد المحلي في فرض تصوره للمعركة، التصور التجاري المشهود له في تجارب البيروقراطية النقابية، التجا في الاخير للقرار المشؤوم المتمثل في طرد المكتب النقابي لعاملات وعمال سيكوميك من الاتحاد المحلي تحت مبررات واهية، ولا تمس جوهر الحقيقة، او لنقل التغطية عليها قصد تدميرها وإعادة السيطرة الكلية عليها.
فقرار طرد المكتب النقابي لعاملات وعمال سيكوميك هو طرد واستهداف العاملات والعمال، حيث تم استخدام المكتب النقابي كوسيلة من اجل الوصول الى القضاء على المعركة، وفي الأخير خدمة مكشوفة للعدو عن وعي وبترتيب محكم ومضبوط.
فالمهم هنا هو الدفاع والتضامن مع معركة العاملات والعمال وصيانة معركتهم، وصيانة هذا المسار الذي رسموه بمعاناتهم وبصمودهم البطولي.
ان معركة العمال قد راكمت ما يكفي من التجارب من اجل مواجهة هذا الاستهداف الذي يحقق أهداف ومصالح الاعداء، اي اعداء المعركة، فهذه المعركة هي تجربة حقيقية في الصمود والتضحية، هي تجربة غنية بدروسها في مواجهة كافة العراقيل والصعوبات الموضوعة امامها، وكذلك احباط كل المؤامرات التي تحاك ضدها، هي درس كل مضطهد ومستغل في مواجهة اعداءه، هي واحدة من التجارب العمالية التي تحطمت عليها مؤامرات البيروقراطية، هذا الامر تمثل في الجواب الذي قدمته المعركة بالرد على قرار الطرد بالاعتصام والمبيت الليلي من داخل مقر الاتحاد المحلي وخارجه كرد على قرار الطرد، وبالاحتفاظ ايضا بالاعتصام قائما من داخل مقر الشركة. ليتأكد من جديد أن مواجهة العدو لا ينفصل عن مواجهة البيروقراطية.
فالمعركة كما هي في مواجهة الباطرونا من داخل الشركة، فهي ايضا في مواجهة الاستهداف من طرف المقربين من داخل الاتحاد المحلي، وامام هذا التصعيد من طرف العمال في الدفاع عن انفسهم، والدفاع عن النقابة التي تخدم مصالحهم وتعبر عنها، وليست نقابة تستخدمهم لنيل مصالح واغراض قلة نافذة مسيطرة على الأجهزة.
ان التطور الاخير هو تطور لافت في مسار المعركة وهو ما يتضح من خلال الهروب الذي لجأ اليه الاتحاد المحلي وكتابه العام بوخلفة بوشتى حيث لم يعودوا قادرين على الدخول الى المقر، وحسب اخبار تروج من موقع الاعتصام، فقد التجا هذا الاخير، أي الكاتب العام للاتحاد المحلي، الى رفع دعوى قضائيه ضد المعتصمين واتهامهم بالهجوم على المقر واقتحامه واحتلاله، وهي مصطلحات وتعابير مستلهمة من القاموس العسكري من اجل إدانة العمال والقضاء عليهم. فقد اصبح الاتحاد المحلي من خلال هذا التموقع والدور الذي يلعبه يثبت اصطفافه المكشوف لجانب عدو العمال بمثابة وكل من ساهم ويساهم في تشريدهم.
هناك نقطة أخرى توجب الإشارة إليها والمتمثلة في زيارة كاتب المكتب النقابي لعاملات سيكوميك ومعه بعض قيادات النقابة في قطاعات أخرى للمكتب المركزي حيث تم ابلاغهم بالاوضاع التي تعرفها المعركة خاصة القرار الاخير القاضي بطردهم من النقابة، وتمثل رد القيادة المركزية بأنها ستقوم بزيارة إلى مكناس قصد التدخل، هذا الامر لم يتم لحد الساعة ، حيت لا زال الاعتصام مستمرا في موقعين مختلفين، من داخل مقر الشركة المنهوبة من اصحابها الحقيقيين، وكذلك من داخل وامام مقر الاتحاد المحلي لاسترجاعه، وليس فقط للعودة إليه كما كان سابقا.
ويبقى الدعم والمساندة واجبا نضاليا من طرف كل مناضل ومناضلة بالمساهمة المبدئية والجادة للدفع بالمعركة الى الأمام لتحقيق اهدافها المرسومة.
ودعم هذا المسار ،هو دعم ايضا لكل التضحيات التي تصب في محاربة البيروقراطية، وجه النظام في الهياكل وكل الاطارات العمالية والجماهيرية.
عن مناضلين متتبعين للمعركة