23‏/05‏/2024

البحاري نعيمة// مرة أخرى معركة الرفيق مصطفى معهود...نجمة حمراء تحترق هناك، وأشياء أخرى

 

من صحراء الشرق وعلى الضفة اليسرى لواد زيز زحف الظلام على الارض واكتسحت سماءها سحابة ممزقة، مصبوغة بالدم، وبقيت نجمة كنقطة حمراء في الأفق تأبه

السقوط والاختفاء، وهي تسلط شعاعها على مساحة من الحقائق، ومن الظلم والفساد..
 ليس هناك احقر بشر من أولئك الذين يرون لمآسي الناس، ولاحتياجات بلادهم، وسيلة لإرضاء غرورهم أو الاستحواد على الثروة.
إن استعباد البشر هو حزن عظيم للعالم وليس فخرا،..

فكم يكون الحقد أعمق، والمرارة اقوى، حين يرقص النقابي والسياسي على الجراح، وينتشي بالاحزان..
أن يموت الإنسان حرا وترافقه إلى قبره أعلام الأحرار وباقات الأزهار من أيادي من يقاومون، خير له من أن يحيى الخضوع وله سيد يعبده.
فتحية لواحد من نجوم بلادي في عمق جبال الأطلس الكبير، أحفاد رجال ملاحم المقاومة في معركته البطولية لكشف الحقيقة وتعرية المزيفين باختياره الشارع و"الكاشة"..
ستبقى "كاشة" الرفيق معهود، في فترة التردي السياسي والنقابي، واحدة من زناد المقاومة الذاتية وشعلة تحريك الضمير الحي في أبناء شعبنا..
في الميدان الذي اختاره الرفيق مصطفى معهود ليكون ساحة للمعركة ضد الظلم، وقف وهو على أعتاب تحطيم عشرين يوما من الإضراب عن الطعام، وعيناه متعبتان مليئتان بالانفعال والأمل، ثابتتان كانه قد خاض تجارب كل المآسي. وكأنه صعد على سلم الألم والألم في هدوء وتفهم، يتحدث كمن اعتاد أن يطوي همومه الكبيرة داخله ويتحدى ويقاوم لخلق الأمل، وهو جاعل من نفسه حصنا لنفسه، بحيث لا تقتحمه الهموم إلا إذا ظهرت على وجهه.
فرباطة الجأش فضيلة والثقة في النفس سلاح للصمود والتحدي..
فإذا وصفوك بالمجنون، أيها الرفيق، فليكن، فلا تنتظر شهادة من الظالم  بصدق طريق المظلوم او ان يقر بحقه دون خوض الصراع الضاري..  


 في كل موسم دراسي ببلادنا يتواصل حريق رئة المعرفة. إنها الظاهرة التي لا وجود لمثيلها عبر العصور..

الغش في حقول المعرفة حريق، الفساد في مؤسسات المعرفة حريق، الظلم في مؤسسات المعرفة حريق،.. ظلم رجل المعرفة حريق، منع طفل من التعليم حريق، طرد طالب المعرفة حريق، تشريد حامل شهادة المعرفة حريق.. كل ما يمنع الوصول للحقيقة وتطوير انتاجها أو قولها أو طمسها هي حرائق.. حرائق اليوم ودمار للغد وللمجتمع، وتضخيم للفقراء البائسين والمضطهدين، وللمرضى والضعفاء، واستسلام للأنانية والوحشية وأوغاد السلطة المتغطرسين، والظلاميين وتجار الإرهاب والعمالة والعنف والخداع.

وفي الجانب المقابل، الرافض للدمار، وللحرائق، حيث ينتصب من يختار ان يقول الحقيقة، ويقول لا في وجه أنصار الحرائق والدمار، وأن يكون مناضلا حقيقيا، وأن يرفض قول نعم للظلم، ولا لقبول العيش تحت القهر والاحتقار والبؤس،.. فهذا كافي لاعداء الانسانية ليكون لهم دائما سبب ليحاكموه، وليضطهدوه، ويحولون حياته إلى جحيم..

وربما يكون بروميثيوس المثال النادر للبطل المأساوي اليوناني قد فقد كبده كعقاب على النار التي أشعلها للإنسان، لكن إبيميثيوسيي اليوم يجعلون أكبادنا تنتفخ لأن الشعوب لم ترضخ بالرغم من سيطرتهم على كل ما انتجه، ووصله الإنسان من إنتاج مادي ومعرفي..
ولو انهم كثيرا ما يخفقون في اتقان أدوارهم لطمس الحقيقة، لكن دوما يستخرجون أسبابا لاستئناف اجرامهم، واحكامهم..
والاكيد ان كل الضربات، وكل المحن، هي ضرائب قول الحقيقة والدفاع عن الحق..

هل ممكن أن يهدأ دخان حرائق المعرفة، أو تخف الروائح الكريهة أو حتى تختفي من هذه المؤسسة أو تلك؟! الحرائق تحرق الادمغة من المهد الى اللحد، وروائح الفساد تخنقنا جميعا وتشلنا ليس فقط في المؤسسات، بل في كل المجالات وفي كل مفاصيل النظام المسلط على رقابنا..

في هذه الأرضية حيث سيطرت الوحشية المستمرة المثيرة للاشمئزاز والمهددة للحياة، مع المواقف الخشنة، والتسامح مع الشتائم المؤسسية، اتقن نظامها القائم على كواهلنا، الى حدود ما، حملة ضغط العقول والضمائر، واتقنت الاحزال دورها في الاشهار، لتندمج جماهير غفيرة من المواطنين في منطق المصالح غير المفهومة وتتمترس في طوابير الاحصاء. واليوم صار لدينا بالفعل النماذج الأولى للخديعة مع تفاصيل لمسرحية الدعم، وانتقل لافتتاح الصيف بهجمة مسعورة وجسيمة ضد الناس بعد انتهاء أكاذيب الربيع، مجددا القصف بسلاح الاسعار، بالموازاة مع الترتيبات لمسطرة تشمل التقاعد والاضراب لتكون مقدمة لعواصف في الخريف ..
فلا شيء في الأفق دون مقاومة،..

نضال الرفيق معهود مقاومة،..
نضال العمال الزراعيين بجهة سوس ماسة مقاومة،..
نضال عاملات وعمال سيكوميك بمكناس مقاومة،..
نضال المعطلين مقاومة،..
نضال ساكنة إملشيل مقاومة،..
والصمت لحظة المقاومة جريمة.
وكما قال شاعر الثورة الكوبية، وملهمها، جوزيه مارتي: "اذا لم نقاتل، دعونا على الأقل نتحلى باللياقة لاحترام أولئك الذين يفعلون ذلك.."

كل التضامن مع الرفيق مصطفى معهود في معركته البطولية..






شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق