مع إجرام النظام وما يرافقه من هموم كثيرة ومتراكمة ومع الأحلام المشوشة، وبؤس عميق يخيم على سكان الجبال والهضاب والسهول، او لنقل على أرض
بلدنا بأكملها، وحولها إلى مكان لا نهاية له من الموت، ومنفى للإنسان، من أجل ارباحهم ومن أجل النهب، دق الجرس الأول للعام الدراسي الجديد، وفتحت أبواب ما تبقى من المدارس العمومية واستقبلت ابتسامات بريئة لاطفال اغلبهم قادمون من بؤر البؤس والفقر. وايقظ أوجاعا جديدة في اوساط من انتشل منهم إجرام النظام كل شيء، وصادر من ابناءهم كأس شاي في الصباح، بعد ان صار كأس حليب في خبر كان، منذ زمان مضى. والذين زادت معاناتهم مع الأسلوب الجديد والإجرامي للرأسمالية في استغلال العمال، باعتمادها في التشغيل شركات المناولة التي اقتحم المعامل والمناجم ومؤسسات الخدمات وقطاع التعليم والصحة وتقذف بالعمال والمستخدمين خارجا متى شاءت واينما طلب منها.. معتمدة على اسلوب استغلال جديد اكثر اجراما بحيث صار بعامل واحد يقذفون بأكثر من عاملين الى الشارع وباثمنة اقل من الحد الادنى للأجور..
إنها نفسها الاوجاع التي جددت عندنا، نحن المرتبطون بالمدرسة العمومية مدرسين وأولياء التلاميذ ومثقفين ونقابيين وسياسيين معنيين فعلا بقضايا شعبنا، ونحن من لازالت المدرسة بالنسبة لنا مصدرا للمعرفة والإبداع والانجازات والبهجة ضدا على الأهداف المنصاعة لتوصيات ترمي لجعل المدرسة مصدرا لإنتاج الجهل والخرافة، وتكريس انتاج افواج من الخريجين لسوق العطالة لضرب المدرسة العمومية، مسؤولية محاربة كل الصعوبات برؤوس مرفوعة من أجل حق أبناء شعبنا في المدرسة العمومية، ومن أجل تعليم مجاني.. وهي التحديات التي تتفاقم باستمرار فإن كان تحدي الموسم الماضي (2023/2024) فرض علينا خوض معركة بطولية من أجل إسقاط ما سميناه ب"نظام المآسي" فهذا الموسم لا معركة ضرورية إذا لم نضم صوتنا للعمال المشردين في كل رقعة بلدنا ولاصواتهم المرفوعة من مكناس إلى مناجم بوزار بوارزازات، وإذا لم نتذكر أن بعض الأطفال الذين صاروا يحسبون بالمئات (ببوازار 700 طفل مهددون بموسم خارج الاقسام الدراسية.. مكناس وبالمناطق المنكوبة عدد غير محصور..) لم يعودوا إلى المدارس، وأيضا رقم يحصى بالآلاف من ابناء شعبنا في فلسطين لن يعودوا أبداً..
كل التضامن مع معركة عمال منجم بوازار
كل التضامن مع معركة عاملات وعمال سيكوم/سيكوميك بمكناس
كل التضامن مع نضالات حركة المعطلين
كل الادانة لاجرام النظام في حق أبناء شعبنا..
إننا نسلك طريق الشعب وليس الطريق الذي وضعه النظام لنا..
فعندما تصل الشمس إلى آخر منحدرها سوف تشعل النسور النار في من هم يمتصون دمنا..