في خطوة تُجسّد تصاعد حدة القمع المسلط على الحركات الاحتجاجية والمناضلة من طرف النظام القائم، أصدرت يوم 10 مارس 2025 محكمة الاستئناف بتازة
أحكاماً جائرة بلغ مجموعها ست سنوات سجنا نافذة، موزعة على أربعة مناضلين (ثلاثة رفاق: محسن المعلم وبلال بوزلماط ونجيم شقرون، ورفيقة واحدة: يسرى الخلوقي)، بتهم مرتبطة بنشاطهم النضالي في إطار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب(UNEM)، دفاعاً عن المطالب المادية والديمقراطية للطلبة.
وجاءت هذه المحاكمة بعد أيام من إقرار تشريع لقانون يُجرم الحق في الإضراب، بتواطؤ سياسي ونقابي مكشوف.
وقبلها، شدد النظام من العقوبة في حق معتقلي منكوبي زلزال الحوز، حيث قضت محكمة الاستئناف بمراكش يوم 04 مارس 2025، برفع عقوبة رئيس تنسيقية متضرري زلزال الحوز سعيد آيت مهدي، إلى سنة حبسا نافذا ووزعت سنة على رفاقه الثلاثة الاخرين، بعدما أدين سعيد ايت مهدي ابتدائيا بثلاثة أشهر حبسا نافذا وتبرئة رفاقه الثلاث.
إنها احكام تُكرس ابعاد سياسة النظام الرامية لتصفية الحركة الطلابية، وكل حركة احتجاجية ومطلبية، عبر قمع أي صوت معارض، وبتكميم الأفواه باسم "القانون".. لتعبيد الطريق للمزيد من خصخصة التعليم والتفقير والتهجير والسطو على مقدرات البلاد وتسليمها لشركات الاستعمار الجديد، والصهاينة.
لهذا لا غرابة ان نعايش مشاهد حية بطلها ينتصر للحافلات على الانسان. بحيث حافلات المستثمر أثمن من الجماهير الطلابية.
وكيف لا وأجهزة الدولة وعدالتها وما يتوفر لها من إمكانيات معدة لحماية من له القدرة على الاستغلال.
هذا لا يعد من الغرائب في عصر رأس المال.
لهذا حافلاتُ المستثمرين تُقدّر أكثر من الإنسان، فهي لا تُصنَّع ولا يُتاح توفيرها بسهولةِ صناعة الإنسان الذي يُمكن إنتاجه في أي مكانٍ بِاستهتارٍ وبدون مبررٍ منطقي. بينما حافلاتُ المستثمرين محميةٌ بدرعٍ من القداسة؛ تُؤمِّنها العدالةُ نفسُها حين تكون مصدرًا للإثراء، فتتحول إلى أداةٍ لاستلاب الموظف وتحويله إلى مرتشٍ يُكرس فكرة أن "الإنسان" أقل قيمةً من الحافلة!
هذه "السيولةُ المالية" التي تصنعُ الخضوعَ ليست سوى وجهٍ آخر للنظام. فبِقليلٍ من المال يُمكن نشرُ عدالة المستثمر الوهمية، حيث في الأوساط "الراقية" يُعتبر توفيرُ الحياة الكريمة للعامة عارًا! أما نحن، فلا نرى عيبًا في أن يشبعَ الجائعُ إذا وجد الطعام، ولا نستنكر أن يكون أقصى حلمِ المشردِ بيننا هو الحصول على كوخٍ يُجنِّبه العراء.
لهذا تتحول المطالبُ الاجتماعية البسيطة – كتوفير الحافلات، والبيوت الآمنة للمنكوبين والأسواق المُنظمة التي تراعي القدرة الشرائية للجماهير، وانصاف العمال المشردين والمطرودين..– إلى ساحات حربٍ يومية: طموحُ المُطالبين بالعيش الكريم يصطدم بآلة التجويع، وحلمُ الراغبين في المعرفة يُحاصَر بقوى الجهل، وأملُ الحالمين بمجتمعٍ يُحقق طموحات أبنائه يُسحق تحت عباءة الإحباط والخراب البيئي والإنساني. باختصار، إنها معركة المقهورين والمُضطهدين والأحرار ضد نظامٍ تابعٍ، ومعارضةٍ مُرتهَنة، وأسيادٍ في الخارج يُديرون اللعبة.
إن الجماهيرَ تثورُ لبناء مجتمع الكرامة، مجتمع المساواة، ولن تهدأَ ثورتهم طالما ظلَّت لقمة العيشِ حلمًا، والتعليمُ المجاني سرابًا، والرعايةُ الصحيةُ رفاهيةً، والسكنُ حقًا مُعلقًا، وحقوقُ النساءِ والشيوخِ والأطفالِ مُغتصبةً. لن تتوقفَ المعارك حتى لو امتلأت السجونُ بالمُعتقلين السياسيين، وحتى لو غُسلت الشوارعُ بدماء الثوار والجماهير المنتفضة.
الحرية للرفاق المعتقلين بتازة..
الحرية لمعتقلي منكوبي الحوز..
الحرية لكل المعتقلين السياسيين..
كل الاذانة للاحكام الإجرامية وللعقوبات الانتقامية ضد حرية التنظيم والاحتجاج والدفاع عن الحقوق
النضال مستمر..
لن يُسكتوا أصواتنا..
سنواصل الدرب حتى التحرير