الشعوب كلها تعرف من يرتكب الإبادة. وتعلم من يمولها. لكن.. هل تعرف من يسهلها؟
هل تعرف تلك القوى التي تفتح الموانئ وتشغل الشحن، هنا وهناك، في أراضينا وموانئنا، وفي كل بقاع العالم؟
هل تعرف أن الإبادة لا تقوم فقط على القنابل، بل أيضا على سفن الشحن، وعلى شركات اللوجستيك التي تنقل أدوات الموت بدم بارد؟
الرأسمالية.. والإبادة صنوان
الرأسمالية لا تعيش إلا بالربح. وإذا توقف الربح، تتهاوى. والعملاء المحليون للنظام العالمي لا قيمة لهم دون دعم القوى الرأسمالية الكبرى. إنهم أدوات في آلة الموت.
والاقتصادات الرجعية شريكة في الجريمة، لأنها تستفيد من الحرب. إنها تَستثمر في الدمارِ، وتُمول القتلةَ. ولهذا.. لا غرابة أن نرى الأنظمة الخادمة تُطبّع مع المجرمين، وتقدم لهمُ الموانئ، وتسخر شعبها لخدمة آلة الحرب.
موانئُنا.. وقود للإبادة
نحن على موعد مع العار..
معرض مكناس الفلاحي، الذي يحتضن كل عام شركات الإحتلال الصهيوني، التي تسرق خيرات أراضينا، تستنزف المياه، تستعبد العمال، وتُعمق الفقر والجوع. والذي يعمق خضوع قطاع الزراعة وتربية المواشي والدواجن لمصالح اقتصادات الكيان الصهيوني.. سيقام هذا المعرض، في الأيام القريبة القادمة، على بعد أمتار من اعتصام عمال وعاملات "سيكوم سيكوميك" المشردين منذ أربع سنوات، والذين تاجرت فيهم القيادة البيروقراطية للكنفدرالية الديموقراطية للشغل..
وكأن النظام يقول لنا: "شُكراً على صمتكم على جميع الواجهات!".
شركة "ميرسك"، عملاق الشحن العالمي، التي تنقل 20% من بضائع العالم.. لكنها أيضاً تنقل القنابل والصواريخ لصالحِ "نورثروب جرومان" و"لوكهيد مارتن" و"رايثيون".. تلك الشركات التي تصنع الأسلحة التي تذبح الأطفال في غزة. "ميرسك" تستغل أكثر من 100 ألف عامل في موانئ العالم، بينما مدراؤها يَكدِسون 50 مليار دولار سنويا من دماء الفلسطينيين.
النظام المغربي.. شريك في الجريمة
لا يكتفي بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، بل يُقدم له الموانئ، ويسهل مرور سفن الموت. إنه يشارك في الإبادة ليس بالصواريخ، بل بالصمت، بالتعاون، وبفتح الأبواب للمجرمين، وطرق أخرى في السر..
لهذا يخدم أكبر شركات الخدمات اللوجستية في العالم..
لهذا لا غرابة بأن يتمسك بالتطبيع.. أن يشن الحرب هنا على كل الأصوات المناهضة للتطبيع، وأن يقدم الخدمات لمجرمي الحرب..
لكن الشعوب ترفض!
في بريطانيا، اليونان، إسبانيا، فرنسا.. رفضت الشعوب، وخاصة العمال، أن يكونوا شركاء في الجريمة. أوقفوا شحن الأسلحة، احتلوا الموانئ، وقطعوا طرق التموين. لقدْ فعلوا ما يجب فعله.. مقاومة عملية، لا كلاما فحسب!
هكذا تتحرك الشعوب عمليا لاضعاف، قدرات المجرمين، لإرغامهم على التراجع، لهزمهم..
أما هنا.. فيحول الظلاميون، الموقعون على التطبيع، غزة إلى "ورقة انتخابية"، وهم يواصلون لعبة امتصاص الغضب بدعم رحلة المجيشين للرباط وإلهائهم بالصراخ الزائف، بينما سفن الموت ترسو في موانئنا، وشركات الإحتلال تنهب أراضينا. والنظام يواصل جرائمه..
حان وقت الفعل..
يجب حظر سفن الحرب في موانئنا.
يجب طرد الشركات الصهيونية من أراضينا.
يجب تحرير الجامعات من التطبيع.
يجب وقف كل تعاون مع اقتصاد الإبادة.
فلسطينُ ليست بعيدة.. إنها هنا!
من غزة إلى جنين، من شمالنا إلى جنوبنا، من شوارع حمرية إلى اعتصامات العمال.. فلسطين تنادينا مثلما تنادينا معارك شعبنا:
"لا تَكونوا جندا للإمبريالية! لا تسهلوا إبادتنا! لا تتخلفوا عن معارك شعبنا".
لكي لا نكون شركاء في الجريمة. يجب أن نتجند لمنع مرور سفن الموت. لأن الدم الفلسطيني ينادينا.. والضمير يحركنا.
مدونة مغرب النضال والصمود من أجل بديل جذري: الناطق الحصري بإسم "تيار البديل الجذري المغربي" " C.A.RA.M".
15/04/2025