2025/05/10

مصطفى علوي// معركة قرية با محمد.. حين يصير الجسد سلاحا في مواجهة القمع المنظم

في قرية "با محمد" النائية، حيث تختزل مأساة جيل من الشباب المغربي المعطل،

 تتحول أجساد أربعة معتصمين إلى شواهد حية على إجرام نظام يرفض الاعتراف بحقوق أبناء الكادحين، بينما يكمم الخامس في زنزانة سجن "عين عايشة". هؤلاء الرفاق من "الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب" – فرع القرية – اختاروا الإضراب عن الطعام سلاحا أخيرا بعد أن سُدت كل السبل.  
ليست هناك حرب أكثر قسوة من حرب الجوع. ففي خضم إضرابهم، يفقدون كل يوم الكثير من قواهم ولحمهم ودمهم، بينما تحاصرهم آلة قمع لا ترحم، اختارت الغارات الليليةٌ متعمدة نهك خيام الاعتصام، تاركة جروحا نازفة واجسادا منهكة. لكن النظام، المتخم بالفساد، يرى في هذه الأجساد المتداعية تهديدا لأسطورة "الاستقرار" المزعوم.  
والوجه الآخر للقصة هو إعدام الكرامة رمزيا من خلال تكريس سياسة الإذلال. أما السجن المخصص للخامس ليس إلَّا رسالة واضحة يقدم من خلالها صورة لمصير من يطالب بحقه: "الزنزانة أو القبر".
إن قرية بامحمد نموذج مصغر لمخطط يختزل استهداف شباب الجامعات من أبناء الفقراء. فبينما تخصص المليارات لترف النخب وصفقات النهب، يرمى خريجو الجامعات في دوامة البطالة (نسبتها 22% بين الحاصلين على الشهادات، حسب المندوبية السامية للتخطيط).  

الانتصار ليس خيارا، بل مصير تكتب تفاصيله في ساحات المعارك. ودماء المضربين تذكرنا بأن النصر لا يمنح، بل ينتزع. فكل جرح في أجسادهم يخلق صدعا في جدار الصمت. وكل ليلة يقضونها تحت النجوم تعيد كتابة سردية المقاومة.  

هكذا تكتب الملاحم… بالجوع، بالدم، بإصرار يكسر قيود الخوف.
قرية بامحمد تصرخ بصوت المظلومين  
المعطلون ليسوا أرقاما  
كفى قتلا بطيئا
الحرية لكافة المعتقلين السياسيين




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق