2025/05/25

مصطفى علوي// الرفاق المعطلون في القرية يطرقون باب الشهادة

ما يجري في قرية "با محمد" ضد الرفاق المعطلين عن العمل هو جريمة سياسية مكتملة الأركان، تنفذ أمام مرأى ومسمع الجميع. ذنبهم الوحيد هو المطالبة بالحق

 في العمل والكرامة الإنسانية، بعد أن داست أقدام عملاء النظام في القرية حقوق ابناء شعبنا.  

اليوم، كل صامت عن هذه الجريمة شريك في التواطؤ، وكل مبرر لها مشارك في إراقة الدماء. هؤلاء الرفاق أبناء الفقراء المغلوب على أمرهم، ونحن في مرحلة لا مكان فيها للحياد: إما أن تكون مع الشعب أو عدوا له. 

ألم تكفكم واحد وثلاثون يوما من الجوع، والحكم الجائر على المناضل "يوسف الشركي" بثلاثة أشهر سجنا نافذا، وهو يواصل إضرابه عن الطعام في يومه الخامس والعشرين؟ أم ما زلتم تتلذذون برؤية أجساد هزيلة تتردَّد بين المستشفيات وساحات الاعتصام وزنازين الاعتقال، لتشبعوا ساديتكم المتعطشة للقتل البطيء؟! سيدون التاريخ فصول حقارتكم، والخزي والعار الذي سيلاحقكم حتى تلاحقكم قبوركم يا "قَلاليشَ الظلام".  

التاريخ شاهد: جرائمكم هي تاريخكم! جرائمكم تتواصل، -تشريد، تفقير، قتلٌ، اعتقالات..- هذه هي قاعدتكم. والمحاكمات المرتجلة لسحق أي صوت يرفض الخضوع وأي فعل احتجاجيّ… ها نحن نعيش على إيقاع الجرائم الطبقية: بين محاكمة سياسية وأخرى، في حلقة مفرغة من القمع. ففي الأمس القريب، أصدرت المحكمة الابتدائية بفاس حكما جائرا ضد مشردي دوار السلايلي، بتوجيه أحكام قاسية وانتقامية:  
- "جواد الحجوجي": سنة ونصف سجنًا نافذًا.  
- "ناصر البوبكيري": ستة أشهر موقوفة التنفيذ.  

ألا تعلمون أن تضحيات أبناء شعبنا هي بذور كرامة تزرع في تراب وطننا الجريح؟ الرفاق، باختيارهم معركةَ الإضراب عن الطعام، يخوضون تحديا وجوديا؛ بينما النظام، وبانسجام مع طبيعته القمعية، يسعى لاقتلاع روح المقاومة من جسد هذا الشعب. أما نحن، فالتحدي الأكبر اليوم هو كسر هذه الآلة عبر التضامن الميداني وإشعال معارك نضالية موازية.  

إن تشريع النظام "لقانون الإضراب" بالتنسيق مع قوى سياسية وقيادات نقابية وجمعوية مُتواطئة، ما هو إلا محاولة فجة لاغتيال الحق النضالي وتجريمه.  

الرفاق المضربون عن الطعام ينقلون يوميًّا إلى مدينة فاس في رحلات تعذيبٍ تمتد 65 كيلومترًا، وهم في حالة صحية تنذر بكارثة.  
الرفاق يقفون على حافتي الهاوية: إما حياة بكرامة، وإما شهادة من أجلها.  

الخزي لكل جبان متواطئ، والمجد لأبناء شعبنا صناع الحرية.

2025/05/24






شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق