أيها الأحرار.. أيها الغيارى على كرامة الإنسان!
ها هي أجساد ثائرة تحطم قيود الصمت في ساحات قرية بامحمد وفي زنازين عين عائشة السيئة الذكر!
أربعةُ فرسانٍ من الصمود، يكتبون ملحمة التحدي بدمائهم الذابلة:
المناضلين عثمان الشواطي ومحمود البوطريكي يكملان اليوم الخامس والثلاثين في مواجهة الجوع.. مواجهة الموت!
المناضل محمد امريش يصارع في اليوم الثالث والثلاثين، عاريا إلا من إرادة لا تقهَر!
المناضل يوسف الشركي الكنوني يُتم اليوم التاسع والعشرين، شامخاً خلف الجدران الاسمنتية القاتلة!
لقد دقوا جدران الخطر الأقصى!
أجسادهم تنذر انذارها قبل فوات الأوان من خلال وضعيتهم الصحية التي اخذت في التهاوي بسرعة مرعبة وهم يلامسون أعتاب مرحلة اللاعودة، حيث لا ينفع الندم. كل نبضة قلب منهم صرخة في وجه الظلم، ومسؤولية على كل مناضل، وكل نظرة عين منهم شعلة تحرق أوهام القهر.
لماذا يبذلون أرواحهم؟!
إنها الكرامة الإنسانية.. عن حق مقدس لا يمس؛ "شغل قار" يليق بإنسان، يُعيد إليهم، وإلى كل معطلي "قرية با محمد" ومناضلي "الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب"، كرامتهم المسلوبة. إنها معركة كل غاضب على هدر العقول والطاقات، وكل مؤمن بأن لقمة العيش الحر حق، ليس منة!
إن الواجب والمسؤولية تقتضي أن لا نتركهم يواجهون الموت وحدهم!
فأي صمت منا اليوم خيانة للكائن العاقل.
وأي تقاعس منا جريمة في حق الإنسانية.
فلنجعل العالم يسمع صوتهم:
1- لننشر القضية ونملأ الفضاءات بالحقيقة! ونفضح الظلم على كل منبر جاد وكل منصة حرة مفتوحة امامنا!
2- لنمارس الضغط بأساليبنا كمناضلين وحركات مناضلة على كل الاطراف المسؤولة، على كل جهة، على كل مؤسسة، وعلى كل من يملك ذرة سلطة لوقف هذه المجزرة!
3- لنكرس التضامن ونرفع منسوبه، عبر وقفات، قوافل، زيارات، رسائل دعم،.. لندعهم يشعرون بأن أبناء شعبنا خلفهم!
4- لنحتج في الشوارع، أمام المؤسسات، في كل ساحة! يجب ان لا نهدأ!
دماؤهم على أكفنا.. وصبرهم سلاحنا!
الوقت ينزف مع دمائهم!
فلا للقتل البطيء!
لا لانكسار الإرادات!
نعم للحياة الكريمة!
نعم للكرامة التي لا تساوم!
لننهض جميعاً.. قبل أن تغيب شمسهم إلى الأبد!
المناضل لا يموت.. والظلم سيزول!
العز لإضراب الكرامة بقرية بامحمد.. العز للصمود في معركة عين عائشة..
28/05/2025