تعرف
بلدة تانديت سلسلة احتجاجات بعد أن ضاقت ساكنتها ضرعا من الوضعية الكارثية التي تعيشها
بهذه المنطقة النائية والمصنفة من طرف النظام في خانة "المغرب غير النافع"
إذ على بعد أيام قليلة
من تخليد الذكرى الأربعينية لاستشهاد الرفيق البطل مصطفى مزياني، دخلت ساكنة البلدة في معركة نضالية وفق برنامج انطلق يوم الخميس 18 سبتمبر 2014.
وفيما يلي نقدم أبرز
الخطوات النضالية والمطالب الملحة وفق تقارير عن المعركة توصلت بها مدونة "مغرب النضال
والصمود: من أجل بديل جذري":
الخميس
18 شتنبر 2014 :
حوالي الساعة
10.00 صباحا انطلقت سلسلة من التظاهرات العارمة، توجت بمسيرة شعبية على الساعة الحادية عشرة، توجهت نحو القنطرة الرئيسية على وادي ملوية، رددت خلالها
شعارات التنديد بالوضعية المزرية والاقصاء الممنهج الذي ترزح تحت وطأته الجماهير الشعبية
بالمنطقة والمطالبة بفك العزلة القاتلة وتحيقيق مطالبها المستعجلة من بينها ربط تانديت بخطوط الحافلات لمختلف المدن والاتجاهات...
وفي محاولة لامتصاص
الغضب والالتفاف على المطالب واجهاض المعركة النضالية ستقدم الجهات المعنية على عقد
حوار شكلي قدمت خلاله بعض وعود زائفة حول المطالب، لم تستسغها الجماهير بمعية مناضليها
الذين أكسبتهم التجارب المريرة حنكة استيعاب وكشف اساليب المماطلة والتسويف التي ينتهجها
النظام وبيادقه في كل لحظة وحين لنسف المعارك الشعبية وتحوير مسارها.
وبذلك
استمرت أشكال التصعيد، إذ على الساعة 11.30
ظهرا تم قطع الطريق المؤدية إلى
"تانديت" في قنطرة وادي ملوية وشل حركة السير من قبل المحتجين ما خلف طوابير
كبيرة من السيارات والشاحنات في الاتجاهين. وقد تضامن جل السائقين مع الشكل الاحتجاجي
باستثناء محاولات يائسة لشردمة من المرتزقة سخروا من طرف النظام للنيابة عنه في خلق التشويش والحيلولة دون استمرار تطور المعركة النضالية، لكن ذلك لم يجد له صدى على
الارض وباءت المحاولة بالفشل.
استمر الاعتصام وقطع الطريق لمدة 7 ساعات توج بالرجوع في مسيرة وراء حافلة تانديت- الرباط ( وهي الوحيدة التي تلج البلدة) وكان الوصول إلى تانديت حوال الساعة ال 7.00 مساءا، ليتم ضرب موعد للمواصلة في اليوم الموالي.
الجمعة
19 سبتمبر 2014:
على
الساعة التاسعة والنصف صباحا توجه المحتجون في مسيرة شعبية باتجاه الطريق الوطنية رقم 15 على طول 10 كيلومترات
وسط هتافات وشعارات الساكنة، منددة بتعاطي
النظام القائم ومؤسساته المحلية مع مطالبهم العادلة والمشروعة.
وقد
وصلت المسيرة إلى مدخل "تانديت" على الطريق الوطنية رقم
15 ومن ثم قطع الطريق نهائيا في الاتجاهين "اوطاط الحاج" و"جرسيف
" رغم الترهيب والتهديد وكل المحاولات اليائسة من قبل قوات الدرك بتانديت .
وأمام
صمود الساكنة وعزمها المضي قدما في معركتها النضالية جاءت الإجابة السريعة المعهودة
من طرف النظام مع كل تحرك جماهيري، فبدأت أطياف وفيالق قوى القمع تتوافد اتباعا وبسرعة
البرق إلى عين المكان، حوالي الساعة 11.30 انطل مسلسل الاستفزاز وتهديد المتظاهرين،
مما زاد من اصرار وعزيمة المحتجين.
وبعد أقل من نصف
ساعة وصلت تعزيزات إضافية من "المخازنية" يترأسها القائد الإقليمي ( 3 سيارات
كبيرة الحجم مملوءة عن آخرها).
وبعدها حضر نفس العدد من سيارات "السيمي"،
ليتم تطويق المكان عن آخره بعناصر وسيارات القمع إلا أنّ أسلوب الإرهاب هذا لم يأتي
بأية نتيجة، مما فرض حضور رئيس الجماعة القروية مصحوبا بمستشارين جماعيين لأول مرة
منذ بداية المعركة لكن سرعان ما عادوا من حيث أتوا تحت شعارات التنديد والتمرد من طرف
المعتصمين.
بعدها حضر رئيس دائرة اوطاط الحاج و"قائد" تانديت محاولين الدخول في حوار على قارعة الطريق، وبعد أخذ ورد تم الخلوص إلى فرز لجنة موسعة من المناضلين للحوار يوم غد السبت20 سبتمبر 2014 صباحا بتانديت، حول المطالب المستعجلة للساكنة مع الاستعداد لمواصلة المعركة بأشكال نضالية أكثر تصعيدا حتى تحقيق كافة المطالب.
وفي
الاخير توجهت مسيرة عارمة من الساكنة ووسائل النقل باتجاه تانديت.
شارك هذا الموضوع على: ↓