تعرض اليوم أزيد من 30 عاملا بالجرف الأصفر، على بعد 40 كلم جنوب الجديدة، لاختناق حاد جراء استنشاق غاز ديوكسيد الكبريت داخل معمل الأسمدة الافريقي،
والتابع بدوره للمركب الكميائي، ما استدعى نقل العمال المصابين على وجه السرعة إلى مستشفيات متعددة، بعضهم يتواجد الآن في غرفة العناية المركزة جراء هول ما تعرضوا له من تسمم خطير.
وتجدر الإشارة أن التسريب حصل أثناء الاختبارات النهائية قبل انطلاق الاشتغال بالمعمل، ما يدل على حجم الاستهتار بحياة العمال والساكنة المجاورة للمركب، بحيث جرت الاختبارات دون احتياطات لازمة أو اشعار الساكنة وباقي العمال. حيث يبقى هاجس الربح السريع وتخفيض النفقات هو سيد الموقف ولو على حساب السلامة العامة للإنسان أو الطبيعة على حد سواء. لتنضاف هاته الجريمة إلى الجرائم المتتالية التي يرتكبها المجمع الشريف للفوسفاط وشركائه من شركات مناولة خاصة، في حق العمال، ونستحضر هنا محرقة "روزامور" التي وقعت في نفس هذا الشهر من سنة 2008، التي أودت بحياة 56 عاملا وعاملة، لازالت ذكراهم وجراهم تتردد كالصدى في كل أرجاء حي ليساسفة بالدارالبيضاء، وهي نفس الجراح التي لم تلتأم أبدا بفعل الفواجع المتتالية، لتعيدنا الذكرى مرة أخرى لنفس الشهر من السنة المنصرمة، بفاجعة استشهاد "فؤاد جلواجة" الذي لفظ أنفاسه في صهاريج الأحماض السامة بالجرف مرة أخرى، ليستخرج رفاقه هيكله العظمي لا غير، ولنفس السبب دوما، غياب شروط السلامة.
ولابد من الإشارة أن مطلب توفير "شروط السلامة" من المطالب المركزية للعمال الفوسفاطيين بالقطاع، حيث لا يتوانون عن استحضار مطلبهم هذا في كل شكل نضالي أو حوار، إلا أن مطلبهم هذا يذهب مهب الريح أمام جشع الشركات اللامتناهي. والتي تتحمل المسؤولية كاملة فيما يتعرض له العمال من حوادث واصابات متتالية، وتتحمل المسؤولية أيضا في الدمار الشامل الذي تتعرض له المنطقة بأكملها جراء التسمم وتلويث البيئة.
كل التضامن مع العمال المصابين، وتمنياتنا لهم بالشفاء العاجل.
شارك هذا الموضوع على: ↓