2014/06/18

حسن أحراث: في الذكرى 33 لانتفاضة 20 يونيو المجيدة (18 -6-2014)





أردت أن أكتب عن انتفاضة 20 يونيو 1981 المجيدة في ذكراها الثالثة والثلاثين (33)، ولم أجد أبلغ مما كتبت عنها في ذكراها السابقة.
والمشكل ليس في أن نكتب اليوم أو غدا أو في السنة المقبلة، إن المشكل (المخجل) يكمن في أننا نكتب كثيرا، ونتكلم كثيرا، وأحيانا نرغد ونزبد ولا نستثني حتى أنفسنا.. والمشكل أيضا في أننا نضحي ونقاوم.. لكن، بشكل منفرد ومشتت ومعزول..
إننا في حاجة الى الفعل، وليس أي فعل.. فالكثير من الكتابة والكلام "يأكل" الفعل، بل يقتله..
إننا في حاجة الى الفعل المنظم، مفتاح مستقبلنا ومستقبل شعبنا..
فماذا ننتظر؟ والى متى؟

فيما يلي نص كتبته السنة الماضية بمناسبة ذكرى هذه الانتفاضة الشعبية الخالدة، تحت عنوان "في ذكرى انتفاضة 20 يونيو..الى متى؟:"!

قيل الكثير حد الثرثرة وكتب الكثير حد الإسهال، قبل انتفاضة 20 يونيو 1981 المجيدة وبعدها..
ساد التكرار الفج والممل، وتفتقت عبقريات التغليط والتشويه..
وحدها الحقيقة ظلت غائبة..
وحده الصدق النضالي ظل ناذرا..
ووحده الحل الجذري ظل معلقا..
قدمت تضحيات بطولية قبل هذه الانتفاضة الشعبية وبعدها، وارتكبت مجازر رهيبة من قبل ومن بعد.
واليوم، عشية 20 يونيو 2013، بعد 32 سنة من الكفاح والنضال والصمود، يواصل الشعب المغربي وفي طليعته الطبقة العاملة وفي ظل احتداد الصراع الطبقي، تسجيل ملاحمه النضالية بدون كلل، وفي تحد باهر لإجرام النظام القائم وبشاعة القمع والترهيب، ولتكالب وتواطؤ العديد من القوى السياسية والنقابية.
اختلطت الأوراق فعلا، وتعددت مصادر التشويش البئيسة بالداخل والخارج، بل تجند النظام ومعه زبانيته المكشوفة والمتسترة، القديمة والجديدة، لإبداع أساليب ماكرة لتأبيد معاناة شعبنا والزج بخيرة أبناء شعبنا في السجون بغية استئصال الفكر والممارسة الثوريين..
اختلطت الأوراق فعلا، وبرزت الطحالب والإمعات، وهمها الأول وقف زحف الربيع وتدنيس زهور الربيع، بفعل شدة الحقد والعجز وحرقة الاحتضار...
إننا نريد رغما عنهم:
كتابة تاريخنا المجيد بأقلام الحقيقة بعيدا عن المزايدات والأطماع..
وتخليد أمجاد شعبنا في زمن "الثورات" المغتالة..
إننا نريد رغما عنهم:
ربط الأمس (20 يونيو) باليوم (20 فبراير)..
مواصلة طريق ثورتنا المؤجلة قسرا..
إننا نريد رغما عنهم:
كشف الحقيقة بشأن أبناء شعبنا مجهولي المصير منذ خمسينات القرن الماضي..
رد الاعتبار لشهدائنا ورفاقنا في هذا الزمن الذي يحكم فيه الجلادون والخونة والانتهازيون وعبدة الامبريالية..
إننا نريد رغما عنهم:
فضح الفساد والاستحواذ الكلي على ثروات وخيرات بلادنا في البر والبحر والجو؟
إننا نريد رغما عنهم:
تقرير مصيرنا، تقرير مصير شعبنا...
لقد تفاقمت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ببلادنا الى الحد الذي لم يعد ممكنا السكوت عنها، وتجاوز القهر والاضطهاد والمذلة كل الحدود، بما في ذلك (طبعا) حدود فترة الثمانينات (20 يونيو). وباتت الأزمة الخانقة للنظام تؤشر على مرحلة مقبلة غير منظورة العواقب.
ونحن، المناضلون؟
ماذا ننتظر؟ والى متى؟



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة