من حق كل المناضلين أن يتبنوا الشهداء، كافة الشهداء.. ومن حق
كل المناضلين أن يتبنوا المعتقلين السياسيين، كافة المعتقلين السياسيين..
فالشهداء، أولا وأخيرا، شهداء الشعب المغربي.. لقد استشهدوا
من أجل قضية الشعب المغربي. وكذلك المعتقلون السياسيون، لقد اعتقلوا من أجل قضية الشعب
المغربي..
إن الشهداء ليسوا ملكا لجهة دون أخرى، وكذلك المعتقلون السياسيون..
إنهم القضية.. إنهم الحلم الجميل.. إنهم الحياة الكريمة.. إنهم المستقبل.. إنهم الأمل،
أمل شعبنا المكافح..
إنهم ليسوا سلعة أو "ماركة" مسجلة.. (يا للنذالة!!)
إنهم ليسوا مطية سهلة للاسترزاق وتسويق الوهم.. إنهم صخرة الواقع
التي يتكسر على صلابتها عجز ومناورات نخبتنا الماكرة والعاجزة.. إنهم شوكة في حلق المتربصين
والسماسرة ووكلاء النظام، أشخاص وهيئات سياسية أو نقابية أو جمعوية..
إنهم عنوان وعنفوان المناضل الصادق والشهم.. إنهم المثال والنموذج
والنبراس..
ومادام المناضل يتبنى القضية ويحلم (العيب ألا نعمل من أجل تحقيق
حلمنا)، فمن حقه أن يتبنى الشهيد والمعتقل السياسي والمضطهد والكادح (عامل وفلاح ومعطل
وطالب وتلميذ.. وامرأة ورجل على قدم المساواة..)..
إن المصداقية، كل المصداقية، أن نجسد على أرض الواقع تبنينا
لقضية الشهيد والمعتقل السياسي.. فالشعارات وحدها لا تكفي.. وكذلك الخطابات المنمقة
والحماسية والقصاصات و"اللخبطات" والأمراض الفايسبوكية..
لنبرهن كمناضلين على أحقيتنا في تبني القضية، من خلال الصمود
والرفض القاطع للفتات والمساومة/المتاجرة بدم الشهداء وعرق المعتقلين السياسيين..
فأن نتبنى القضية، يعني أن نفضح أعداء القضية: النظام وأزلام
النظام من قوى رجعية وظلامية وإصلاحية..
وأن نتبنى القضية، يعني أن نتقدم كبديل لصنع مستقبل القضية..
يعني أن نتحمل المسؤولية وأن نكون في مستوى المسؤولية..
وأن نتبنى القضية، يعني قبل كل شيء أن تكون أيادينا نظيفة وأن
يكون تاريخنا نظيفا وأن لا نكون متورطين بأي شكل من الأشكال في جرائم التواطؤ والصمت
والخنوع والانبطاح ..
أن نتبنى القضية، يعني أننا أصحاب قضية حقيقة، وبالحجة والدليل
وبالصورة والصوت وبالكلمة الثورية، الكلمة القوية والمبدئية، دائما وأبدا..
أن نتبنى القضية، يعني أننا نملك رصيدا نضاليا وازنا وثابتا
لا يحوم حوله الشك..
أن نتبنى القضية، يعني أننا لسنا متطفلين، ولسنا انتهازيين،
ولسنا مندسين، ولسنا عملاء ومأجورين ومرتزقة رهن إشارة من يدفع أكثر..
أن نتبنى القضية، يعني أننا لسنا نكرة، ولسنا مسمعين طيعين لأسياد
مرضى.. ولسنا بوقا لمحترفي الدعاية والشعارات، سواء من داخل المغرب أو من خارجه..
أن نتبنى القضية، يعني أننا لسنا تافهين، ولسنا سطحيين أو مهرجين،
ولسنا "كتبة" من طينة "كاري حنكو".. ولسنا منفعلين ومنساقين وراء
تفاهة التافهين والمنحطين سلوكا ورأيا..
فليس للمناضل الوقت لمتابعة أو الرد "المجاني" على
ترف وميوعة الإمعات وأشباه المناضلين، المملوكين "لشياطين" النظام والقوى
المتخاذلة الدائرة في فلكه الغارق لا محالة..
إن خدمة القضية لا تتم في الفنادق من خمس نجوم، ولا حتى من
"صفر" نجمة.. ولا تتم في عواصم وثكنات وبلاتوهات أوربا وأمريكا.. ولا تتم
حول الولائم.. إن خدمة القضية تتم في الخنادق والزنازن والدهاليز الباردة والمظلمة..
وفي المعامل وفي الحقول وفي الشوارع.. وفي كل مكان/شبر من أرض بلدنا الحبيب..
23 يونيو 2014
شارك هذا الموضوع على: ↓