لا تزال القوى الظلامية
بمختلف المواقع التي عرفت انتفاضات
جماهيرية، تتصارع من أجل الاستمرار في
لعب دورها القذر والمكشوف والمسطر سلفا
من طرف
صنيعتها الامبريالية و بحماية من
الأنظمة التبعية القائمة بهذه الأوطان،
أي ضمان المصالح الامبريالية واستنزاف
ثروات وخيرات الأوطان وربط اقتصادياتها
وإلحاقها بالامبريالية وتكريس تبعيتها
عبر تطبيق المخططات الطبقية ضد أبناء
الوطن، وسن سياسات تصفوية ضد كل المكتسبات
الاجتماعية والسياسية والنقابية والحقوقية
الى جانب ارتكابها الجرائم السياسية تلو
الأخرى لتني للمناضلين الأحرار عن أي
مقاومة تذكر ...
إن الطبيعة الانتهازية للقوى
الظلامية تابتة في ممارستها وفي تعاملها
مع متغيرات الواقع وخصوصا حينما يتعلق
الأمر بفترات اشتداد الصراع الطبقي
والغليان الجماهيري و تقوم في اللحظات
المتأخرة طبعا، بعد أن تتأكد من اقتراب
حسم الأمور وتأكدها من الكفة الراجحة
تقوم بسرعة الضوء بتجييش قطعان الأتباع
للسطو على نضالات الشعوب والاستيلاء
عليها وتوجيهها إلى خندق الرجعية المظلم
فالتاريخ يسجل أن المناضلين الاحرار
فجروا الثورة الإيرانية سنة 1979
وهم في مواجهة مباشرة ضد
رصاص ودبابات نظام الشاه بينما ما يسمى
ب "قائد الثورة
الخمينية" كان
يتابع بطولات الشعب الايراني على شاشة
التلفاز وهو في إقامته بفرنسا، وعند
اقتراب الحسم عاد على مثن طائرته للسطو
على ثورة الشعب الإيراني وتغيير مسارها
بصفقة مع الامبريالية آنذاك وبدأ مجازره
الدموية في حق المناضلين الأحرار والشيوعيين
على الخصوص...
سيرا على منوال غزوات "النهضة"
في تونس وغزوات "الاخوان"
في مصر و تصاعد إجرام القوى
الظلامية في ليبيا وسوريا... حاولت
القوى الظلامية بالمغرب خصوصا ما يسمى ب
"العدل والإحسان"
و"العدالة
والتنمية" النسج
على غرار السيناريوهات السابق،ة فحاولت
بنفس التاكتيك إنتظار اللحظة المناسبة،
لحظة انقشاع الغيوم لإبرام الصفقات مع
النظام القائم حول مكافئة وطبيعة ومضمون
وكيفية اختراق انتفاضة 20 فبراير
و نسفها من الداخل وإفراغها من محتواها
الثوري ...
صفقات تميزت بتبادل الأدوار
بين القوى الظلامية وكاستثمار من النظام
للوقت الذي عليه بشكل مر والغليان الشعبي
الذي يتزايد، تم إستعمال الورقة الجاهزة
شكلا ومضمونا لركوب الموجة "العدالة
والتنمية" على
أن يتم إعداد ورقات أخرى "العدل
والاحسان" والمُتيمِّين
بها كذلك ... للركوب
لاحقا ... صفقات أدت
إلى مهزلة الدستور الممنوح و الانتخابات
الشكلية ...طبعا لا
يجب ان ننسى تنافس هذه القوى مع النظام
حول استغلال الورقة الدينية واعتبار كل
منها الممثل الوحيد لهذا المخدر مما سيسبب
إلى جانب عدة تطورات أخرى أٌقليمية ودولية
في نفاذ مخزون بطارية القوى الظلامية في
المغرب بل واحتراقها في عدة بلدان أخرى
و إقحام أدوات أكثر إجراما (داعش
...) بالوكالة
الامريكية والغربية في الصراعات الأخرى
...
اليوم ونحن على أبواب مهازل
جديدة /قديمة تستعد
الدكاكين لتهيئ موائد الانتخابات /
السباقات للتنافس من جديد
حول من سيطيع ويسجد ويقدم الولاء أكثر من
الآخر؟ ومن سيطبق المخططات التصفوية بأقل
التكاليف ؟ .... موائد
تبدأ بالشعبية منها فمرورا بالشعبوية
وصولا إلى الولائم الضخمة كلها من أجل
الاسترزاق من جديد على معاناة الشعب
المغربي، محاولة من جديدة الاستمرار في
إستغباء الشعب المغربي و الاستهتار بقوته
وذكائه، محاولة من البهلوانات الكرتونية
لاقناع العشب المغربي بأن الأعمى يرى وأن
للأصلع شعرا وأن الأبكم يتكلم وان الأصم
يسمع ...
المرحلة اليوم تقتضي من هذه
الأدوات الكذب وبكل الأساليب لكي تربح
الرهان من جديد، رهان المزيد من الانحناء
والركوع، رهان المزيد من العمالة و القدارة
من أجل مزيد من بيع الوهم وتخبيل وعي
الجماهير قصد فتات إضافي و تفادي "الاحتراق
الكامل" الذي
تقول الفيزياء انه لا يترك إلا الرماد .
شارك هذا الموضوع على: ↓