تعرف مدينة تاهلة منذ بداية
الشرارة الأولى للأشكال الإحتجاجية يوم
20/10/2014 غليانا
واحتقانا وتذمرا للساكنة من هول الزيادات
التي عرفتها
مجموعة من السلع الإستهلاكية
وبالخصوص الزيادة في فواتير الكهرباء
والماء والتي أشعلت فتيل الإحتجاجات في
مختلف المدن والقرى المغربية، ووجهت
بالحصار والتدخل القمعي والمراسلات
التهديدية والتهديدات المباشرة بالقتل
كما حدث مع امرأة محتجة بمدينة تاهلة
عمرها يزيد عن السبعين سنة.
كما استنفر السيد اليوطي
المقيم بمدينة تاهلة عفوا السيد الباشا
الردارات البشرية لمده بكل كبيرة وصغيرة
والوصول إلى المعلومة بأقصى سرعة، فالمقيم
العام يشن حربا استباقية على كل الأشكال
النضالية المعلنة من داخل اللجنة الموسعة
خصوصا بعد تسطير برنامجا نضاليا تصعيديا
من طرف الساكنة والقاضي بتنظبم تضاهرة
في اتجاه الباشوية واعتصامات أمام مكاتب
استخلاص الفواتير والذي جسدته الجماهير
رغم توصلها بالمنع أي المراسلات التهديدية
والتي تحمل المسؤولية للمناضلين فيما
سيترتب عن هذه الأشكال من إخلال بالأمن
العام. أي إخلال
بالأمن ؟ أكثر من إثقال شعب كادح بفاتورات
البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ونادي
باريز ونادي لندن، أي إخلال بالأمن أكثر
من دفع الشعب فاتورات النهب والفساد الذي
عم مختلف الصناديق الوطنية -
الصندوق الوطني للتقاعد
- الضمان الإجتماعي
- صندوق المقاصة -
المكتب الوطني للكهرباء
والماء الصالح للشرب...
ولم تتوقف التهم عند هذا الحد
بل واصل المقيم اتهامه بعرقلة المرافق
العمومية وتناسى انه أعطى اوامره للمدير
المحلي لمكتب الماء بإغلاق الباب الرئيسي
للمكتب في وجه الساكنة إذن من يعرقل؟ من
يساهم في الإخلال بالمختل أصلا.
إن واقعا مازوما بسبب
المخططات المفترسة ونهج سياسة تفقير
الشعب وتطبيق المقولة الشهيرة لنيقولا
مكيافيللي " الغاية
تبرر الوسيلة " مهما
تكن هذه الوسيلة، هو إعلان الموت السريري
وعدم نجاعة التصفية القضائية إن صح هذا
التعبير القانوني. فرغم
اعتماد النظام وخدامه الأوفياء على مجموعة
من الحقن و المسكنات والظهور بمظهر الفضيلة
فإن واقع الصراع الطبقي والتردي الذي
أصبح سمة ملازمة للكادحين من عمال وفلاحين
وطلبة ومعطلين يكشف مكر الذئاب ويفرض
عليهم الظهور بالمظهر الحقيقي بدون
مساحيق. فأين هي
الوعود التي قطعها السيد الكاتب العام
مع اللجنة المحاورة ليوم 27/10/2014
بمقر باشوية تاهلة؟ أين
هو الكلام المعسول " حنا
ضياف عندكم" إن
سياسة ربح الوقت وتبني شعار التراجع عن
الوعود والهجوم عبر المراسلات التهديدية
في حق المناضلين ومنع الأشكال النضالية
والتعامل مع الجماهير بالمكر و الضحك على
عقول الناس، لن تجدي نفعا امام طاحونة
الصراع الطبقي التي تعري زيف الشعارات
ودولة الحق والقانون وتخرج العقارب من
جحورها لتتموقع في جلبابها الحقيقي جلباب
القمع والجمر والحقد على كل المناضلين
المثقلين بالمآسي والجراح والرافضين
للخنوع والمهانة.
إن مسلسل الزيادات في المواد
الأساسية والإجهاز على كل مكتسبات الشعب
المغربي من صحة وتعليم وسكن وكل المخططات
الطبقية التي يكتوى بها شعبنا الأعزل
ليست من اختراع رئيس الحكومة وبس كما
تحاول الاحزاب تضليلنا بل هي سياسة ممنهجة
يتحمل فيها النظام التبعي كامل المسؤولية
نظرا لخدمته الجليلة وتنفيذ توصيات أسياده
الإمبرياليين والكامنة في مزيد من إفقار
الشعب وتجويعه حتى لا يستطيع المقاومة
ويرضخ لأساليب الإبتزاز.
انا دائما أشبه رئيس الحكومة
بذلك " المعلم"
الذي يقوم بعملية البناء
فهو يتبع " بلون
طوبوكراف" الذي
أنجزه المهندس وما يقوم به السيد ابن
كيران هو استمرارية لما قامت به حكومات
سابقة .ألم يبدأ
التطبيق "بالعلالي"
للخوصصة في عهد حكومة القسم
على القرآن أيام اليوسفي ألم يسطو عباس
الفاسي على الآلاف المغاربة فيما باث
بعرف بفضيحة النجاة الإماراتية .
إن شعار " الحكومات
مشات وجات والحالة هي هي " لشعار
علمي ينطلق من الواقع الملموس لهموم الشعب
لأن الأحزاب لا تحكم فهي محكومة بشعارات
السلم الإجتماعي والإجماع الوطني والمسلسل
الديمقراطي وتساهم في تزكية البهلوان في
سيرك غير قادر على الترفيه عن الناس لأن
كل الأوراق حرقت وانكشف زيف الأكاذيب
والمغالطات وأصبح الشعب يعي جيدا ألاعيب
اللصوص ومصاصي الدماء .
لنعود إلى الموضوع الأساسي
ونقول للجماهير ان نيران ولهيب الأسعار
من صنع النظام حتي يتسنى له الإستمرارية
وهو جاثم على معاناتنا والحكومات هي فقط
اداة طيعة لتنفيذ المخططات والمساهمة في
إخراج المسرحية الجديدة القديمة وتلميع
صورة المغرب بالتعاون مع الخارج، وما
الملتقى العالمي لحقوق الإنسان المزمع
عقده في اواخر هذا الشهر بمدينة الشهداء
مراكش إلا دليل آخر ينضاف إلى انصياع
المغرب لدواليب القرار الإمبريالي ومحاولة
يائسة للتغطية على الجرائم المرتكبة في
حق الشعب - تشريد
الطالبات وطردهم من الحي الجامعي -
تهديم حي ظهر المهراز-
اقتحامات مستمرة للقلعة
الحمراء من طرف أجهزة القمع-
تدخلات عنيفة ضد المحتجين
على الغلاء ( سيدي
إفني -الراشدية -
الحسيمة- تاهلة
- جرادة -
وجدة تطوان- صفرو-...
السجون مليئة بالمعتقلين
السياسيين وفي مقدمتهم الطلبة.
قبل الختام أشد على أيادي كل
المحتجين بمدينة تاهلة الصامدة ضد لهيب
الغلاء واحيي الجمعية المغربية لحقوق
الإنسان على الشكل النضالي لهذا اليوم
12/11/2014 والذي كان ناجحا بشعاراته "
وهما يكولو حسدونا /
علاش علاش غاذي يحسدونا""
فوسفاط وجوج بحورا/
عايشين عيشا مقهورة"
" " شاكيرا عطاوها
مليار/ ولاد الشعب
إلا هدرو/ فالزنازين
كيغبرو"..،
وبالتوضيحات التي ألقاها المناضلون أمام
الساكنة رغم كيد الباشا وخدامه ومخبريه.
ونشد على اللجنة الموسعة
لساكنة تاهلة ضد الغلاء وتدهور القدرة
الشرائية و التراجع على المكتسبات
الإجتماعية، هذا الوعاء التنظيمي الذي
يجب الحفاظ عليه وتطويره حتى نكون منسجمين
مع بناء التراكم النضالي للبلدة والذي
لن يكون خارج المجابهة والصراع من أجل
وطن حر نقطع فيه مع كل تبعية وكل احتقار
لطاقات شعبنا.
واليعلم باشا مدينة تاهلة
أن المعركة مستمرة، فلن ترهبنا
تهديداتك،فالميدان بوصلتنا والنضال
سبيلنا لتحقيق النصر لشعبنا.
بقلم عبد الرحيم البوعيسي
* الصورة من الأرشيف
* الصورة من الأرشيف
شارك هذا الموضوع على: ↓