2014/11/09

عبد الوهاب الرمادي // في يوم انتفاضة الجماهير اليوم المشهود من تاريخ القلعة لابديل عن التضحية، لابديل عن المقاومة


في: 05-11-2014
سجن النظام الرجعي عين قادوس -فاس-
المعتقل السياسي: عبد الوهاب الرماضي


في يوم انتفاضة الجماهير اليوم المشهود من تاريخ القلعة
لابديل عن التضحية، لابديل عن المقاومة

تحية لأبناء وبنات القلعة الحمراء، تحية لأبناء "الليدو" الشعبية الغالية.
تحية للرفاق والرفيقات، للطلبة والطالبات للجماهير المنتفضة، للمشردين والعراة، حفاري قبر الطغاة.
تحية التحدي والشموخ، للمقاومين(ت)، أبناء شعبنا المقاوم، للأبطال، لصناع الغد المشرق، لأصحاب القناعات الفولاذية والسواعد القوية، التي أثبتت أنها أقوى من دروع النظام، ورصاصه وهراواته وقنابله...
صمودكم وملحمتكم خير دليل لنهج شهيدنا البطل مصطفى مزياني، فهكذا كان في فعله، وفي قوله، وما أوصى به حين قال "...مهما تآمروا. مهما اعتقلوا.. سننتصر.. لأن الجماهير ستنتصر..".
إنكم في حلقة متقدمة من معركة "المجانية أو الاستشهاد"، تصنعون الملاحم الملىء  بالدروس، ومواجهة نظام القتلة والعملاء، المجهز  بأحدث الإمكانيات الوجيستيكية والعسكرية، وفيالقه  القمعية الدموية، وأذياله الفاشية والإرهابية، وبوتيكاته السياسية الرجعية، والقوى الإصلاحية، عجلة الإنقاذ، ومحترفة الإتجار في تضحيات ومعاناة شعبنا، وفي لجم نضالاته. لقد أعطيتم صفحة مدوية، وجوابا قاطعا، لكل من منى نفسه، بنهاية قلعة الشهداء، وساحة زبيدة وعادل وبنعيسى والعزوزي وبوعبيد والمزياني... لكل الانتهازيين والمتملقين، ولكل المصالحين والجانحين، والخونة والمرتدين، ولاعقي الأحذية، ومبيضي الصفحات والمنتقلين إلى ضفة "السلم" و"السلام"، في واقع حرب طبقية ضروس، لا يعرف السلم إلى ساحتها سبيلا. فهكذا هي القلعة، تقدم الأجوبة العملية، وترفض الانسياق إلى سوق البهرجة واللغو الفارغ، والمعارك الكلامية والبهلوانية.
لقد قدم النظام العميل، نموذجا متميزا، "لرعاية" و"احترام"، عفوا، اغتصاب، "حقوق الإنسان" على مقربة من "المنتدى/الجريمة العالمي (ة) لحقوق الإنسان"، وقدمتم نموذجا ساطعا، للواقع المتردي المعاش، واقع القمع والتشريد، ومسحتم بدمائكم الطاهرة، مساحيق التجميل الخادعة، على وجه عجوز هرمة، فقدت كل مقومات الاستمرار في حياة طبيعية، اسمها النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي، فهو يقمع لأنه ضعيف ولأنكم أقوياء، يقمع لأنه مأزوم وأنتم تقلقونه وتزعجونه، يقمع لأنه عدو الحرية وأنتم مناصروها، يقمع لأنه يعيش على حساب تقتيل الشعب وحرمانه من العيش الكريم، وأنتم تطالبون بالعيش الكريم، يقمع لأنه عدو الشعب وأنتم أبناء الشعب، إذن فأنتم أعداؤه، يقمع لأنه يريدكم أن تكونوا أدوات طيعة وخنوعة تقبل الذل والمهانة، وأنتم تتمردون، يقمع لأنه يريدكم لا واعون  أو "واعون" على طريقته، وأنتم واعون وعي قضية الشعب، وعي ضرورة القضاء على القمع والاستغلال والاضطهاد، يقمع لأنه مجرد أداة بيد أسياده، ولأنه سوط إمبريالي صهيوني مسلط على رقاب شعبنا.
فأمام هذه المجزرة المرتكبة في حق أبناء وبنات شعبنا وطيلة يومي 4 و5 نونبر2014، والمستمرة داخل أقبية ولاية القمع حيث العشرات من المعتقلين السياسيني، وما موقف المدافعين عن "دولة الحق والقانون"؟، ما موقف ّأنصار مناهضة "العنف داخل الجامعة"؟، (أنظر إلى الصور  الصادمة لضحايا المجزرة...)، ماذا ستكتب "الأقلام المشبوهة والمسمومة؟ وماذا سيقول "المدنيون" و"الحقوقيون" و"الكتاب والمتأدلجون"، والمختصين في إصدار بيانات الإدانة، الذين تجندوا وشاركوا بطريقتهم في مؤامرة 24أبريل، ساهموا في اغتيال الحقيقة، وشنوا هجوما محموما على النهج الديمقراطي القاعدي تحت يافطة " مناهضة العنف "، و شرعنوا جرائم النظام والقوى الظلامية، ووفروا الغطاء لحملة واسعة من الاعتقالات في حق خيرة مناضلي الشعب، ولجولات طويلة من الاستنطاق والتعذيب..!!؟.
ومن جهة أخرى، فإذا كانت المؤامرة الدنيئة ل24 أبريل، قد هدفت إلى إقبار النهج الديمقراطي القاعدي، والقضاء على المناضلين الثوريين، والتخلص من قلعة مكافحة شكلت تاريخيا سدا منيعا في وجه النظام ومخططه الطبقي "المخطط الاستراتيجي"، فإن واقع الحال يكشف بالملموس خيوط وأهداف المؤامرة، وما تطورات ومستجدات ملف المعتقلين السياسيين، الزحف على مجموعة من مكتسبات الحركة إلا دليلا على ذلك، كما أن الهجوم على الجماهير وهي تخلد ذكرى الشهيد المعطي بوملي يحمل رسائل ودلالات سياسية قوية، وقد استطاعت الحركة وبإسهام باقي مناضلي(ت) شعبنا، وإحباط جزء كبير من رهانات المؤامرة، ونالت القلعة بشهيدها الغالي مصطفى مزياني، وبمناضليها ومناضلاتها، وبجماهيرها الصامدة، شرف المقاومة والصمود وأبدعت، ولازالت تبدع وتطور من آليات ذلك رغم قساوة وتعقيدات وتنظيم ورص الصفوف، وتسييد وتجذير هذا الخيار بجميع المواقع الجامعية، وأينما تواجد المناضلون (ت)، وتجسيد ملاحم المقاومة، والتقدم دون تردد، وعدم ترك الفراغ أمام النظام والمتربصين بالحركة، لترتيب أوراقهم، ومعاودة هجمات ومؤامرات أخرى أكثر همجية، وأكثر فتكا، وهذه أولا وأخيرا مسؤولية الرفاق والرفيقات، والمتعاطفين والقواعد الأوطمية، وأنصار القلعة الحقيقيون، وأبناء وبنات شعبنا المكتوين من جحيم المخططات التخريبية والتصفوية، كما من واجب كل الشرفاء والغيورين، تفجير المعارك النضالية، وفضح الجرائم الدموية للنظام، وتقديم كل أشكال الدعم والمساندة للقلعة الصامدة، ومؤازرة المعتقلين السياسيين والمطالبة بإطلاق سراحهم.
فلا استسلام ولا تنازل، في ظل إنزال جهاز "الأواكس" وعسكرة الجامعة، في غياب أبسط شروط التحصيل العلمي، لا استسلام ولا تنازل، والطلبة والطالبات مشردين ومطرودين، دون مسكن، دون مطعم، دون مقعد بمدرجات الدراسة. لا استسلام ولا تنازل، والشعب يجوع ويقتل، والمكتسبات مهضومة، والمطالب لازالت عالقة، وكرامة الطالبات والطلبة، كرامة الشعب تداس في واضحة النهار، من طرف فيالق  القمع، وطوابير البوليس والمخبرين وبلطجية النظام.
كل التحايا للرفاق والرفيقات والجماهير الطلابية، وأبناء "الليدو" الشعبية، كل التضامن مع الجرحى والمعطوبين، كل الإدانة لجريمة النظام الدموية، الخزي لمن تخاذل واستكان، والمجد لشهداء الشعب المغربي. العار لكل من قال لا لكون الجماهير هي صانعة التاريخ.
لا سلام، لا استسلام، معركة إلى الأمام، ولا لتجريم المناضلين، للمعركة مواصلين.
الحرية لكافة المعتقلين السياسيين





شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق