2014/12/09

محمد حومد // سعيدة المنبهي عنوان التضحية والمجابهة


سعيدة المنبهي عنوان التضحية والمجابهة
"لإنني أريد أن لا يبقى أثرا للسجن هنا غدا..."

إن الكثير من مثقفي وأشباه مثقفي اليوم لا "يعرفون" عنك شيئا أيتها
الشامخة، إنهم يتباهون ويتسابقون لتغطية النجوم المفبركة صنيعة المال المتفشي وصناعة السينيماتوغرافيا. ففي كل يوم، تطلعنا هذه الجريدة أو تلك المجلة على هيكل مائع مستبشرة إياه بالنجومية الساطعة وصانعة منه رمزا للوطن. إنهم يتجاهلونك عن قصد، كما يتجاهلون الشهداء والمناضلين، ويسعون إلى محو واستئصال تضحياتك الجسام من التاريخ المشرق لشعبنا، مقابل بعض الفتات الذي تتهافت عليه الأقلام المأجورة وفلول إعلام الصفقات التجارية. إنهم يتشدقون بمنجزات وتحديات الأخريات من الأنظمة الرجعية والإمبريالية والصهيونية ويتناسون معاناتك القاسية وتحدياتك الغنية عن التعريف. يوظفون المرأة المصنوعة والمفبركة على مقاس الإمبريالية في كل المناسبات وبدونها، وهم على مقربة من المخافر الشاهدة على تضحياتك وصمودك. فلا عيب أن يحتل هؤلاء مواقعهم الطبيعية وأن يكونوا كذلك، إن العيب أن يقصر في حقك من يرفع راية الثورة ودعاة الماركسية اللينينية وألا يستحضرك وألا يجعل منك نموذجا لممارسته وأسلوبه اليومي. وإن كان لابد من زعيم، فلا زعامة يستحقها غيرك. إنك أبدية الحياة في عروقنا وها نحن نقف إجلالا وإكبارا أمام دمائك الطاهرة للمرة السابعة والثلاثين، كل يوم حادي عشر من شهر دجنبر. ستظلين أيتها الرفيقة شامخة في عيون الثوار، ستظلين رمزا للوطن وستظلين رمزا للمرأة المناضلة العالمية بشكل عام وللمرأة المغربية بشكل خاص. إن تضحياتك وصمودك لا حدود لهما، ولا يمكن أن يكونا محطة مقارنة. إن أمثالك من الطينة النادرة، يدخلن التاريخ من أبوابه الواسعة وتستحق تجربتك القاسية التدريس كمراجع تعليمية وتربوية في المؤسسات التربوية. إن صمودك، إضرابك عن الطعام إلى غاية تحقيق مطالبك العادلة والمشروعة، قد كتب بدمائك النقية في لوح التاريخ وفي ذاكرة شعبنا رغم محاولات الطمس اللامتناهية من الأعداء و الأصدقاء معا. ونستثني بعض المثقفين والمناضلين المخلصين لحدود إمكانيات تضحياتهم، الذين كلما سنحت لهم شروطهم الخاصة إلا وكنت حاضرة في محافلهم الثقافية والأكاديمية. لقد دشنت عهدا جديدا في أسلوب النضال وتحصين الذات من الانهيار والدفاع عن الحقوق المغتصبة في الأقبية والدهاليز. لقد أطلقت شرارة الرفض والمجابهة في وجه الجلادين والمخبرين. لقد كسرت جدار الصمت والحصار المضروب على الحركة الماركسية اللينينية المغربية في أواخر السبعينيات. إن أسلوبك في الدفاع أصبح معلمة للمعتقل. لقد كنت أول شهيدة في الوطن وربما في تاريخ الإنسانية بإضراب لامحدود عن الطعام. لقد استشهد من بعدك رفاق ورفاق، لقد أنجب الشعب المغربي أربعة شهداء باضراب عن الطعام من بعدك: بلهواري والدريدي وشباضة وفي الأخير القريب مزياني. وكانت قد تكون الحصيلة ثقيلة لولا انهزام النظام وإطلاق سراح مجموعة من المناضلين منهم مجموعة مراكش 1984 التي شكلت الأسطورة المغربية باضراب بطولي لست سنوات رغم محاولة التعتيم والطمس. وليس بالبعيد منا مجموعة عين قادوس وهناك من استوفى حكمه (تازة نموذجا). وأصبح أسلوب النضال (الإضراب اللامحدود عن الطعام) سلاحا يوميا (إجباريا، طبعا، وشكلا من أشكال المقاومة) في سجون النظام. لقد عشنا تجارب سجنية عديدة تستحق الدراسة والمتابعة.. وحتى الآن هناك مضربون عن الطعام في سجون الذل والعار، نحييهم ونسجل تضامننا معهم ونطالب بإطلاق سراحهم وكافة المعتقلين السياسيين..
إنه دربك الشائك، درب الشهداء الذي أنارته ضياء احتراقك. لقد أصبحت مدرسة التحدي، فرغم الحصار والجوع والآلام داخل المعتقلات السرية والعلنية أضفت إلى الشعر والأدب المغربيين قيمة من نوع خاص. فهاهي أشعارك لازالت شاهدة عيان على تاريخك المضيء والحافل بالعطاء. وها أنت حية فينا سيذكرك ويسير على دربك أجيال وأجيال. أما جلادوك، فمزبلة التاريخ مأواهم. بدون شك، لن يتوجك أحد ولن يعطيك جائزة نوبل ولا جائزة السلام ولا جائزة من جوائز المعاهد السامية أو المؤسسات الأممية الامبريالية والرجعية، لأنهم يعلمون من تكون سعيدة.. إنها سعيدة صاحبة الشعر الشهير الذي نقتطف منه هذه الأبيات:
La prison, c est laid
Tu la dessines, mon enfant
Avec des traits noirs
Des barreaux et des grilles
Tu imagines que c est un lieu sans lumière
Qui fait peur aux petits
Aussi pour l indiquer
Tu dis que c est là-bas
Et tu montres avec ton petit doigt
Un point, un coin perdu
Que tu ne vois pas
Peut être la maîtresse t a parlé
De prison hideuse
De maison de correction
Où l on met les méchants
Qui volent les enfants
Dans ta petite tête
S est alors posé une question
Comment et pourquoi
Moi qui suis pleine d amour pour toi
Et tous les autres enfants
Suis-je là-bas ?
Parce que je veux que demain

La prison ne soit plus là



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق