22‏/06‏/2022

أباسيدي عزالدين // لن نركع


لم تعد عظمة فساد النظام القائم بالمغرب مخفية. كل سنة والوحل يراكم الوحل،
والدناءة تتفاقم وتخلف الذل وتنشر الظلم.. والجديد المتجدد هو تعاظم الفقر والتفقير، والاستغلال، والتجويع، والظلم، والتعاسة، والاستبسال في مسخ وتلويث كل ما هو جميل ومشرق.. والنظام لا يخجل من هذه الحقيقة. فباسم العدالة، وباسم الحكامة، وباسم الديمقراطية، وباسم حقوق الانسان، وباسم كل الشعارات البراقة، يجدد العهد مع المسخ، ومع انتشال جيوب الشعب يوميا وسرقة قوته، وتقطير دماءه، وتشريد ابناءه.. وهذه الصورة لم تعد مخفية، ولم تعد تنفع كل مساحيق الكون لستر الحرمان، والمحرومين مما يزخر به البر والبحر والجو من خيرات في هذا الوطن، والحرمان من الثقافة، ومن المعرفة، ومن كل ما هو جميل.. إنه العري السياسي.. 

النظام يصنع الكذاب والحقود والمخادع والنمام، ويزين المنحط، ويجمع الحتالات،.. من السياسيين ومن غير السياسيين، ويحشرهم في سوق "السياسة" لترويج بضاعته، لتلميع صورته، لتلويث الشرفاء.. 

سوق "السياسة" صار بوابة للكسب والتتويج بالمكانة وسط الذئاب، وافضل فضاء لبيع وترويج الكذب والخداع والافتراءات.. والنظام قد يفرط في العميل الكذاب والمنافق.. ولكن لا، ولن يفرط في سلاح الكذب والافتراء ونشر السموم، فهو  ادرى من غيره بقوة هذا السلاح.. سلاح يستهدف السمعة.. يستهدف التضحية.. يستهدف التاريخ النضالي.. سلاح يقتل به باسم المناضل النضال، وباسم المثقف يقتل الثقافة، وباسم السياسي يقتل السياسة، وباسم النقابي يقتل النقابة، وباسم الجمعوي يقتل الجمعيات.. ولهذا فالنظام لا يتوقف عن صناعة محترفي القنص بالسموم فقط بل يبني لهم دعامة من المؤسسات لفبركة ملفات لكل من يرفض الخضوع والانبطاح، بهدف تجريد كل عنيد من الصفة السياسية والنضالية، ومحاصرته.. وكيف يتوقف عن هذه الصناعة وقد تمكن من تحييد البعض، وتحطيم البعض، وترويض البعض.. 

فكلما تصاعد لهيب الصراع تزداد قوة الهجوم لحد الشراسة وقوة تفعيل هذه الادوات وغيرها.. إنه الصراع الطبقي حيث المصالح تلزم النظام استعمال ما يراه سلاحا ناجعا وفي الوقت الذي يبدو له مناسبا لإدامة ليل الظلم والاستبداد والقمع والاستغلال.. 

لكن مهما طال الليل ومهما تنوعت أساليب الاستهداف، فعصر العبودية والطغيان والظلم قصير، وفجر الحرية قادم، وما يفتحه أمامنا من أمل في الخلاص يجعله اهلا لان نقدم اغلا ما نملك من أجله، لان نهب حريتنا وارواحنا من اجل شمس غد جميل تطلع على شعبنا.. وهو حلمنا الاكثر استقامة الذي لن ينتشله منا، أو ينتقص منه أي جزار في مسلخ الثوار ولا أي ديكتاتور.. فلن نتراجع ولن نستسلم مهما كانت مناوراتكم ودسائسكم. جلدنا مر، واصواتنا ستظل تجهر بالحقيقة التي لا ترغبون كشفها.. وشعبنا يعرف الاصوات المناهضة للظلم والاستغلال لانها أصواته ويعرف من يحمي الظلم والاستبداد والقهر والنهب.. لانه يسرق لقمته.. لهذا فالليل لن يكون أبديا، فالابدي هو الحقيقة، هو الشعب، هو الساحات، وميادين الصراع، هو تضحيات أبطال شعبنا وشهدائه في كل حقول الصراع.. فنحن واعون أن سمومكم ودسائسكم لن تتوقف اليوم وغدا، ولكن ومن باب الاشهاد وللتاريخ نقول لن نتراجع ولن نتخلف عن نضال شعبنا..




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق