نعم،
بالتأكيد في المغرب أحزاب سياسية، ومنذ
زمن بعيد ، حيث "كتلة
العمل الوطني"
سنة 1934
التي
تمخضت وولدت فأرين:
الحزب
الوطني (تيار
علال الفاسي)
والحركة
القومية (تيار
محمد بن الحسن الوزاني)،
ناهيك
عن وضع شمال المغرب حينذاك، حيث
حزب الإصلاح (عبد
الخالق الطريس...)..
وحتى
الآن، هناك قانون أحزاب، على المقاس.
وقد
انضبطت كل الأحزاب، وبدون استثناء، الى
شكله ومضمونه، وخاصة تقديس "المقدس"،
بل "المقدسات".
وهناك
أيضا نقابات وجمعيات، بالإضافة الى
"المثقفين"
وما
شئت من الأجناس والأنجاس أيضا.
وهناك
ما قد تتوقع أو لا تتوقع من الكائنات
الواقعية والخرافية.
و"الجميل"
في
المغرب، أن الأحزاب والكتل ولادة وكذلك
النقابات والجمعيات.
والقبيح،
أنها تلد المسخ تلو المسخ.
ولا
يلد المسخ، بدون شك، غير المسخ.
نعم،
هناك أحزاب سياسية في المغرب، وبأعداد
غير مقبولة (حقيقة
مرة وصادمة).
إلا
أن جلها لا يحمل غير الاسم، فلا تصور لديها
ولا برنامج ولا حياة داخلية ديمقراطية.
بل
ولا حياة تذكر لها على أرض الواقع (التأطير
والتنظيم...).
إنها
مجرد "بوتيكات"
انتخابية
ومناسباتية ودمى طيعة للتشويش والتصفيق
تحت الطلب (ترديد
معزوفة "العام
زين")..
كما
أنها "مافيا"
ممولة
(طبعا،
من جيوب الجماهير الشعبية الكادحة)
ومدربة
لإدارة الفساد والإجرام وتبريرهما..
إن
واقع الصراع الطبقي ببلادنا قد فرض ذلك.
فلا
يمكن لأصحاب المصالح، في ظل مجتمع طبقي،
أن يفرطوا في مصالحهم أو أن يتنازلوا عنها
عن طيب خاطر.
وتراهم
يجتهدون ويبدعون من أجل ضمان وخدمة مصالحهم
والحفاظ على امتيازاتهم.
لذلك
يصنعون الأحزاب والنقابات والجمعيات
وحتى الأشخاص (أشباه
المثقفين والمناضلين).
إنها
ترسانة سياسية (و"مدنية")
لتعزيز
الأدوار القذرة والمهام البئيسة للأجهزة
القمعية من بوليس ودرك وجيش ومخبرين...
لكن،
ماذا عن الأحزاب التي تدعي المعارضة؟
وماذا عن النقابات التي تدعي خدمة مصالح
العمال؟ وماذا عن الجمعيات التي تدعي
خدمة "التنمية"
و"المواطنة"
و"حقوق
الإنسان"؟
في
هذا الشق من الكرة الأرضية، في هذه الوادي
المنسية، هناك أيضا أحزاب ونقابات وجمعيات
و"مثقفون"
و"مناضلون"..
إلا
أنهم فعلا يدعون، وفقط يدعون، المعارضة
وخدمة مصالح العمال وخدمة التنمية
والمواطنة وحقوق الإنسان..
إننا
لا نزايد على أحد، حزبا كان أو نقابة أو
جمعية أو "مثقف"
أو
"مناضل".
إنها
الحقيقة المرة والصادمة..
هل
يعقل أن يستمر الفساد والإجرام كل هذه
السنين وأمام أعين أحزاب "المعارضة"،
في الماضي والحاضر، ومن ينتمي اليها من
نقابات وجمعيات وأشخاص؟ هل يعقل ذلك
والشعب المغربي قد قدم بسخاء ويقدم حتى
هذه اللحظة التضحيات تلو التضحيات؟
هل
يعتبر حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات
الشعبية معارضا؟ وهل يعتبر حزب الاستقلال
معارضا؟ وهل يعتبر حزب الأصالة والمعاصرة
معارضا؟ وقس على ذلك..
فلا
الشرعية "التاريخية"
أو
الشرعية "الديمقراطية"
تبرر
أو تصمد أمام الخيانة..
إن
النظام يرعى ويحمي خدامه من أحزاب ونقابات
وأجهزة ومؤسسات وأشخاص.
لكنه،
رغم ذلك، يرحم ويعطف على من قدس "المقدس"،
بل من قدس "المقدسات"
ولو
يكن "معارضا".
إننا
نعيش أجواء ذكرى الانتفاضة الشعبية
الخالدة ليناير 1984،
أين أحزاب "المعارضة"
بكل
تلاوينها؟ وأين النقابات؟ وأين "المثقفين"؟
وأين "المناضلين"؟
إننا
نعيش أجواء ذكرى انتفاضة 20
فبراير
2011
الصامدة،
أين أحزاب "المعارضة"
بكل
تلاوينها؟ وأين النقابات؟ وأين "المثقفين"؟
وأين "المناضلين"؟
كيف
تقبل أحزاب "المعارضة"،
ومنها فدرالية اليسار الديمقراطي الإصلاحية
(أحزاب
الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والاشتراكي
الموحد والمؤتمر الوطني الاتحادي)
الانخراط
في اللعبة الانتخابية لهذه السنة (2015)
والسجون
مكتظة بالمعتقلين السياسيين، والدماء
الزكية للعمال والفلاحين الفقراء والطلبة
والمعطلين تسيل يوميا بالشوارع والجامعات،
ومصير المختطفين مجهول...؟
كيف
تقبل أحزاب "المعارضة"
الانخراط
في اللعبة الانتخابية لهذه السنة (2015)،
والفساد مستفحل، والأوضاع الاقتصادية
والاجتماعية في تدهور متواصل (الإجهاز
على الحقوق والمكتسبات:
صندوق
المقاصة والتقاعد والحريات العامة
والديمقراطية...)،
في غياب المحاسبة والعقاب؟
كيف
تقبل أحزاب "المعارضة"
الانخراط
في اللعبة الانتخابية لهذه السنة (2015)،
والتضييق على الجمعيات الجادة وعرقلة
أنشطتها متواصلان وكذلك استفزاز مناضليها
ومحاصرتهم؟
إنه
التواطؤ المفضوح لأحزاب "المعارضة"
ومن
ينتمي اليها من نقابات وجمعيات وأشخاص..
إنها
جريمة نكراء في حق الجماهير الشعبية
الكادحة، وفي مقدمتها الطبقة العاملة
الأكثر تضررا من الاضطهاد والاستغلال
ونهب خيرات البلد واستباحتها من طرف كمشة
برجوازية (طبقتي
الكمبرادور والملاكين العقاريين)
ولفائدة
الامبريالية ومؤسساتها المالية والشركات
"العابرة
للقارات"..
عموما،
النظام القائم بجيوشه العسكرية والسياسية،
السرية والعلنية، الموالية و"المعارضة"،
يواجه الشعب المغربي بشراسة ودموية، في
غياب معارضة حقيقية ومخلصة للشعب المغربي
ومعبرة عن آماله وطموحاته..
إنه
أوان الفعل النضالي المنظم والمنتج
والتكتل النضالي المبدئي والنضال الميداني
المشترك القائم على التحليل الملموس
للواقع الملموس، وعلى قاعدة الوضوح
والانسجام والاستعداد للتضحية..
فلماذا
الانتظار؟
إنه
زمن المعارك الحقيقية الى جانب المناضلين
الصادقين والمبدئيين وليس زمن المعارك
الوهمية أو الهامشية..
فليتجند
المناضلون للحرب الطبقية التي لا ترحم..
4
دجنبر
2015
شارك هذا الموضوع على: ↓