2015/02/10

تازة // عبد الصمد الهيدور يغادر السجن تحت الحصار والمضايقات


غادر المعتقل السياسي ومناضل حركة 20 فبراير عبد الصمد الهيدور أسوار السجن بعد ثلاث سنوات خلف زنازين القهر والحرمان بتازة، بعدما حكمت المحكمة الرجعية بتازة بسجنه بتهمة "إهانة المقدسات".

 عبد الصمد هيدور كان من بين المناضلين المؤطرين لانتفاضة يناير 2012 بحي الكوشة، الانتفاضة التي فجرتها الجماهير الشعبية وأعادت الكرة بحدة أكثر إبان الانتفاضة الثانية في مطلع فبراير من نفس السنة.
طالته أيادي القمع من أمام المحكمة أثناء مشاركته في وقفة نضالية مطالبة باطلاق سراح المعتقلين السياسيين الذين كانوا يتعرضون لمحاكمات صورية، وذلك بعد الانتفاضة الأولى كما طالت العديد من المناضلين البارزين في تأطير الجماهير منهم الرفيق طارق الحماني، الذي يقضي عقوبة قاسية -6 سنوات نافذة-.
  خاض الرفيق عبد الصمد الهيدور عدة معارك نضالية داخل زنازين السجن المحلي بتازة إلى جانب رفيقه في الزنزانة طارق الحماني، كان أبرزها الإضراب المفتوح عن الطعام الذي وصل إلى 69 يوما خلال سنة 2013 تم تعليقه يوم 10 ماي بعد استجابة إدارة السجن لأغلب مطالبهم العادلة والمشروعة.
  رفضت محكمة النقض عدة مرات مطلب عائلته وهيأة الدفاع بإعادة محاكمته ليكمل الثلاث سنوات كاملة ملؤها المعاناة والحرمان من جهة، والصمود والتحدي والثبات على المواقف من جهة أخرى، وهو ما أكده الرفيق عبد الصمد هيدور يوم أمس مباشرة بعد أطلاق سراحه من طرف إدارة السجن المحلي بتازة في منتصف الليل حتى لا يتسنى لرفاقه والمتعاطفين معه وعائلته تنظيم استقبال له أمام بوابة السجن الرئيسية.
 النظام القائم وزبانيته جندوا كل قواهم للحيلولة دون أن يحضى الرفيق عبد الصمد الهيدور بلحظة استقباله استقبال الابطال المنتصرين على قساوة السجن والسجان، ورغم ذلك، أبى الرفيق إلا أن يلتقي المناضلين الذين قدموا من مجموعة من المدن لاستقباله. فمنذ اللحظة الأولى لخروجه حاول عناصر من المخابرات إجباره على امتطاء سيارة أجرة لنقله مباشرة إلى منزل عائلته، لكنه أبى إلا أن يلتقي بالمناضلين ورفع التحدي في وجه الطغاة بأن يكون إلا ما يريد.
 لقد أبان عبد الصمود هيدور عن صمود الأبطال من داخل الزنزانة رغم ظروف الاعتقال القاسية وابتسامته وهو يقدم تصريحه الأول بعد الخروج وإصراره على الالتقاء بالمناضلين الذين تعرضوا بدورهم للاعتقال من طرف الأجهزة القمعية وأُطلق سراحهم بعد ذلك في محاولة فاشلة لنسف الاستقبال.

وعودة لقضية اعتقال عبد الصمد الهيدور، فالمحكمة استندت في حكمها على شريط فيديو منشور على الأنترنت لمتابعة الرفيق بتهمة اهانة المقدسات، وللأمانة سنعيد نشر الفيديو مرة أخرى، لنضع المتتبع أمام حقيقة القضاء الرجعي، القضاء الذي اغتصب ثلاث سنوات من عمر خيرة شباب المغرب لأنه قال علانية ما يقوله المغاربة سرا، لأنه تساءل أين الثروة، وشرح كيف يتم تهريبها، ثلاث سنوات من التعذيب لأنه أماط اللثام علانية عن حقيقة الاستعمار الجديد الذي نعيشه، لأنه كشف للمغاربة عن كيفية استغلال مناجم الفوسفاط من طرف المستعمر الذي يمتص أهم مادة فيه "اليورانيوم"، إنها الخلفية الحقيقية وراء اعتقال عبد الصمد هيدور، وليس بضع كلمات في حق الكومبرادور بعدما تم وضعه في صف المقدسات إلى جانب الآلهة التي لا تقبل أي نقد، وإن كانت المحكمة ستكون متساهلة لو مسست فعلا بالآلهة، وأيضا كانت السنوات الثلاث بمثابة ارهاب معنوي حقيقي لكل المتعاطفين، كان السوط الذي يهدف لاخراس كل من يقول الحقيقة للجماهير علانية.



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق