بعيدا
عن أحكام مبنية على الأوهام...
وبعيدا
عن الشطحات البهلوانية الزائفة..
أتساءل
مع كل الناضجين ومع من يحملون حرقة التردي
الفضيع لواقع شعبنا ويقدمون الضريبة
يوميا في مختلف الميادين، أي مسؤولية
للمناضل في هذا الوضع؟
عندما
أبانت بعض المجموعات الثورية المغربية
وفي المقدمة "تيار
البديل الجذري"
عن
مواصلة العمل الجاد والمصار الثوري بكل
إصرار وتحدي وبكل ثبات وتواضع دون خجل من
نقص أوضعف وجدت نفسها شبه وحيدة وعرضة
للقصف والطعن والتهديد والتآمر..
وتساهم
في ذلك كل الجبهات بمختلف ألوانها وفيها
من تعلن قولا المعركة ضد النظام والصهيونية
والإمبريالية وضد الإصلاحية والتحريفية..
والسؤال
في صالح من هذا الهجوم؟ أو من المستفيد
من الهجوم على المجموعات الثورية في
قراراتها وفي تقدمها وأخص بالذكر "تيار
البديل الجذري"؟
بالطبع وبجواب حاسم اعداء شعبنا هم من
يستفيدون من معركة الهجوم على المناضلين
المتحدين للوقوف في وجه العدو، وهذا
الهجوم ينتظر منه العدو، طبعا وأولا، وكل
المساهمين فيه، إبقاء كل المجموعات
الثورية المغربية في عزلة عن كل البقع
المتقدمة والتشويش على أعمالها وشل
فاعليتها والحد من مواصلتها لمسيرة التقدم
ليرغموها على التراجع..
في
حين أن الحقيقة الثورية، هي قانون الثوري
الحقيقي والإيمان الراسخ لذيه والذي لا
يتزحزح بالرخم من اشتداد الأعاصير، وهي
قناعة تفوق كل توجيه وكل نصيحة من الخارج
وكل كتابات المهزومين والمترددين والمندسين
المعلوكة بمنطق الهروب الى الإمام بعيدا
عن طاحونة الصراع الطبقي.
إن
الثقة بالنفس هي روح الثوري هي إيمانه
وهي الحياة التي زرعها الوعي الحاد
بالإلتزام بالمسؤولية أمام الجماهير
الكادحة، وفي المقدمة الطبقة العاملة،
وبالواجب التاريخي والإنساني، إذا الثقة
لذا الثائر هي قناعة راسخة وإدراك بعمق
الواجب الذي يحمله التاريخ الى المقدمة،
وهي في نفس الوقت سلاح المناضل الجاد
والمبدئي يمزق حواجز وأغشية الإعتراض،
فهي ليست انعكاسا لغويا أو ألفاضا ببغاوية
بل هي صورة رسمها ويرسمها المناضل الثائر
في كل أفعاله وأعماله وفي تحركاته وفهمه
وعلى هذه الصورة المأخوذة من التاريخ يقع
الحكم بعد كل تقدم ويتبين الواقف على
الثبات وعلى أرضية صلبة، والواقف داخل
الإستديوهات لتصنيع جمالية الصورة..
وفي
غياب الثقة الذاتية لذا المناضلين تتزحزح
القناعات وتفتتح الأبواب للهزائم والخسائر
لا محالة.
ولهذا
لما نتلمس الصلابة في الموقف أمام كل
أنواع الإعاقة والتخلف والتردد والتراجع
والهشاشة والتكتيكات الناعمة المغلفة
بالجمل الثورية والا مسؤولية، وكذا الحضور
الناضج للتماسك الرفاقي والتواضع المعرفي
والمرونة في الممارسة والذكاء في تكتيك
التحرك السياسي الهادف والمنسجم على جميع
مستويات العمل طبقا لحجم الحضور نتحسس
فعلا الحضور الثوري والمسؤولية السياسية
والنضج المناضل..
فدفاع
"تيار
البديل الجذري"
عن
حق مواصلة مساره الثوري، ومتابعة المسار
بالرغم من تنوع العداء والمجابهة التي
اعترضته والمؤامرات والتسييج المخدوم،
مباشر من العدو، وبشكل غير مباشر من الخصوم
من مختلف المواقع، وذلك مطلوب أيضا من كل
المجموعات الثورية مع ضرورة تمتين جسور
التفاعل المسؤول والناضج، هو دليل على
الثقة الذاتية، للمناضلين الفاعلين وسطه،
بالعمل الثوري الذي ينخرطون فيه.
وهم
يعلنون موقفهم الواضح بدون لبس ولا إبهام
من النظام ومن كل الملتفين حوله من القوى
الإنتهازية الإصلاحية والبيروقراطية
النقابية والأحزاب الرجعية والظلامية
ومن كل حلفاء النظام ومن الإمبرياليين
والصهاينة وكل الرجعيات العالمية ويرفضون
بوضوح كل الإلتواءات وكل الوسائل المبهمة،
ولا يترددون في فضح كل المواقف الخيانية
والمتذبذبة وكل متستر خلف الشعارات
المنمقة والجمل الثورية ويقدمون يوميا
في تجربة جنينية وبكل بساطة وطبقا لحجم
حضورهم وإمكانياتهم نموذجا للفعل والموقف
الثوري الجاد للجماهير المتتبعة للحقل
السياسي ولكل المناضلين المبدئيين في
الدفاع عن القضايا المبدئة والعادلة، في
عمل يستحق التقدير والإحترام والنقد
البناء والإسهام بكل الصيغ لإنتاج ما هو
أرقى وفي مستوى طموحات الشعب المغربي
الذي تفاقمت معاناته.
ولذا
فهذا التميز وهذه الثقة والقناعة وهذا
الإصرار على مواصلة المسير والدرب يتطلب
من كل مناضل جاد أفرادا ومجموعة التفاعل
المسؤول والإسهام الفاعل والناضج لخلق
شروط التقدم والتجاوز لوضع ندعي المسؤولية
فيه لبلورة وبناء البديل القادر على قيادة
الفعل النضالي والتضحيات المقدمة يوميا
من قبل شعبنا من أجل الخلاص، وهي المهمة
الكبرى المطروحة أمام الثوار الحقيقيين
وليس الفدلكة الكلامية وبناء الأحكام
على الوشايات وعلى نقاشات السكر في الليالي
الحمراء والسموم المنقولة من النفوس
المريضة والمزروعة بإتقان من العدو..
2
فبراير 2015
شارك هذا الموضوع على: ↓