2015/03/03

حسن أحراث// حركة 03 مارس: تجربة في حاجة الى الدراسة والتقييم...

لا مستقبل لمن لا ماضي له، وماضينا غني بالدروس التي من المفروض العودة إليها وتناولها بالعمق الكافي.. فكثيرا ما نذهب بعيدا بحثا عن "الثورة" ونغفل أن "الثورة" وراء ظهرانينا..

فهل توقفنا، الى هذا الحد أو ذاك، عند تجربة الريف بقيادة البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي؟ وماذا عن المقاومة المسلحة المغربية وجيش التحرير؟ وماذا عن العديد من التجارب المنسية الأخرى؟
إنه لابد أن نبدأ من حيث يجب أن نبدأ..

وأقدم بهذه المناسبة (استحضارا للذكرى فقط، وليس لتناولها) شذرات متناثرة حول تجربة حركة 03 مارس التي تستحق الوقوف الطويل عندها من طرف المناضلين..

عرفت منطقة مولاي بوعزة في 03 مارس 1973 أحداثا مسلحة ووجهت من طرف النظام بالحديد والنار. والى جانب من استشهدوا في الميدان، ومن بينهم الشهيد محمد بنونة المعروف باسم محمود وأسكور محمد وابراهيم التيزنيتي، نفذ حكم الإعدام (بلذة الانتقام) بتاريخ 01 نونبر 1973 (صبيحة يوم عيد الأضحى) بعد محاكمة عسكرية صورية في حق كل من:
عمر دهكون وعبد الله بن محمد وأيت لحسن وبارو مبارك وبوشعكوك محمد وحسن الادريسي وموحا نايت بري وتفجيست لحسن وأجداني مصطفى ويونس مصطفى وأمحزون موحى وولحاج وبيهي عبد الله الملقب بفريكس ودحمان سعيد نايت غريس وأيت زايد لحسن وحديدو موح ومحمد بلحسين الملقب بهوشي منه.

وفيما يلي البلاغ (البرنامج) الصادر عن الحركة عشية اندلاع الأحداث (منشور بموقع الحوار المتمدن من طرف سعيد الوجاني):
" باسم الشعب .
ايها المواطنون ، ايتها المواطنات .
في اطار النضال السياسي الطويل الذي خاضته جماهيرنا المغربية ، سواء للقضاء على سلطة الاستعمار المباشر في بلادنا ، او من اجل الديمقراطية والاشتراكية بعد الاعلان عن الاستقلال ، تأكد لنا وبشكل قاطع ان الحكم الاقطاعي الذي يترأسه الحسن الثاني شكل عرقلة اساسية لكل تطور ديمقراطي داخل بلادنا ، ويشكل الاداة الطيعة في يد الاستعمار القديم والجديد ، وذلك نتيجة طبيعة هذا الحكم الاقطاعي البغيض الذي يتمسك بكل سلطة في البلاد وينهج سياسة قتل الاحرار وتشريدهم ، ومنع الحركات التقدمية والوطنية من كل امكانيات التعبير .. كما تأكد لنا في اطار هذا القمع ان اقلية من السماسرة والإقطاعيين تغتني باستمرار على حساب الطبقات الكادحة . و لتحسين اوضاع مجموع الطبقات الشعبية المغربية المنتجة يلزم :
-- ضرورة العمل على تحقيق امكانيات الشغل لكل العاطلين وبناء مجتمع جديد يكون فيه الشغل حقا وواجبا على كل مواطن .
-- اعادة الاعتبار لثقافتنا وتقاليدنا العربية والإسلامية بخلق وتطوير ثقافة شعبية حقيقية ، وذلك بتعريب التعليم وتعميمه وديمقراطيته وتوحيده ، وتحقيق امكانيات التعليم والثقافة لكل ابناء الكادحين ، وبناء مجتمع جديد يكون فيه التعليم حقا وواجبا على كل مواطن .
في اطار استعماله اساليب النضال الديمقراطي داخل بلادنا ، وفي اطار كون حكم الاقطاع هو العرقلة الاساسية لهذا التطور ، وباعتبارنا امتداد للنضال السياسي الذي خاضته الحركة التقدمية الوطنية ، قررنا البدء بالثورة الشعبية المسلحة للإطاحة بنظام الحكم الاقطاعي العميل واضعين امام اعيننا الاهداف الاساسية التالية ، التي تكون العمود الفقري لبرنامجنا :
1 ) – تحقيق وحدة التراب المغربي ، باسترجاع جميع المناطق الي لا تزال تحت سيطرة الاستعمار .
2 ) – طرد القواعد العسكرية الاجنبية من بلادنا من اية قوة دولية كيفما كانت .
3 ) – تحقيق الاستقلال الاقتصادي والسياسي للمغرب بتحطيم كل استغلال لطاقات بلادنا المادية والبشرية من طرف القوى الاقتصادية العالمية .
4 ) – حماية المياه الاقليمية المغربية وخيراتها من السيطرة الاجنبية .
5 ) – تحرير المواطن المغربي من كل انواع الاستغلال .
تحقيق الديمقراطية :
1 ) – تحقيق نظام جمهوري شعبي ديمقراطي يكون العمود الفقري فيه ديمقراطية ومراقبة واسترجاع الجماهير الشعبية الكادحة لوسائل الانتاج في بلادنا
2 ) – انتخاب الشعب مجلسا تأسيسيا يضع دستورا للبلاد يجري به العمل بعد مصادقة الشعب عليه .
3 ) – ضمان حرية التعبير والتنظيم السياسي والنقابي ، وحرية تأسيس الجمعيات والأندية الثقافية .
البناء الاقتصادي والاجتماعي :
1 ) – تحقيق ثورة زراعية شاملة باسترجاع الفلاح المغربي حقه على الارض التي ’سلبت منه سواء من طرف المعمرين الاجانب او العملاء الحاليين للحكم الاقطاعي .
2 ) – تصنيع المغرب حتى يأخذ مكانته اللائقة به في صفوف البلدان التقنية المتقدمة بنهج سياسة تصنيعية تأخذ بعين الاعتبار الحاجيات الوطنية المنطلقة من المتطلبات الاساسية للجماهير الكادحة .
3 ) – استرجاع المصالح الاقتصادية الحيوية للبلاد برفع كل استغلال لها من طرف اقلية من الاحتكاريين وتسخير هذه الطاقات للمساهمة في :
هياكل الدولة :
1 ) – اعادة بناء ادارة جديدة تكون العلاقة فيها علاقة عمل ، من اجل مصالح الكادحين ، وإلغاء سيطرة الرأسمال عليها ، هذه السيطرة التي تلغي ظاهرة الرشوة وتحد من معطيات سلطة الاقطاع والرأسمال .
2 ) – اعادة بناء الجيش وأجهزة الامن ، التي يستعملها الاقطاع كوسيلة قمعية لحماية مصالحه ، اداة ثورية تحمي مصالح الوطن ومصالح الجماهير الشعبية الكادحة ، وتساهم معها في بناء مغرب حر ديمقراطي اشتراكي .
الوطن العربي :
ثورتنا جزء لا يتجزأ من الثورة العربية ، وتحرير فلسطين قضية وطنية قومية اساسية ، وكل نصر تحققه القوى الثورية في الوطن العربي ، هو نصر للجماهير العربية وخطوة اساسية نحو الوحدة العربية .
بناء المغرب العربي في اطار الوحدة العربية الشاملة ينطلق من متطلبات الجماهير الشعبية في المغرب العربي ، وهو قبل كل شيء مهمة القوى الوطنية والتقدمية .
السياسة الخارجية :

تطبيق سياسة خارجية حرة ومحايدة تتعاون مع كل الحكومات والشعوب الراغبة في السلام والديمقراطية والعدالة في العالم . سياسة ترفض السيطرة الاستعمارية على بلادنا سواء على الطريق المباشر او عن طريق سلطة رأس المال ، وتساند الشعوب المكافحة من اجل تحررها الاقتصادي والسياسي ."
3 مارس 2015



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق