2015/03/01

محمد حومد// حركة 20 فبراير والجاليات المغربية''كندا نموذجا ''

خلد الشعب المغربي هذه الأيام الذكرى الرابعة لانطلاق حركة 20 فبراير ضدا على المحاولات اليائسة لإجهاضها وإجهاض أي خطوة تسير نحو إعطاء دم ونفس جديدين للحركة، وذلك من طرف النظام والقوى الذيلية له أو
حتى من بعض المناضلين الانتظاريين الذين أكل اليأس من عظمهم. لقد أعلن المناضلون التحدي وتشبثوا باستمرارية الحركة باعتبارها محطة سياسية من المحطات النوعية التي عرفها تاريخ بلادنا، فالتحق المناضلون بشوارع المدن لإحياء الذكرى وإعلان استمرارية الحركة. وبحكم امتداد الحركة على المستوى الدولي وما لمواقع التواصل الاجتماعي من صدى، التحق المناضلون والغيورون من أبناء الجالية المغربية إلى تخليد الذكرى في مجموعة من العواصم والمدن بدول مختلفة. وهكذا أعلن مناضلو الجالية بكندا تخليد الذكرى عبر تجسيد وقفة نضالية أمام القنصلية المغربية بمدينة مونتريال رغم قساوة الطقس، وقفة نضالية رفع من خلالها شعارات متعددة من بينها شعارات ضد الاعتقال السياسي تضامنا مع كافة المعتقلين السياسيين ببلادنا..
لقد ساهمت حركة 20 فبراير منذ انطلاق شراراتها الأولى في خلق جو نضالي نوعي جد متميز بكندا، وكانت بمثابة البنزين المحرك لمجموعة من الطاقات النضالية التي كانت إلى وقت قريب منغلقة على ذواتها وغائبة عن الساحة السياسية. لقد ساهمت الحركة في مد الجسور بين طاقات فاعلة في الميدان وفي شتى المجالات، فانطلقت حركات قوية لرص الصفوف من أجل الإبداع النضالى... فحملت مجموعة من المناضلين مشعل الحركة إلى يومنا هذا. وبحكم القمع والاعتقال اللذين لازما الحركة في صفوف المناضلين، وخصيصا المناضلين الميدانيين ببلادنا، تم تأسيس لجنة الدعم للمعتقلين السياسيين وعائلاتهم في كندا بمبادرة من مجموعة من المناضلين، هذه الأخيرة، أي اللجنة، لم تصمد طويلا أمام مجريات التطورات السياسية، حيث لا يخفي على أحد المد والجزر اللذين عرفتهما الحركة، نظرا للرؤى السياسية المتواجدة في الحراك الشعبي. وبالموازاة مع هذا الحراك انطلق وبحماس قل نظيره تأسيس لجنة لدعم الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في أفق تأسيس فرع للجمعية بكندا من طرف مجموعة من المناضلين الحقوقيين، هذه اللجنة ستعرف تعثرات لأسباب ذاتية أكثر منها موضوعية، حيث اقتصر نشا طها الحقوقي على مواقع التواصل الاجتماعي وبشكل ضئيل عبر تقاسم بعض الأحداث الهامة على شبكات الانترنيت وبعض الوقفات الاحتجاجية تضامنا مع بعض معتقلي الرأي، بالإضافة إلى أنشطة ثقافية حول حقوق الإنسان جد محدودة..
أمام هذا الزخم ارتأى البعض تأسيس تجمع يكون بمثابة الحاضنة لمجموع التنظيمات السالفة الذكر تحت اسم تجمع الديمقراطيين المغاربة بشمال أمريكا. وبحكم تواجد المزيج من الرؤى كان من الضروري صياغة أرضية سياسية ضامنة لتوجه التجمع، إلا أن هذا الأخير سيراوح مكانه بدون التقدم نحو إنجاز المهام الملقاة عليه. وربما، كانت الأرضية إحدى حجرات التعثر..
ففي العمق، تعد حركة 20 فبراير استنهاضا نضاليا عظيما حققته الجماهير الشعبية في الألفية الثالثة، حيث أبانت للجميع على الخزان القوي والطاقات الهائلة التي يحبل بها شعبنا البطل، وفي نفس الوقت أبانت على ضعف المعنيين (رغم العويل والشعارات الكلامية الهاربة إلى الأمام للبعض) بهذا التغيير الذين من المفروض أن يحملوا المشعل في الصفوف الأمامية، بقيادة سديدة تؤطر الانفجار الشعبي في وجه النظام و أزلامه بشتى تلاوينهم. لقد عرت الحركة وبشكل فظيع على واقع الصراع الطبقي ببلادنا واتضح للجميع الأقطاب الفاعلة فيه وأعطت لكل ذي مقام مقامه.. فهل من مستفيد؟

إن من بين مهام المعنيين هو كيفية رص الصفوف بين المناضلين الميدانيين، هذا الرص لن يتأتى إلا عبر تحديد خطوات نضالية واضحة والى جانب سواعد المستقبل، العمال بالخصوص والفلاحين الفقراء...، بدون اختباء وراء الشعارات المغلفة مع الأخذ بعين الاعتبار الجو الجيوسياسي الإقليمي والدولي، حيث هناك قوى محلية وأخرى دولية متربصة بالحراك.
  1 مارس 2015



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق